أعاد الصالون السياسي السوري في عينتاب تجديد انطلاقته، في محاولة يبدو أنها جادة لإعادة الحراك السياسي بين ظهراني السوريين في مدينة غازي عينتاب، وتساوقًا مع ولوج الثورة السورية ثورة الحرية والكرامة عامها الثاني عشر. حول هذه الانطلاقة ومسائل أخرى تتعلق بأهمية وجود الصالون السياسي وخططه نحو المستقبل ونشاطاته تحدث لصحيفة إشراق الأستاذ علاء الدين حسو منسق الصالون مجيبًا عن عدد من المحاور: حيث قلنا له : -مؤخرًا قمتم بإعادة إطلاق جديد للصالون السياسي السوري في عينتاب. ماذا أردتم أن تقولوا بذلك؟- وماهي أهم التغييرات التي أردتموها في حركة الصالون بعد انتخابكم منسقًا للصالون؟- وهل من برنامج أوخطة للعمل في قادم الأيام؟ – ونحن مقبلون على إتمام العام ال 11 للثورة السورية. هل من نشاطات للصالون السياسي في هذا السياق؟ – وإلى أي الأسباب تعزون حالة العزوف العامة لدى السوريين عن الإشتغال في السياسة؟
السيد علاء الدين حسو قال لإشراق: ” انطلقت فكرة الصالون السياسي في بدايات عام 2019، ليكون ملتقى للحوار الوطني الحرّ، يضمّ طيفاً من السياسيين والمثقفين والإعلاميين السوريين، لطرح ومناقشة الآراء والأفكار التي قد تفتح الآفاق أمام القوى التي تنشط ضد الدكتاتورية والاستبداد، والبحث في واقع القضية السورية وتعقيداتها، وفي استحقاقات المستقبل، وتكوين تصور مشترك حول أسس الحلّ وبناء الدولة والمجتمع والعقد الاجتماعي القادم. ويهدف إلى قراءة الأحداث والمستجدات والمواقف المحلية والإقليمية والدولية وتحليلها وصولاً إلى بناء تصورات وبلورة رؤى، واستنباط أفكار يمكن أن تساهم في وضع رؤية سورية مشتركة حولها. ونشاط الصالون يعتمد على اللقاء الفزيائي، وبسبب جائحة كورونا، توقف النشاط مؤقتًا. ومع انتهاء الجائحة وعودة الحياة الطبيعية كان من الطبيعي عودة الصالون لنشاطه.” ثم قال ” للصالون لائحة ذاتية أقرت من قبل المؤسسين، وكانت تعتمد على منسق وأمين سر وإعلامي، يتم انتخابهم بشكل دوري كل ثلاثة أشهر، في الاجتماع الفيزيائي الأول بعد التوقف، ومع إعادة نشاط الصالون، بتاريخ 13 شباط/فبراير 2022، تم التوافق على بعض التعديلات التي تمس الجانب التنظيمي والإداري بما يمنح عمل الصالون اندفاعًا ومرونة أفضل حيث تم الاكتفاء بمنسق للصالون يتولى تنسيق الجلسات والدعوة للقاءات والاجتماعات بالتشاور مع جميع الأعضاء. وتمديد الفترة الزمنية للمنسق لتحقيق فعالية ومرونة أكثر بحيث أصبحت سنة كاملة بدلاً من ثلاثة أشهر. وانتخابي كمنسق للصالون لا يتجاوز مهمة التنسيق للدعوات وتنظيم العلاقات ومتابعة القرارات المتخذة بشكل توافقي من قبل الأعضاء. وتصدير مخرجات الصالون من نقاشات وتداولات عبر الوسائل الإعلامية المتعددة والمتنوعة. ثم قال ” لاشك بأن أي عمل دون تنظيم وخطط يعتبر فاشلًا. والصالون ليس حزبًا سياسيًا لديه برنامج لإدارة السلطة وفق أيديولوجية أو توجه ما، كما أنه ليس تجمعًا لأحزاب سياسية غايتها التنسيق فيما بينها لإصدار بيانات ومواقف سياسية، وهو ليس مركزًا للدراسات له خطط استراتيجية وأهداف بحثية بغاية عرضه على المؤسسات المهتمة بذلك. ولكن له إطار وهدف ورؤيا والعمل على ذلك. أي بكلمة أخرى هو ليس منبرًا بقصد مصادر القوة العامة في المجال العام. إنما هو بيت تجتمع فيه كل الثقافات السياسية عبر شخصيات فاعلة يعبر عن أفعاله وتصوراته وفهمه للأحداث والفاعلين في عالم السياسة والفكر السياسي والفلسفة السياسية.”ثم أكد أن” الثورة السورية غيرت مجرى التاريخ السوري إن لم نقل االمنطقة برمتها، ولا رجعة للوراء مطلقًا، قد يكون هناك تعثرات ولكن هي ثورة، الثورة الفرنسية استمرت ثلاثين عامًا، طالما هناك شروط الثورة قائمة وحية، القمع والاستغلال والفساد ما زال مهيمنًا في سورية الحبيبة، إضافة إلى توزع السوريين في كل بلاد العالم، كل ذلك يلزم بأنها الثورة قائمة، وهي تخص كل فرد، ليس حرًا على جسم ما، ومن الطبيعي أن تكون هي جزء ومهم وأساسي من اهتمامات الصالون، بشكل يتناسب مع طبيعية الصالون، عبر نقاشات ومراجعات وتقديم رؤيا، وعلى ضوء هذا ستكون هناك ندوة يقدمها عضوان أسياسيان في الصالون وستكون مفترحة للجميع في هذه المناسبة، وذلك يوم الأربعاء 16 /03/2022. ولتحقيق انتشار أوسع ستقام عبر الزووم.” ثم تساءل بقوله:” هل في سورية قبل الثورة حياة سياسية حقيقية؟ ربما الإجابة على هذا السؤال تقدم لنا فكرة عزوف الناس عن السياسة. فكيف للسياسة أن تعيش في بلد دكتاتوري لا يعترف بالآخر ولا يراه سوى بيدق يحركه كما يشاء. ومن النتائج العظيمة للثورة كانت عودة الحياة السياسية وإن كانت بطريقة متعثرة، وهي حالة صحية، لأن العالم تغير، ونعيش حالة غير مسبوقة من التغير، وأغلب السياسيين هم من الجيل الذي عاش زمن الكتاتورية، وما زال الكثير منهم يفكر بعقلية الحرب الباردة، فالسياسة لا تعني السلطة فقط، فأي ظاهرة اجتماعية هي في العمق سياسية حين التطرق لمعالجتها. فمثلًا من يقرر تعليم ابنك؟ فالتعليم هو حاجة اجتماعية ولكن سياسة التعليم ومنهاج التعليم ومعالجة الحلول هي سياسة.” ثم انتهى إلى القول:” بمختصر العبارة، المجتمع السوري بشكل عام يمارس السياسة من دون أن يدري سواء عبر المنظمات المجتمع المدني أو المؤسسات الفردية الإنسانية أو حتى الرسمية. ولكن لا يدرك بأنه يعمل في السياسة. نحتاج فقط لتسليط الضوء على ذلك ولهذا تشكل الصالون.
المصدر: اشراق