عنصرية واضحة في التغطية الإخبارية لما يحصل في أوكرانيا.. تمييز بين ضحايا الحروب!

ترجمة هنا لبنان  

ندّدت جمعية الصحفيين العرب والشرق الأوسط بالتغطية الإعلامية للصراع في أوكرانيا، وذلك بعدما قورنت بتجارب هؤلاء في الشرق الأوسط، إذ ظهر أنّ الإعلام يميّز بين ضحايا الحرب.

وكان الغزو الروسي لأوكرانيا قد حظي بتغطية إخبارية من جميع أنحاء العالم، وبعيداً عن أهمية التقارير الميدانية والتي ساهمت في توضيح المغالطات، تعرّضت اللغة التي استخدمت في بعض الوسائل لانتقادات.
وكان قد صدر في هذا السياق بيان عن جمعية الصحفيين العرب والشرق الأوسط (AMEJA) وهي منظمة أمريكية غير ربحية – وصف التغطية بـ “العنصرية والاستشراقية”، واعتبر أنّ بعض وسائل الإعلام ” تعطي أهمية أكبر لبعض ضحايا حرب أوكرانيا على الآخرين”.

وانتقد الجمعية مصطلح “تحضّر” الذي استعملته بعض الوسائل لوصف الواقع في أوكرانيا، ما أظهر تحيّزاً واضحاً مقارنة مع المشهد الإعلامي الذي ساد مع الصراعات في الشرق الأوسط.
وعبرت الجمعية عن أسفها للاختلاف في التغطية الإخبارية من بلد إلى آخر، مستشهدة بقناتي “سي بي إس” و “الجزيرة”.

وذكر البيان أنه “في 26 شباط، علق مراسل “سي بي إس” تشارلي داجاتا: لكن هذا ليس مكانًا، مع كل الاحترام الواجب، مثل العراق أو أفغانستان التي شهدت صراعاً مستمرًّا لعقود. هذه حضارة أوروبية نسبيًّا -لا بد لي من اختيار هذه الكلمات بعناية – أيضًا مدنية، متحضّرة لا تتوقع أو تأمل أن يحدث فيها ذلك”.

أما بالنسبة لقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنكليزية، فقال أحد مذيعيها في رسالته: “ما نلحظه بمجرد النظر إليهم، والطريقة التي يرتدون فيها ملابسهم، أنّ هؤلاء الأشخاص أغنياء … أنا أكره استخدام هذا التعبير… من الواضح أنّ هؤلاء ليسوا لاجئين يتطلعون إلى الهروب من مناطق في الشرق الأوسط لا تزال في حالة حرب كبيرة. وهؤلاء أيضاً ليسوا أشخاصًا يحاولون الابتعاد عن مناطق في شمال إفريقيا. إنهم يبدون مثل أي عائلة أوروبية تصادفها”.

وفي مقال نشرته صحيفة The Daily Telegraph البريطانية، كتب أحد الصحفيين: “إنّهم يشبهوننا، هذا ما يجعل هذه الحرب صادمة للغاية. فهي لم تعد حصراً على السكان الفقراء والمناطق النائية، وإنّما يمكن أن تحدث لأي شخص”.

أما مراسل قناة BFM TV”” الفرنسية فقال: “نحن لا نتحدث هنا عن فرار سوريين من قصف النظام السوري المدعوم من بوتين، نحن نتحدث عن الأوروبيين الذين يغادرون في سيارات تشبه سياراتنا لإنقاذ حياتهم”.

وقالت AMEJA”” في بيانها إنّها تدين أي تلميح على أن شعبًا ما أو بلدًا ما هو غير متحضر أو أن “العوامل الاقتصادية” تجعل دولة معيّنة أكثر استحقاقًا للحرب من غيرها، مؤكدة أن هذا النوع من التعليق يجعل المأساة أمرًا طبيعيًا في أجزاء من العالم و “يجرد أجزاءً أخرى من الإنسانية ويجعل تجربتهم مع الحرب طبيعية ومتوقعة إلى حد ما”.

إضافة إلى الأمثلة التي طرحتها الجمعية، تداول ناشطون على مواقع التواصل تصريحات عنصرية، استخدمها صحفيون في تقاريرهم، من بين هذه التقارير مقطع إخباري نشر على شبكة “إن بي سي” وقال فيه المراسل للقناة: “بصراحة، هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا… إنهم مسيحيون، إنهم بيض”.
وعلّق أحد الصحفيين على قناة ITV”” بالقول: “ما حدث لا يمكن تصوره… هذه ليست دولة نامية من العالم الثالث؛ هذه أوروبا”.

وقالت “AMEJA” يجب ألا تقارن غرف الأخبار بطريقة تبرر صراعًا على آخر – فأزمة النزوح وما يتعرض له الضحايا المدنيون هو واقع سواء في أوكرانيا أو في أي دولة”.

 

المصدر hollywood reporter/ هنا لبنان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى