ينبغي أن نقف مع أوكرانيا لأن أوكرانيا وقفت مع الشعب السوري، ولأن عدونا واحد، وكذلك لأسباب كثيرة، أولها لأنها وقفت معنا مواقف قوية وصلبة دبلوماسياً وسياسياً لا سيما في أثناء القصف الهمجي خلال حصار مدينة حلب وإجلاء أهلها وحصار الغوطة وغيرها، كان للمبعوث الأوكراني في الأمم المتحدة مواقفه صلبة وواضحة وهو يدافع عن الشعب السوري، وكان التلفزيون الأوكراني ينقل الحدث والحرب الهمجية في سوريا خلال مواجهة الشعب السوري الأعزل الهجمة الروسية الوحشية، على هذا الشعب الذي أراد حياة كريمة فقط فحال دون إرادته بطش الروس به.
ففي جلسة مجلس الأمن الجلسة 7825 تاريخ 5 كانون الأول 2016م حيث قدم مشروع قرار حول وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات خلال حصار حلب والقصف الجوي العنيف والإبادة التي تعرض لها الناس يومها، تحدث المندوب الأوكراني السيد يلتشينكو مؤيداً القرار، فقال: نشعر ببالع الأسف لإفشال الروس القرار، وقال من العار أن نتحدث عن الإجراءات، كما لو أنها أكثر أهمية من مبادئ المنظمة ومجلس الأمن، ناهيك عن إهدار حياة أعداد متزايدة من الأشخاص الأبرياء في حلب، وتحدث عن ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وغيرها من الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، وأن الروس يحولون حلب إلى غروزني جديدة..
وفي جلسة مجلس الأمن رقم 7834 بتاريخ 13 كانون الأول 2016م قال المندوب الأوكراني إن أوكرانيا تشعر بالجزع إزاء الفظائع الجماعية وحملات مطاردة الأشخاص التي أطلقها النظام السوري وشركاؤه في الجريمة، ما عليكم إلا الاستماع إلى أولئك السوريين العالقين في حلب الذين يصرخون: نحن جميعاً نصلي لتهطل الأمطار. فعندما تهطل الأمطار لا تستطيع الطائرات أن تحلّق فوقنا ويتوقف القصف لفترة وجيزة..
فهل هذا مزور، حسب السفير الروسي؟ إن الأشخاص الذين يلتمسون اللجوء يتدفقون إلى المنطقة التي لا تزال خارج سيطرة النظام، وهناك آلاف محشورون على قطعة أرض نحو ستة كيلومترات مربعة. يصل الناس وهم يجرّون معهم ثلاثة أو أربعة أطفال فراراً من المجازر الوثيقة، بعد أن قتل الجيش السوري نصف مليون من شعبه. يجب مساءلة الحكومتين السورية والروسية عن الفظائع التي ترتكب في حلب.
إن الكلمات لا تكفي لوصف حجم الجرائم المرتكبة في حلب، وسيكون التاريخ هو الحكم، وأنا على يقين سيأتي يوم ويجلس النظام السوري والمتواطئون معه في قاعة مختلفة في ظروف مختلفة، يواجهون المحاكمة على ما قاموا به.
وفي جلسة مجلس الأمن 21 أيلول 2016م رقم 7774 قال المندوب الأوكراني أيضاً، إن ما يجري في سوريا تحدّ خطير للمجتمع الدولي، فقد قتل مئات الآلاف، وأجبر 13 مليون سوري على الفرار من ديارهم، هذه الأرقام مروعة.
وقد ساهم الدعم الخارجي لنظام الأسد وبخاصة روسيا، إلى حد كبير في الوضع الراهن الكارثي، لقد أخفق مجلس الأمن في تحقيق السلام والأمن في سوريا.
وإننا ندين بشدة استخدام الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة والتعذيب الذي يرتكب في سوريا، إن النتائج الأخيرة التي خلصت إليها آلية التحقيق المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة والأمم المتحدة يجب أن تراعى على النحو الواجب من جانب المجتمع الدولي، وعلاوة على ذلك فإننا ندين منع وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، ناهيك عن قصف قوافل المعونات بالقنابل والحصار المفروض على المدنيين، وهذه الاستخدامات لهذه الأساليب كأداة من أدوات الحرب يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني ويجب أن يتوقف فوراً.
فهذه المواقف كانت قوية وواضحة في المحنة التي تعرض لها الشعب السوري ولا يزال، واليوم أوكرانيا تتعرض لاعتداء مماثل وقد تنبهت دول العالم وعلموا أن الذي جرّأ الروس في أوكرانيا هو تركهم يدمرون سوريا، وأن أطماع بوتين لن تتوقف بالاعتداء والغزو، علماً أن أوكرانيا وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي سلّمت أوكرانيا الترسانة النووية التي كانت في أوكرانيا للاتحاد الروسي حيث كان 90 في المئة من الترسانة النووية في أوكرانيا شريطة ألا يتم الاعتداء عليها من قبل الاتحاد الروسي، ثم دعموا أن يكون المقعد الدائم في مجلس الأمن الذي كان للاتحاد السوفييتي المنهار، بأن يكون للاتحاد الروسي، فهذا يعني أن هناك نوايا حسنة وأنها دولة تسعى لعلاقات حسن جوار وأن تبني نفسها كدولة حديثة صاعدة، لكن أطماع بوتين وغدره كان هو الطاغي والمعتدي الطامع بالغزو والاحتلال فجاء ليرتكب في أوكرانيا ما ارتكبه في سوريا.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا