ناشط من أهم ناشطي ثورة الحرية والكرامة، ومثقف متمكن من مثقفي دوما الأبية، عرفته دوما وعرفه العمل الوطني المناهض للسلطة الغاشمة، سلطة القهر والاستبداد التي عاشتها سورية عبر حكم الأسدين.
ولد نعمان علي الحجة في دوما عام 1959، في أسرة وطنية عروبية، ونشأ ضمن سياق حراك وطني متميز خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الفائت. شبّ على حب الوطن، ورفض الذل والهوان، فكان شابًا نشيطًا وواضح الرؤيا، لا يهادن، ولا يقبل الخنوع، تابع دراسته الثانوية والتحق بكلية الهندسة الكهربائية، وحصل على البكالوريوس فيها.
اعتقل للمرة الأولى عام 1991؛ بسبب النشاط السياسي المعارض للنظام، وبقي في المعتقل مدة عام تقريبًا، ثم خرج من المعتقل أكثر صلابة ووطنية. وكان له نشاطه المدني البارز عبر العمل النقابي في (نقابة المهندسين)، مكافحًا ضد هيمنة السلطة على النقابات.
مع انطلاق الثورة السورية التي انتظرها طويلًا، انخرط فيها منذ اليوم الأول، وكان مكتبه في دوما مقرًا للقاءات والتخطيط للمظاهرات والعمل الثوري، وقدم حينئذ ما استطاع من دعم للثورة السلمية في مجالات شتى. شارك في أول تظاهرة خرجت في دوما بتاريخ 24 آذار/ مارس 2011، وشارك مع ناشطي دوما في التخطيط لكل التظاهرات بعدها، وداهمت قوات أمن النظام منزله ومكتبه عدة مرات.
كان أحد مؤسسي نقابة المهندسين الوطنيين الأحرار، وكان عضوًا في تنسيقية المهندسين، وأحد مؤسسيها، وكان المبادر في العمل الثوري، ومشاركًا في صوغ الشعارات والهتافات، وكانت معظم المطبوعات والبيانات التي تخص الثورة تطبع في مكتبه، وهو من يصوغها ويطبعها. لم يكن يحبذ العمل المسلح، وكان مع بقاء الثورة سلمية، إلى أن اعتُقل مطلع تشرين ثاني/ نوفمبر من عام 2012، استشهد تحت التعذيب بتاريخ 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2104، وهو ما شهدته زوجه وأبناءه، فعندما سنحت لهم الفرصة لزيارته في سجن عدرا، كادوا لا يعرفونه من شدة التغيرات التي ظهرت على جسده من جراء التعذيب الذي تعرض له في فروع أمن النظام، قبل أن ينقلوه إلى السجن المركزي في عدرا.
قدم أبو عماد لوطنه كثيرًا؛ إذ اعتقل ابنه منذ مطلع عام 2012، ومازال مكان اعتقاله أو مصيره مجهولًا، واستشهد أخواه وابن أخيه أيضًا.
المصدر: جيرون
تاريخ النشر 31 آذار 2017