عندما تقفل أبواب قيادات بيروت!!

حسن صبرا

يقفل سعد الحريري بيته السياسي الحديث بعد ان اقفل تمام سلام دار العائلة العريقة في السياسة ، واقفل المرض دار ضمير لبنان سليم الحص  وقد اثبتت هذه الاقفالات الا علاقة للحشود الشعبية والمظلات السياسية والاجتماعية التي تمثلها هذه الدور بالمال او بالثراء او الكرم وفنجان القهوة لا بل هو الحنين والنموذج والوفاء والحب حتى في خضم الحاجة والمصلحة وإشباع الذات والعصبية المحلية او العائلية والتباهي بالقرب من صاحب الدار مع تلاوين اصحابها واقفل العرب دورهم تباعاً بعد ان تحولت طبائع اهتماماتهم بالعروبة وصار لبعضهم علاقات مع عدو العرب وبعضهم اطلق النار على رجليه ليتخذ العجز ذريعة عن واجباته تجاه العروبة ولبنان كان نموذجها المحتذى !!!

فماذا سيبقى ومن يبقى في بيروت لبيروت?

انه الفراغ حتماً…

فلا نادي ثقافي عربي كان منارة تهدي في السياسة افكاراً ومبادىء ولا شارع كان يهدر دعماً لكل قضية عربية من المحيط الى الخليج، ولا اختبارات لتيارات العرب السياسية والثقافية والفكرية بعد ان طغى المحل في عواصم العرب وصار الصهيوني ضيف شرف وحل استقباله في صدور القصور رسائل نكايات بالشقيق العربي الكبير منه وخصوصاً الصغير…
وسّع رفيق الحريرى داره في بيروت لتسع كل لبنان فجرف اثناء التوسعة وبسببها دوراً بيروتية عريقة فلما اغتاله اعداء العروبة المعتدلة اكتشف البيارتة انهم شبه ايتام خصوصاً بعد ان اقفل ورثة الحريري من صلبه كل ما افتتحه الرفيق لبث الامل في بيروت والوطن..

وها هو سعد الحريري الاصيل يقفل آخر ما افتتحه الرئيس المظلوم… وبسبب الحرد العربي وفيه الكثير من الكراهية
ان يقفل الحريري داره فهو ليس بسبب قلة المال وكان صائب سلام وبعده تمام يكتفي احدهما بكأس ماء وفنجان قهوة واحياناً من دونهما والحضن حاضر كما التربيت على الكتف والاهلاً وسهلاً دائمًا… وسيفتقد البيارتة هذه الثقافة الشعبية التي كان الاب يورثها لأولاده كما فقدت حناجر الاحفاد ترنيمات العروبة من التغني بجمال عبد الناصر الى التمجيد بجميلة بو حريد وفلسطين بعد القنال يا جمال وبلاد العرب اوطاني والجزائر عربية بالجماجم محمية …
يقفل سعد الحريري داره صباح يوم لن يمر بسهولة على البيارتة واللبنانيين وهم يرون في الاقفال عقوبة عربية على زعيم السنة في لبنان وهي المرة الاولى التي تحدث في تاريخهم، وهي المرة الاولى التي  يغادر فيها زعيم بيروتي او لبناني داره بحثاً عن لقمة العيش له ولكثيرين معه من عكار الى العرقوب ومن عرسال الى اقليم الخروب.

والغريب ان لقمة العيش تلزم زعيم السنة على الغربة… وبين سنة بيروت من اتخمه المال وهو يبحث عمن يقصد داره اعجاباً به وحده من دون ماله او خدمة او انتفاع !!
كان البيارتة يقصدون بيوت زعمائهم من دون مواعيد حتى اذا ارغمت قيود العمل السياسي والحاجة الانسانية الى ضبط المواعيد حددوا مواعيد استقبال مفتوحة للزائرين…. واليوم ما عاد البيارتة يعرفون بيوت المتصدين للعمل السياسي سواء كانوا طوال القامة او من قصارها… فكيف سيقصدونها ؟
شطارة سعد الحريري وتمام سلام سواء تعمداها او صدفت مع كل منهما انهما اظهرا بوصلة الملاءة حتى من دون سلطة ودولة رئيس ليتركا من بعدهما الفراغ حتى لو جاء فلان نائباً او اصبح معالي وزير يمضي العمر منتظراً لقب دولة الرئيس.
وشطارة سعد الحريري وتمام سلام انهما بالصدفة او هما تعمدا ذلك كل على طريقته توجيه رسالة للعرب اننا ذاهبان فليدبر كل نظام عربي حرد او غضب من اي منا رأسه مع الفراغ بعدنا …
شطارة سعد الحريري وتمام سلام ان كل واحد منهما وهو رمز اعتدال بنيوي وليس خارجياً او طارئاً ينسحب ليقول للأنظمة العربية المعنية وكلها معتدلة كما تزعم … ابحثوا وانتم المعتدلون عمن ينفذ اوامركم بالحروب التي تدعونا اليها ولن تجدوا الا داعش وشقيقاتها وقد قتلت من السنة والعرب واساءت اضعاف اضعاف اضعاف ما اساءت الى الآخرين كل الآخرين .
وأخيراً
انسحب تمام سلام عام 2000 من المقاصد عندما شعر ان السعودية ورفيق الحريري غير راضيين عنه…

واليوم ينسحب سعد الحريري من العمل السياسي عندما وجد ان السعودية تمنع عنه المشاركة في الانتخابات النيابية 
اليوم التقى تمام سلام مع سعد الحريري وهما ينسحبان من العمل السياسي ليقبع  كل منهما  خلف قضبان الغضب السعودي الممتد من اليمن الى لبنان

المصدر:الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى