مقدمة :
ربما يمثل الفكر السياسي للأربعة “جمال الأتاسي– عبد الكريم زهور عدي– الياس مرقص- ياسين الحافظ “
جانباً من أهم ما توصل إليه الفكر السياسي في سورية في تلك المرحلة التاريخية التي أعقبت تجربة الوحدة بين سورية ومصر وصولا إلى جفاف الحياة السياسية في السبعينيات والذي ترافق مع ظهور تيارين سياسيين هامين استلهم أحدهما فكر الأربعة السابق ذكرهم وهو التيار الذي انشق عن الحزب الشيوعي السوري بقيادة رياض الترك , أما الثاني ” رابطة العمل الشيوعي ثم حزب العمل الشيوعي ” فقد كان أقرب لليسار الثوري العالمي المطبوع بطابع شبابي حاول تقديم نمط جديد من الفكر السياسي لكنه سرعان ما انطفأ بفعل القمع والاضطهاد في الداخل السوري وأيضا بفعل تمزق المعسكر الاشتراكي ثم تفكك الاتحاد السوفييتي وغياب أي حضور عالمي مؤثر للتيارات الاشتراكية الثورية التي ظهرت قبل بداية القرن العشرين .
ذلك يبرر محاولة تلخيص تلك إنجازات ذلك التيار وجمعها في محصلة واحدة ما أمكن ذلك , فمن الطبيعي وجود الاختلاف بين كل واحد من الأربعة والآخرين إلى هذا الحد أو ذاك , لكن التقارب الواضح في طرائقهم الفكرية والمبادىء المرجعية لذلك الفكر تبقى كافية لجمعهم في تيار فكري – سياسي , وتلك هي المهمة التي يسعى إليها هذا البحث .
مثل الفكر السياسي لذلك التيار محاولة لفهم الماركسية وتمثلها دون الوقوع في فخ الجمود العقائدي , ودون أن يقطع الصلة بالتراث والجذور القومية – العربية , كما حاول استعمال الأدوات المعرفية الفلسفية الماركسية في فهم الواقع السياسي العربي المعقد التركيب بعيدا عن التبسيطات الكلاسيكية والتعميمات النظرية .
بصيغة أخرى فقد حاول بجرأة ورزانة شق طريق مستقل للفكر السياسي العربي اليساري بالارتباط العميق بالمشكلات التي يطرحها النهوض العربي على صعيد الفكر والسياسة .
حارب ذلك الفكر على أكثر من جبهة , فقد تصدى للطفولية اليسارية, وللجمود العقائدي , وللعدمية القومية , كما حاول تخليص الفكر القومي من تبسيطاته وتعصبه وخلوه من المضمون الاجتماعي .
وقف أيضا ضد النزعة التجريبية وقصر النظر في الممارسة السياسية والتي اتصفت بها الحركة الفلسطينية وتنظيماتها المسلحة في السبعينات وأدت بها إلى طريق مسدود .
لكن الانجاز الأكبر لذلك الفكر من حيث التكوين هو إدخال النزعة العقلانية التي سنجدها عند الأربعة هذه النزعة التي تناهض الدوغمائية والشطحات الرغائبية والضبابية في فكر حزب البعث . وتجعل من ذلك الفكر أكثر واقعية وأقدر على وعي الاشكالات التي تعترض العمل السياسي .
يميل الفكر السياسي في سورية اليوم إلى إعلاء شأن ” الوطنية السورية ” والديمقراطية والمواطنة وحقوق الانسان , كما يميل إلى إظهار تفهم أعمق للتنوع الثقافي والقومي والديني لكن ذلك كله لم يتبلور في أطر فكرية – سياسية واسعة ومتماسكة , كما أن المضمون الاجتماعي يكاد يغيب ضمن المؤثرات الليبرالية الوافدة خصوصا بعد التسعينات من القرن الماضي .
في حين يبدو الفكر السياسي السوري الراهن مختلفا في المضمون إلى حد كبير عن الفكر السياسي السوري في الستينات والسبعينات لكنه يظل حتى اليوم في تجلياته كدفقات متناثرة جزئية وسطحية غارقة في التفاصيل , وبعبارة أخرى لايظهر كفكر سياسي حقيقي متماسك وعميق الجذور . وذلك هو الفارق بينه وبين سلفه السابق .
وطالما أنه كذلك فسيظل بحاجة للعودة إلى جذوره القديمة , وإلى آخر محطاته التي توصل إليها قبل أن تعصف به العواصف فيجد نفسه ممزقا بين مفترقات الطرق .
