لليوم الرابع على التوالي، تستمر الاحتجاجات في السويداء ضد النظام السوري والسياسات الحكومية، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أهالي قرية مجادل بريف المدينة عمدوا اليوم الأربعاء إلى قطع الطريق المؤدية إليها، إضافة إلى قيام سكان بلدة نمرة بقطع الطرقات والسماح لعمال القطاع الخاص والمدرسين وطلاب المدارس والجامعات بالمرور.
وثمة معلومات عن نية المحتجين التوجه إلى ساحة السير في مدينة السويداء، فيما وصلت تعزيزات عسكرية لقوات النظام السوري ليلاً إلى مركز المدينة، بعدما بدأ أهالي قرى الريف الشمالي الاحتجاج ضد النظام والسياسات الحكومية التي أدت إلى تدهور الأوضاع المعيشية.
وعمد المحتجون إلى قطع “أوتستراد” دمشق – السويداء من جهة الريف الشمالي بالإطارات المشتعلة، كما نقل المرصد إقامة نحو 20 نقطة احتجاج في مناطق متفرقة من المدينة وريفها، ووجود أكثر من سبع مناطق بريف السويداء تشهد احتجاجات على قرارات النظام الأخيرة.
في المقابل، هاجمت المستشارة الإعلامية لرئيس النظام بثينة شعبان الاحتجاجات الشعبية الرافضة لقرارات النظام، وقالت إنها تصب في مصلحة اسرائيل، مطلقة أوصافاً مثل “الطابور الخامس” على الأفراد المتذمرين من تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وانتقدت شعبان في مقالة نشرتها في صحيفة “الوطن”، كل من ينتقد أو يرفع صوته عالياً، سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو في الشوارع، موضحة أنهم مرتبطون بشبكات تجسس إسرائيلية.
يذكر أن محافظة السويداء تشهد احتجاجات واسعة للأهالي ضد النظام السوري، حيث تجمع مئات الأهالي في ساحة السير وسط المدينة رافعين لافتات مناوئة وأخرى تطالب بتطبيق القرار الأممي (2254) الذي ينص على الانتقال السياسي في سوريا.
وبدأت الأزمة بعدما أعلن النظام الشهر الماضي استبعاد فئات عدها “الأكثر ثراء” من الدعم الحكومي للمواد الأساس، مثل الخبز والغاز والمازوت والمواد التموينية، زاعماً أنها تشمل الفئات “الأكثر ثراء”، مع العلم أن دخل تلك الفئات لا يتجاوز 30 دولاراً شهرياً.
وفجر القرار غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وتظاهرات شملت مناطق عدة من البلاد.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن 90 في المئة من السوريين يعيشون في فقر، و60 في المئة منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى 7.78 مليون لا يملكون أطباء أو مرافق طبية مستوفية للمعايير الدنيا المقبولة عالمياً.
وتعاني البلاد منذ سنوات أزمات عدة، شملت الوقود والطاقة والخبز، إضافة إلى انهيار الليرة، مما عاد بآثار كارثية على كل مفاصل الحياة فيها، وجعل منها حياة متاحة بشق الأنفس.
المصدر: اندبندنت عربية