شهدت مدينة البصيرة شرقي محافظة دير الزور اشتباكات مسلحة، مساء الأحد، بين أبناء عشائر المنطقة و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، على خلفية اعتقال الأخيرة لشبان من أبناء عشيرتي “الغضبان” و”الجميل”.
وقالت شبكة “نهر ميديا” المحلية، إن طفلًا من أهالي بلدة الصبحة شرقي دير الزور أُصيب، الأحد 13 من شباط، بطلقة نارية طائشة برأسه، خلال اشتباكات بالأسلحة الرشاشة وقذائف “RPG”، بين “قسد” وأبناء عشيرتي “الغضبان” و”الجميل” في مدينة البصيرة والقرى المجاورة لها، عقب المظاهرات.
وأضافت الشبكة أن مسلحي العشيرتين أطلقوا قذيفة “RPG” على مبنى قيادة “اللواء الأول” التابع لـ”قسد” في مدينة البصيرة، دون ورود معلومات عن سقوط قتلى أو جرحى.
وبحسب ما ذكرته شبكة “فرات بوست” المحلية، فإن الاشتباكات التي شهدتها مدينة البصيرة سبقتها احتجاجات شعبية استمرت يومين على التوالي، قُطع خلالها الطريق العام بالإطارات المشتعلة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من أبناء عشيرتي “الجميل” و”الغضبان”.
وكانت “قسد” داهمت، في 8 من شباط الحالي، الأحياء السكنية في مدينة البصيرة، واعتقلت عددًا من الشبان من أبناء العشيرتين، إذ قُتل الطفل غسان حسون الجميل خلال عملية المداهمة.
من جهتها، قالت وكالة “هاوار” المُقربة من “قسد”، إن قواتها اعتقلت 17 “مرتزقًا” من الذين نفذوا عمليات اغتيال في ريف دير الزور الغربي، وممن استهدفوا المؤسسات المدنية في المنطقة، وضبطت بحوزتهم العديد من الأسلحة الفردية والذخيرة.
ودائمًا ما تنفذ “قسد” عمليات أمنية بريف دير الزور الشرقي الذي يشهد نشاطًا لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلا أن عمليات الاعتقال التي تُنفذها تستهدف مدنيين تعاود الإفراج عن عدد منهم في وقت لاحق.
وكان الطيران المروحي التابع للتحالف الدولي نفّذ، في 9 من شباط الحالي، عملية إنزال جوي، استهدفت مطلوبين لها في مدينة البصيرة شرقي محافظة دير الزور، وأسفرت عن مقتل شخص واعتقال ثلاثة آخرين.
وصارت المناطق التي انسحب منها التنظيم نقاط تمركز وانتشار لقوى مختلفة شمالي وشرقي سوريا، بحسب دراسة لمركز “جسور للدراسات“، إذ احتوت محافظة دير الزور على 64 موقعًا عسكريًا، توزعت بين إيران وروسيا وقوات التحالف الدولي وحلفائهم المحليين.
وتشكّل المنطقة الشرقية من سوريا، لا سيما محافظة دير الزور، نموذجًا لشكل الصراع في عموم الجغرافيا السورية، بحسب دراسة أعدها مركز “حرمون للدراسات المعاصرة”.
وتوجد على أرضها جميع القوى المتداخلة بالشأن السوري، كالقوات الأمريكية والروسية والإيرانية، إضافة إلى قوى محلية أخرى، كميليشيات النظام السوري مثل “الدفاع الوطني”، والميليشيات العراقية، والإيرانية، والأفغانية، والباكستانية.
وتنتشر في المحافظة قوات تتبع لعشائر المنطقة، وترتبط حسب مكان وجودها بالقوى المسيطرة في كلا جانبي نهر “الفرات”، إضافة إلى “قسد” والميليشيات التي ترتبط بها.
المصدر: عنب بلدي