من هم هؤلاء الأربعة ؟
- جمال الأتاسي : ( 1922 – 2000 م)
ولد في حمص عام 1922 , ودرس المرحلة الثانوية في دمشق , درس الطب في جامعة دمشق وتخرج منها عام 1947 , ومن باريس حصل على الدكتوراة في الطب النفسي عام 1950 , بدأ ينشط في الحقل السياسي أثناء دراسته في جامعة دمشق وهناك تعرف على ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار أثناء العمل في تأسيس حزب البعث .
ذهب للعراق ليشارك في ثورة رشيد علي الكيلاني 1941 وانتهى الأمر لاعتقاله , التقى في السجن بأكرم الحوراني الذي جاء للعراق أيضا ليشارك في ثورة الكيلاني .
انتخب عضوا في القيادة القطرية المؤقتة لحزب البعث العربي الاشتراكي وعضوا في المكتب السياسي عام 1958 وحتى قيام الوحدة مع مصر .
في أواخر ايلول 1961 اشترك مع عبد الكريم زهور عدي وسامي الدروبي في تشكيل جناح لحزب البعث .
بعد الانقلاب العسكري في 8 آذار عام 1963 عين الأتاسي وزيرا لللاعلام في وزارة صلاح الدين البيطار , وعضوا في مجلس قيادة الثورة .
وفي عام 1964 كان جمال الأتاسي أحد المشاركين في المؤتمر التأسيسي لحزب الإتحاد الإشتراكي العربي وقد عين عضواً في المكتب السياسي في الداخل، فرئيساً للأمانة العامة في هذا المكتب عام 1965م، فأميناً عاماً للإتحاد الإشتراكي العربي في عام 1968م عندما حلت الأمانة العامة في المكتب الخارجي.
اعتقل الأتاسي في أواخر الستينات ودخل السجن، ثم خرج منه بانقلاب عام 1970م ، ودعي إلى الاشتراك في الجبهة الوطنية التقدمية الحاكمة فكان من واضعي ميثاقها، وأصبح عضواً في القيادة المركزية لهذه الجبهة بين عامي 1971-1973م، ولكنه سرعان ما تركها نحو المعارضة السياسية .
وفي أواخر السبعينات انتخب الأتاسي أميناً عاماً “للتجمع الوطني الديمقراطي” الذي تألف من أحزاب عديدة ، بالإضافة إلى كونه أميناً عاماً لحزب “الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي”
تولى منصب أمين عام حزب الاشتراكي العربي الديمقراطي إلى أن توفاه الله عام 2000 م.
أعماله الكتابية ومؤلفاته:
نشط الأتاسي بنشر أفكاره في جريدة “البعث” بين عامي 1954 و1958م ثم ترأس تحرير جريدة “الجماهير” و”الجريدة” أثناء الوحدة والتي لقت اهتماماً وكان أيضاً مشاركاً في كتابة مقالات جريدة البعث في عهد الانفصال وفي كتاب “في الفكر السياسي” مع عبد الكريم زهورعدي والياس مرقص وياسين الحافظ
من مؤلفاته :
1 -” حول القومية والإشتراكية”-المطبعة العالمية، القاهرة، 1957. وهو كتاب ألفه مشاركة مع : ميشيل عفلق، وأكرم الحوراني، ومنيف الرزاز .
عبد الكريم زهور عدي , ياسين الحافظ مرقص, 2 – في الفكر السياسي- دار دمشق، دمشق-1963مع الياس
.إطلالة على التجربة الثورية لجمال عبد الناصر وفكره الاستراتيجي والتاريخي – 3
معهد الانماء العربي – بيروت – 1981 م .
4 – النظام العالمي الجديد – بيروت – 1991 م .
كتب مترجمة :
1 – تاريخ الاشتراكية الأوربية .
2 – الاشتراكية بين ماضيها ومستقبلها .
3 – المذهب المادي والثورة .
4 – مسائل في النضال الاشتراكي .
5 – مدخل إلى علم السياسة .” موريس دوفرجيه”
6 – تفكير كارل كاركس نقد الدين والفلسفة .
