على أبواب الذكرى (الرابعة والستين) لاعلان الوحدة بين مصر وسورية وقيام الجمهورية العربية المتحدة… ماذا تبقى من الفكر القومي الوحدوي ؟؟ وانا لاأقصد النظريات في الكتب والمجلدات والمقصود ماذا تبقى من رجال يحملون هذا الفكر وممارساتهم الوحدوية من جراء مايجري من احداث في الوطن العربي وخاصة دول ماسمي بالربيع العربي وعلى وجه التحديد مايجري في سورية لاعتبار انها الاقليم الشمالي بدولة الوحدة… السؤال لم هذا التحول عند غالبية حملة الفكر القومي هل بسبب التجارب القومية القمعية التي عشتاها ام بسبب ازمة الفكر نفسه باعتماده على رموز واشخاض (قادة) رحل الفكر معهم عندما رحلوا عن هذه الدنيا ام ان من اقتنع بالفكر في زمن معين انحرفوا عن الطريق لارتباط مصالحهم بفكر فئوي طائفي فارسي…؟؟ تعمدت هنا ان لا احلل تجربة الوحدة التي يمكن ان اختلف مع البعض او الكثير بسلبياتها او ايجابياتها اوحتى حول رمزية الزعيم الراحل عبد الناصر لان هذا اصبح من الماضي والأهم ان نتفق بالمسألة الوطنية التي تجمع الجميع بدون خندقات فكرية اوسلفية اتتهت بزمانها ومكانها علينا ان نتوحد ونجتمع ومن كل المشارب الفكرية لنؤسس لحالة وطنية ديمقراطية تسعى لسعادة الانسان المواطن الصالح الذي يساهم ويضحي لاقامة الدولة المدنية الحديثة دولة الحرية والعدالة الاجتماعية … من يسترجع التاريخ ليتحدث عن اخطاء الناصرية كتجربة شهد لها العدو قبل الصديق كأنه ينبش للبحث عن مايفرق الامة لا ان يؤكد على مايوحدها وخاصة في ظل ماتتعرض له امتنا العربية والاسلامية على ايدي اعدائنا من الصهاينة والصفويين …. ان العروبة والتي مثلتها الناصرية في حقبة زمنية من القرن الماضي ولم تزل عند الكثير ممن انتموا لتلك التجربة الرائده هي احد الجناحين (العروبة والاسلام) ولايمكن للامة النهوض الا بهذين الجناحين ووحدتهما فكراً وممارسة لا ان نفتح النار على بعضنا البعض ونشارك من حيث ندري او لا ندري بقتل ووأد مشروع الامة ونهضتها ….. ان لكل تجربة اخطاؤها ان كانت الناصرية او غيرها من التجارب السياسية وعلينا ان نتعلم من اخطاء الماضي لتكون درساً لنا في مستقبل امتنا التي كانت خير امة اخرجت للناس……. ان الوقوف على الاطلال والتغني بأمجاد الماضي او استحضار الماضي ليكون سببا في تفرقنا لهو ذات الاسلوب التي تسعى اليه ايران الفارسية الصفوية الى ممارسته تحت حجة الثأرلمقتل الحسين من هنا علينا ان ننظر لمستقبل الاجيال لامتنا لا نزرع فيهم الحقد والضغينة التي عاشها اباؤنا بتحريض اقل مايمكن القول عنه انه غربي ومرتبط وعميل…. خلاصة القول : اربعة وستون عاماً مرواعلى تجربة الوحدة ومازلنا نتغنى بها ونحن نعيش اصعب مرحلة من التشرذم والانقسامات الافقية والعموديةوخاصةً في صفوف من يحمل ويتبنى الفكر الوحدوي وغير قادرين على بناء اداة ثورية وحدوية على مستوى الأمة العربية هل يكفي التغني والوقوف على أطلال تجربة مضى على تأسيسها ومر عليها جيلين من الشعب العربي؟؟ ما أحوجنا لتقييم الفكر الوحدوي والأهم التدقيق بمن حمل هذا الفكر من انظمة وجمهور.. وكل عام وامتنا العربية بخير.