تشير التطورات في محافظة الحسكة، شمال شرقيّ سورية، إلى أنّ المواجهات بين “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) وعناصر تنظيم “داعش” تقترب من نهايتها، مع استسلام دفعة كبيرة من عناصر التنظيم الإرهابي المتحصنين داخل السجن، وسط شكوك في هروب كبار قادة التنظيم خلال الاستعصاء بالسجن.
ودعت “قسد” إلى مؤتمر صحافي ظهر الأحد، ل تعلن خلاله انتهاء العمليات العسكرية، وحصيلة المواجهات خلال الأيام العشرة الأخيرة، في أعقاب الأزمة التي اندلعت إثر الهجوم على سجن الصناعة في حيّ غويران بالحسكة، الذي يُعَدّ أكبر السجون التي تضمّ مقاتلين وقياديين من تنظيم “داعش”.
وذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” أن قيادياً في “داعش” يدعى “أبو عبيدة” استسلم أمس مع نحو عشرين من عناصر التنظيم المتحصنين داخل سجن الصناعة، فيما قُتل 5 آخرون خلال مواجهات مع قوات خاصة من “قسد”.
وأضافت أنه اكتُشِف المزيد من الجثث داخل السجن، التي سقط أصحابها خلال الاشتباكات التي جرت في الأيام الأخيرة، معظمهم من عناصر “داعش”، وبعضهم من “قسد” أو العاملين في السجن، فيما لا يزال هناك أعداد من المدنيين في عداد المفقودين، إضافة إلى عناصر من “قسد”.
من جانبه، ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن عدد قتلى تنظيم “داعش” ارتفع خلال الأحداث الأخيرة إلى 260 شخصاً، مقابل مقتل 74 من عناصر “قسد”، و7 مدنيين.
في غضون ذلك، تتواصل الاشتباكات المتقطعة في بعض الأحياء المحيطة بالسجن بين “قسد” وعناصر من “داعش” ما زالوا متوارين في بعض المنازل التي هجرها سكانها في حيّ غويران، حيث قتل بعض عناصر التنظيم الذين اكتُشِف وجودهم في أحد المنازل، بينما استسلمت مجموعة أخرى من عناصر التنظيم كانوا مختبئين في حيّ المفتي بمدينة الحسكة.
كذلك حاصرت قوات من “قسد” مدرسة نظام الدين في عامودا بالحسكة للاشتباه بوجود عناصر من “داعش” داخلها.
هل فرّ قادة كبار من التنظيم؟
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، قد ذكرت أن نحو 200 شخص من المحتجزين في سجن الصناعة، فرّوا من السجن، إثر الهجوم الذي شنه التنظيم عليه قبل 10 أيام. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن الهدف المحتمل من العملية التي شنّها التنظيم “إطلاق سراح بعض القادة الإرهابيين من المستويات العليا والمتوسطة، والمسلحين ذوي المهارات الخاصة مثل صناعة القنابل”.
من جهتها، أوردت وكالة “سبوتنيك” الروسية، الجمعة، أن القوات الأميركية و”قسد” نقلت المئات من عناصر تنظيم “داعش” وقيادييه من سجن الصناعة، إلى بادية دير الزور. ونقلت الوكالة عن “مصادر خاصة” قولها إن القوات الأميركية “استغلت حالة الفوضى والاشتباكات الحاصلة في محيط سجن الصناعة وحيَّي غويران والزهور بمدينة الحسكة، ونقلت 750 إرهابياً من داعش”، مشيرة إلى أنّ عدداً كبيراً من الذين نُقلوا، من قياديي الصف الأول، ممن يحملون جنسيات أجنبية، دون أن يتسنى التحقق من ذلك من مصادر أخرى.
إلى ذلك، قالت “قسد” إنها وفرت بالتعاون مع قوات التحالف الدولي، أمس ممراً آمناً لنقل مساعدات إنسانية إلى الأحياء المحيطة بسجن الصناعة في حيّ غويران بالحسكة. وأوضحت أن 28 شاحنة تضم مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة وصلت أمس السبت إلى أحياء في مدينة الحسكة، بالتزامن مع عودة عائلات نازحة من حيّ غويران إلى منازلها.
في المقابل، ذكر موقع “الخابور” المحلي أن “قسد” جرفت مساء أمس السبت، عدداً من المنازل والمحال التجارية في حيّ غويران إثر اندلاع اشتباكات مع خلية تابعة لتنظيم “داعش” في شارع مدرسة فاطمة الزهراء وشارع السجاد، مشيراً إلى أن الاشتباكات ترافقت مع إقدام عناصر “قسد” على تجريف وتكسير عدد من المنازل والمحال التجارية في الحيّ، خوفاً من تحصّن عناصر التنظيم داخلها. ووثق الموقع أسماء بعض أصحاب المنازل والمحال التي جرى تجريفها.
تفجير في عفرين
وفي شمال غرب البلاد، انفجرت عبوة ناسفة داخل سيارة رئيس المجلس المحلي في ناحية راجو، بريف عفرين، ما أدى إلى إصابة ابنه بجروح.
وذكر مصدر محلي لـ”العربي الجديد” أن الانفجار استهدف سيارة خليل حاج أوسو، ما أدى إلى بتر ساق ابنه وإصابته بجروح مختلفة، فيما لم يُصَب رئيس المجلس بأي أذى.
ويأتي التفجير بعد يوم من تفكيك فرق الهندسة بريف حلب، عبوة ناسفة، مزروعة بأحد الجدران الخارجية في الجامعة الدولية للعلوم والنهضة، بمدينة إعزاز. وخلال الأيام الماضية قُتل طفل بتفجير أحد الأشخاص حزاماً ناسفاً في مدينة الباب بريف حلب، تبع ذلك تفجير شخص آخر نفسه في مدينة عفرين، قرب دوار كاوا، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى.
روسيا تعزز قواتها في الرقة
من جهة أخرى، ذكرت شبكة “عين الفرات” المحلية أن القوات الروسية استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة إلى مدينة عين عيسى شماليّ محافظة الرقة. وأوضحت أن تلك القوات انطلقت من مدينة حلب وعبرت من مدينة منبج باتجاه مدرسة مدينة عين عيسى، مشيراً إلى أنها تتكون من 5 شاحنات محملة بالذخائر ومواد لوجستية، و5 عربات تنقل عناصر من الشرطة الروسية، و4 عربات عسكرية إضافية، وقد توقفت التعزيزات في قاعدة عين عيسى شمالي الرقة، وسط ترجيحات أن ينتقل جزء منها إلى صوامع العالية شمالي الحسكة.
ويواصل الروس محاولات التقرب من السكان في شرق الفرات عبر تقديم مساعدات إغاثية. وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن القوات الروسية دخلت القرى السبع الواقعة شرقيّ الفرات، وهي حطلة ومراط ومظلوم وخشام والطابية والصالحية والحسينية، وعمدت إلى توزيع الملابس والسلل الإغاثية على الأهالي، في إطار محاولة الروس الحد من التمدد الإيراني في تلك المناطق، وفق المرصد.
وفي ريف العاصمة دمشق، ذكرت وكالة “سانا” التابعة للنظام أن العشرات من أبناء بلدة زاكية بريف دمشق الجنوبي توافدوا اليوم الأحد على مركز التسوية في البلدة لتسوية أوضاعهم.
وكان النظام قد بدأ أمس عملية تسوية في منطقتي الكسوة وزاكية بريف دمشق الجنوبي تشمل المتخلفين عن الخدمة العسكرية والمنشقين عن قوات النظام.
المصدر: العربي الجديد