واشنطن بوست: الحرية لصوت “الربيع العربي” المحتجز ظلماً في مصر

رائد صالحة

تناولت افتتاحية “واشنطن بوست”، الجمعة، قضية المدون والناشط المسجون في مصر، علاء عبد الفتاح، مشيرة إلى أنه قد بدأ إضراباً عن الطعام في 2 أبريل احتجاجاً على الظروف القاسية في السجن، وقالت إنه لم يُهزم بعد، ولا يجب أن يُهزم، في إشارة إلى كتابه الأخير “أنت لم تُهزم بعد”.

وأكدت افتتاحية”واشنطن بوست” على أن عبد الفتاح كان صوتاً مهماً في “الربيع العربي” في عام 2011، حيث قام هو وزوجته، منال حسن، بإنشاء مدونة “منال وعلاء” على الإنترنت، كما قام بتطوير نسخ عربية من البرامج الحاسوبية الهامة، وأشارت إلى أن المدونة كانت تنتقد طغاة مصر، وآخرهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وبحسب ما ورد، فقد تم القبض على عبد الفتاح في عام 2013 بتهمة التحريض على التظاهر، وفي 2015، أصدرت المحكمة حكماً بسجنه لمدة خمس سنوات بتهم التظاهر بدون ترخيص، وبعد إكماله المدة، تم الإفراج عنه شريطة أن يوضع “تحت المراقبة”، وتم اعتقاله مرة أخرى في 2019 اثناء خروجه من قسم الشرطة، وتم اتهامه بنشر أخبار كاذبة والإنضمام لجماعة إرهابية، وتم نقله لسجن طرة شديد الحراسة، وفي 20 ديسمبر 2021، قضت محكمة جنح أمن الدولة طوارئ في مصر بسجن علاء 5 سنوات.

ولاحظت الافتتاحية أن الحكم قد صدر عن “محاكم الطوارئ”  في مصر، والتي تفتقر إلى الحماية الإجرائية للمتهمين، وأشارت الصحيفة في هذا السياق، إلا أن “محاكم الطوارئ” استمرت في العمل على الرغم من رفع حالة الطوارئ في أكتوبر الماضي.

وبحسب والدته، ليلى سويف، الأستاذة والناشطة السياسية، فقد بدأ علاء الإضراب عن الطعام احتجاجاً على الحبس الانفرادي، وحرمانه من الكتب والتمارين الرياضية.

وكان أحمد سيف الإسلام، والد عبد الفتاح محامياً في مجال حقوق الإنسان بالقاهرة، وقد تم سجنه وتعذيبه في عهد الزعيمين أنور السادات وحسني مبارك، وكان عبد الفتاح وراء القضبان عندما توفي والده في 2014.

وأشارت الافتتاحية، ايضاً، إلى أن أخوات عبد الفتاح قد ورثن شغف والدهم في قضية الدفاع عن “حقوق الإنسان”، وقد سُجنت إحداهما- سناء – ظلماً لمدة 10 شهراً بتهم ملفقة، وأطلق سراحها في ديسمبر والأخت الثانية، منى، هي ناشطة بارزة في مجال حقوق الإنسان.

وأكدت الصحيفة أن التحريفات في معاملة عبد الفتاح تؤكد أن “استراتيجية حقوق الإنسان” التي أعلنها السيسي في العام الماضي ما هي في واقع الأمر سوى محاولة واهية للتستر على الواقع القائم للدولة البوليسية، حيث تم سجن عشرات الآلاف ظلماً بسبب آرائهم السياسية.

وتحدث الافتتاحية عن قيام الولايات المتحدة بحجب 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر حتى يقوم نظام السيسي بتلبية بعض الشروط المتواضعة لإحراز تقدم في مجال حقوق الإنسان، ولكن مصر فشلت في الاستجابة.

وخلص المقال إلى أن المساعدات المحتجزة ما هي إلا جزء بسيط من 1.3 مليار دولار من المساعدات الأمريكية السنوية لمصر، وقالت هيئة التحرير إنه إذا لم تكن إدارة الرئيس جو بايدن أكثر صرامة فإن الأمر متروك للكونغرس لربط المساعدة الأمريكية بشدة بالتحسين المستمر والحقيقي لحقوق الإنسان، بما في ذلك إطلاق سراح السجناء السياسيين مثل عبد الفتاح، وبالنسبة لهم، يجب أن تتعهد الولايات المتحدة: لن تهزم.

المصدر:  “القدس العربي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى