نازحون سوريون وسط عواصف الشتاء: “كدنا نطير نحن والخيام”

عامر السيد علي

لا تزال الرياح تعصف بخيام النازحين السوريين في شمال غربي سورية، وقد حرمتهم النوم الليلة الماضية بسبب خوفهم من انهيار خيامهم تلك فوق رؤوسهم، فحاولوا تثبيتها بما لديهم من حبال أو غيرها من دون جدوى.

عيوش السلطان من هؤلاء الذي يقيمون في مخيمات المنطقة، وتحديداً في مخيم عشوائي إلى الشمال من مدينة إدلب، تقول لـ”العربي الجديد” إنّ “العاصفة صعبة، ونحن نقيم في الخيمة بلا مدفأة. ابنتي تعمل حتى توفّر الدخل لنا، لذا عندما تعمل نأكل وعندما لا تعمل لا نأكل”. تضيف أنّ “مياه الأمطار تتسرّب من الخيمة، ونحاول دعمها بأعواد ونضع شوادر فوقها، فيما ندفّئ أنفسنا بالحرامات (أغطية من الصوف)”.

وتتابع السلطان أنّ “البرد كان قارساً في الليلة الماضية، لكنّنا نقيم هنا مجبرين”، مشدّدة “أحلم بالعودة الى بلدتي والعيش فيها. الحياة في البيت ليست كالحياة هنا… هناك الحياة مختلفة تماماً، في حين نعيش حالياً في ما يشبه الموت”.

أمّا بديع عبد الرزاق ربيع فيخبر “العربي الجديد”: “نحن من معرّة النعمان وقد نزحنا إلى الأتارب ومنها إلى كفرتخاريم، ثمّ إلى أرمناز وبعدها إلى معرّة مصرين”. ويؤكد أنّ “ما نعيشه ليس حياة. هجّرونا ولم يتركوا لنا مكاناً. الليلة لم ننم وكذلك الأولاد، إذ كدنا نطير نحن والخيام”.

يضيف ربيع أنّ “البرد شديد ولا تدفئة والمعيشة سيئة هنا جداً. نريد العودة إلى مناطقنا وبلادنا. ليس لدينا طعام ولا حليب، والأولاد يبكون في الليل. المياه باردة والهواء بارد”، لافتاً إلى أنّ “كلّ ما لدينا تبلل بسبب المطر. ولأنّ المياه تنبع من الأرض تحتنا، وضعنا أكياساً لتفادي دخولها إلينا”. ويتابع ربيع: “لا نملك أيّ شيء… نحتاج إلى كلّ شيء… مدافئ وخيام وأغطية. فلا معونات متوفرة ولا طعام، ولا عوازل للخيمة فيما لا إمكانيات لدينا لإصلاحها”.

من جهتها، تلفت أمّ اسماعيل إلى أنّ “الحياة صعبة في الخيمة، وتتقطّع الحبال التي تثبّتها، فيما الحاجيات فيها مبللة بالمياه”. وتؤكد أنّ “الخيمة لا تتحمّل الرياح” ولا هي تفعل، موضحة أنّ “الطبيب أخبرني بأنّ الضجيج لا يناسبني”. وهذا أمر يجعلها “حزينة على الدوام”.

وفي تقريره الصادر اليوم الجمعة، أوضح فريق “منسقو استجابة سورية” أنّ أضراراً جديدة وقعت داخل مخيمات النازحين في الشمال السوري، عقب هطول مطري وهبوب عواصف في المنطقة أدّيا إلى تضرر عدد من الخيام في تلك المخيمات، خصوصاً المخيمات العشوائية التي تفتقر إلى أدنى مقوّمات الحياة.

أضاف الفريق في التقرير نفسه أنّه خلال شهرَي يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط (2022)، ونتيجة العوامل الجوية المختلفة، “لم تستطع المنظمات تأمين 35 في المائة من الأضرار السابقة”، ولا يتوقّع أن تصل النسبة إلى “50 في المائة في أفضل الأحوال”.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى