حر وثائر

د. عبد الناصر سكرية

إلى روح الشهيد البطل عبد الباسط الساروت رحمه الله

 

ثائر حر يهاجر..

بين أصداء زرع يسافر.

يكتب أناشيد الوفاء.

يرسم لوحات من ضياء..

والنور في الوجه المكابر..

يلثم القلب برفق..

يزرع في الروح عشقا..

فيغدو الحلم ثورة..

يغالب الأوجاع في صمت..

ينزع من الجوف خوفا.

كان..لم يكن يغادر..

صوته في الوعد حر..

نافث غيظ المقابر.

يقذف السجان كرها..

قد أحب الناس طوعا..

يسكن، في أعالي الكبرياء..

ينزف من جرح بالروح غائر..

كم باسطا روحه للفداء..

لا يبخس الاثمان ضرعا..

لا يضل الدرب توها..

كم زغردت في حبه، حرائر..

تتلعثم الحقول في شذاه..

وسنابل محروقة تسأله رضاه..

ثم تمضي حيث تلقاه..

اميرا ثائرا حرا في العلا..

يصنع للمجد عرشا..

في علاه..

يتذوق في لهيبها طعم خبز.

لم يدرك اليأس مداه..

باسط نافح زارع عزما..

توهجت من فجه السماء..

فصار للأجيال رمزا..

وفي الناس نبراسا للوفاء ..

في الأرض بركان ثائر

وفي السماء كالرعد قاهر..

امه لم تعرف الضيم..

هتفت في صبرها أمم

واهتزت له الضمائر..

خنساؤنا منها تغار..

الباسط الساروت منهمك..

وحيدة امه والشعب جابر…

يعدم السجان من غير صفح.

واحرار الشام صلوا للجنائز..

فالوعد صار حقا، لن يغادر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى