في ١ آيار ١٩٧٤ وعلى أنغام أم كلثوم من أحد بيوت الجيران تصدح عالياً وكأنها تصدر من حيث نجلس كان البوح لبعضنا عن الحب الذي نشعر به تجاه بعضنا
تشابكت ايدينا وكأننا نتعاهد البقاء معا طالما بقينا على قيد الحياة
كانت بداية حواراتنا وعلاقتنا التي مرت بأطوار كثيره حيث اتفقنا قليلا واختلفنا اكثر
وفي كل اختلاف كان الحوار يتعمق اكثر وعلاقة الحب تتجذر في داخلنا للدرجه التي اصبحت الفوارق النفسيه شبه معدومة رغم اختلافنا بالتفاصيل…
وفي ليلة ١٨ نيسان
امسكت يديه في محاولة للتمسك به ومنع اقتراب عزرائيل منه
كانت الليله الاولى التي اسمح فيها لتيماء بالبقاء معي رغم محاولاتها في أيام سابقه للبقاء كنت أقول لها أولادك وزوجك يحتاجونك وانا قادرة على البقاء
نظرت تيماء في عيني فهربت منها
خفت ان تفضحني دموعي المتحجرة
حوالي الثانيه عشره ليلاً قلت لها اذهبي ونامي قليلاً شخصياً لااشعر بالنعاس
ومن شدة تعبها نامت سريعا
امسكت يديه محاولة الحديث معه
كان تعبا للدرجه التي كان لايستطيع التجاوب معي سوى بحركة من عينيه
ويبدو وكأن روحه كانت تطير فوق مصياف
قلت له تيسير انت في مصياف؟؟
ردد كلمته الوحيده وكأنه يريد التخفيف عني
مافي شي ندى كان هناك مشكله مع احدهم في مصياف ومشي الحال
لاتخافي مافي شي
حاولت جاهدة بعدها ان يحكي كلمة
وبدأت يداي تتمسك بيديه اكثر والخوف يلف روحي
ويبدو كان صوتي عالياً وانا احدثه رغم صمته
فاقت تيماء وجلست قربه
بكت قليلاً وتبادلنا النظرات وقلت لها ألا تستطيعين العودة للنوم
قالتلي اكيد لا
اذا
رني لاختك رباب ولاخيك تميم
دعونا نسهر كعائله معا عبر المسنجر
ماما؟؟
اي امي
من حقهم علينا ان يكونوا معنا في هذه الساعات
كانت ساعات عصيبه صعبه قاسيه وربما تركت في كل مننا اثرا نكابر عليه لاننا لانملك رفاهية الحزن في هذا التهجير القسري الذي نعيشه
في صباح ١٩ نيسان ٢٠٢١
وفي الساعه السابعه صباحاً فارق الحياة
وتركنا وحدنا
دون أي ترتيب بيننا
قلنا
مع السلامه ابو تميم
لم نستطع حينها ان نقول الله يرحمك
لاتزال تلك اللفظه تقيله على سمعي
أردد مع السلامه وإلى لقاء سيجمعني بك وتعود ايدينا تتشابك فيما بيننا كما بدأنا.
المصدر: صفحة ندى الخش