ندوة قطر .. والنخب السورية إلى أين ..؟؟!!

منجد الباشا

 منذ التسريب الأول لمعلومة إطلاق ندوة قطر البحثية، وما تلاه من أخبار رسمية حول القوائم الاسمية للمشاركين فيها، والتناقضات التي رافقت مصداقية هذه القوائم في الأسماء التي ستشارك في الندوة، ورعاية الدكتور رياض حجاب رجل الدولة المنشق لهذه الندوة!! انقسم موقف السوريين المهتمين بالشأن العام والثورة إلى مؤيد للندوة ومعارض لها غير مرحب بها.

وللحقيقة، كانت نسبة المؤيدين هي الغالبة وكان جميع ذلك قبل انعقاد الندوة.

أما اليوم وبعد أن تحقق ما ذهبنا إليه، بأن الرؤية الثورية لا ترى في هذه الندوة سوى أنها أداة تضاف إلى بقية أدوات الثورة المضادة التي أنجزها الطرف الدولي والإقليمي، حيث تمكن من الثورة ومن دفعها إلى الانكفاء.

وبعد أن كثر الذين ينعون هذه الندوة وخاصة على لسان بعض من كان مشارك فيها، يحق لنا أن نكرس ماكنا قد رأيناه، اذ كيف يمكن أن يذهب الوعي النخبوي الذي لازال يحتل المشهد السياسي و بعد عشر سنوات من مخاضات الدم والتدمير والابادة وتضييع الوطن، إلى المتابعة بنفس النهج الذي انتج لنا هذا الحال من أحوال الابادة المجمّلة والمزيّنة بمزركشات المواقف الدولية والقرارات الأممية والرعاية الانسانية والانحياز إلى الحقوق والعدالة البشرية!!؟؟

بعد الأشهر الأولى من عمر الثورة السورية العظيمة، وبعد اهتزاز قصر المهاجرين الذي يغتصبه رأس العصابة المحتلة، حيث تم تحرير القسم الأكبر من أراض الوطن، وبعد الاستهتار بالخطوط الحمراء التي أعلنها رموز الدول الكبرى، انكشف للجميع أن مقتل ثورتنا كان يكمن في التدخل الخارجي الدولي والإقليمي.

وأن كل ما تم انتاجه لاحقًا من قرارات ومؤتمرات وهياكل ومؤسسات، ما كان إلا ليزيد القتل والتدمير والتهجير في شعبنا وليستكمل تحقيق ما هو مخططا له وفق مشروع الشرق الأوسط الجديد، وتأييد هيمنة الكيان الصهيوني على مقدرات أوطاننا.

وبالرغم من كل المرتسمات التي باتت تفقأ عيون المتابعين والمراقبين وتموضعها في الواقع، وبالرغم من انجدال العلاقة الواضح بين ما تم انتاجه من نخب تصدرت المشهد السياسي والدبلوماسي التي سميت بالمعارضة، وبين الطرف الدولي الذي أشرنا إليه والذي تمكن من الثورة ودفعها إلى التقوقع، إلا أن إصرار هذه النخب على السير في نفس النهج، أي نهج الامتثال المخجل لمبادرات وايحاءات ومخططات الطرف الدولي والإقليمي المذكور، أمر يدعو للاستغراب حقاً!!

ولعل مقولة سيكيولوجية الإنسان المقهور هنا للمفكر مصطفى حجازي تخفف من حالة الاستغراب هذه. وعليه وبعد كل هذا الانفضاح، يحق لنا أن نسأل هذه النخب ونسائلها، إلى أين أنتم ماضون؟؟!!

في اعتقادنا أن الجواب واضح كما هو السؤال كذلك. فالفكر السياسي الذي جمع الغالبية الساحقة من هذه النخب والذي يقول بالواقعية السياسية والانتهازية وتدوير الزوايا وموازين القوى غير المتكافئة، وتحول القضية السورية إلى ملف دولي لا يمكن مواجهته، إضافة إلى مفاهيم مغرضة تنبث هنا وهناك، كل ذلك يحتم على هؤلاء المضي قدمًا في نهجهم المشار إليه، نهج التبعية والامتثال.

وشتان بين الثائر والممتثل، بين الثورة والتغيير، بين الثورة التي تستهدف الحرية والسيادة والاستقلال والتغيير الذي يكرس التبعية والذيلية والانبطاح.

أخيراً من حقنا، بل من واجبنا القول: إن المليون شهيد الذي ضحى بها شعبنا لم تكن لكي نعود مرة أخرى فننتج مزرعة للذل والانكسار استنساخًا لمزرعة الأسد العميل.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. ما تم نشره يمثل رأي جميع الثوار و الأحرار في سورية
    حيث أن القوى المحلية و الإقليمية و الدوليةرلعبت دورا قذرا في تمييع الثورة و تعويم حكم الأسد من جديد على أيدي المشَغَلين عن طريق اجهزةراستخباراتية معادية للشعب و الثورة السوريين

  2. هل منشق حقا؟
    المنشق الذي قضى جل عمره في الوقوف مع الديكتاتور المجرم ونال الرضى وتقلد أعلى المراتب، ويطالعتا منذ خروجه بمقولة “الثورة تجب ماقبلها” ولم يقدم للشعب قائمة بما ارتكب من جرائم وماهو حجم الفساد الذي مارسه والذي يريد من الثورة أن تجبه عنه.
    الجرائم ضد الإنسانية ونهب المال العام والخاص لاتسقط بالتقادم.
    ومن يغض النظر هو شريك ومن نفس الصنف والذي بسببهم قامت الثورة ، لأنه لولا هؤلاء لما تمكن الأسد الأب والابن من قتلنا وتهجيرنا واستباحة اعراضنا.
    هؤلاء هم الظالمون وليسوا مجرد شركاء في الظلم
    #الثورة_لا_تجب_ماقبلها

  3. لأنهم من المجرمين الظالمين لم يقدموا وثائق يمتلكونها عن جرائم المجرم حافظ أسد ولا وثائق جرائم السفاح بشار أسد لأنهم شركاء عضويين به.
    تلك الوثائق لو قدموها للعالم لكانت قادرة على تغيير كبير في الرأي العام وسهلت جر المجرمين إلى العدالة.
    لكنهم بالعكس مارسوا دور طرح مشاريع الشراكة بالمناصفة مع نظام عصابات أسد وقدموا عهدة للأمم المتحدة بتلك الخطة التي عنوانها “الإطار التنفيذي للحل السياسي في سورية” والتي بموجبها تنازلوا عن الثورة وانقلبوا عليها منذ شهر أيلول 2016 وعمليا نسخة عما فعله المجرم حافظ أسد عندما أسس ماتسمى “الجبهة الوطنية” والتي لم تكن جبهة ولم تكن وطنية.

زر الذهاب إلى الأعلى