* عبد الكريم زهور عدي
ولد عبد الكريم زهور عدي عام ١٩١٧م بحماة، حصل على البكالوريا فرع علمي عام ١٩٣٥ ثم البكالوريا الثانية قسم الرياضيات بتفوق في حلب عام ١٩٣٦, اختار عبد الكريم التعليم , أوفد مع نخبة من رفاقه عام ١٩٤٣ الى كلية الآداب بجامعة القاهرة فؤاد الأول آنذاك حيث التحق بقسم الفلسفة. وفي عام ١٩٤٦ تخرج حائزا على الاجازة في الفلسفة بتقدير ممتاز عاد بعدها ليدرس الفلسفة في ثانويات دير الزور وحماة فدار المعلمات بحلب حتى عام ١٩٥٤. خلال هذه الفترة تطوع عام ١٩٤٧بجيش الانقاذ فوج اليرموك حيث خاض بعض المعارك وأصيب بطلق ناري في رقبته فأسعفه رفيقه الذي كان يلزمه الدكتور فيصل الركبي , وتركت ندبة واضحة في الرقبة … خلال فترة ١٩٥٤-١٩٥٨انتخب عبد الكريم مرتين كنائب عن حماة في المجلس النيابي في قائمة حزب البعث العربي الاشتراكي وفي تلك المرحلة سُجن مع قيادة الحزب عام ١٩٥٣ لمعارضتهم حكم أديب الشيشكلي العسكري والذي كان يوصف بالديكتاتورية. بعد قيام الوحدة مع مصر، عاد عبد الكريم ليدرس بدار المعلمين بدمشق في ١٩٥٨-١٩٥٩ ثم اختير مديرا لدار الكتب الظاهرية حيث بقي حتى عام ١٩٦٣, خلال حكم الانفصال بين 1961 -1963 تولى مع الدكتور جمال الأتاسي تحرير جريدة البعث التي حاولت التأسيس لخط سياسي عقلاني ضمن حزب البعث يهدف لاستعادة الوحدة مع مصر ضمن موقف نقدي من أخطاء الوحدة , منتقدة بقوة نزعة العداء لمصر ولعبد الناصر والتي وقفت ضد أي عودة للوحدة مع مصر .
. بعد الثامن من آذار ١٩٦٣ سمي عبد الكريم وزيرا للاقتصاد وشارك في محادثات الوحدة الثلاثية بين سوريا ومصر والعراق في القاهرة في آذار ونيسان ١٩٦٣ ثم استقال في ١٦ نيسان بعد أن تأكد له أن المجموعة العسكرية البعثية تفردت بالقرار السياسي و انقلبت على فكرة استعادة الوحدة مع مصر وبدأت بتصفية حلفائها الناصريين .
وفي عام 1964 عمل مع الدكتور جمال الأتاسي على تأسيس الاتحاد الاشتراكي ليكون إطارا سياسيا للقوى الوحدوية في مواجهة تفرد حزب البعث بالسلطة , ورغم ابتعاده لاحقا عن النشاط ضمن ذلك التنظيم لكنه بقي وثيق الصلة به كما بصديقه الشخصي جمال الأتاسي , وفي عام 1968 اشترك مع جمال الأتاسي وآخرين بوضع وثيقة تشكيل الجبهة الوطنية المعارضة للنظام آنذاك واعتقل بعدها مع الدكتور جمال الأتاسي وغيرهم .
لاحقا تفرغ لالقاء المحاضرات في قسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة دمشق في الفلسفة اليونانية والتصوف الاسلامي دخل عبد الكريم مجمع اللغة العربية عام ١٩٧٩ عضوا محل المرحوم الدكتور جميل صليبا. وفي العام نفسه استقبله مجمع اللغة العربية في الأردن , قدم من خلال المجمع بدمشق عدة دراسات حول التصوف الاسلامي وعلم الفراسة عند العرب , توفي عبد الكريم زهور عدي في دمشق في ١٦ نيسان ١٩٨٥.
تأثر بعبد الكريم العديد من السياسيين والمفكرين السوريين من بينهم ياسين الحافظ وعادل زكار وكان صديقا وثيقا للدكتور جمال الأتاسي شكل معه ثنائيا في الفكر والممارسة ومرجعية سياسية وفكرية , تظهر محاضر المباحثات حول الوحدة الثلاثية مع عبد الناصر عام 1963 الدور الهام الذي لعبه عبد الكريم في النقاشات المطولة التي تضمنت نقد تجربة الوحددة بين 1958 – 1961 ومحاولة التأسيس لاتحاد أكثر عقلانية ورسوخا مما سبق .
في كتاب : ” الياس مرقص – حوارات غير منشورة ” يقول الياس : ” في مباحثات الوحدة الثلاثية كان هناك اثناعشر سوريا , تسعة منهم معدودون على عبد الناصر , وثلاثة من البعث , والنقاش كله تقريبا كان يدور بين عبد الناصر وعبد الكريم زهور الذي كان يمثل البعث , وفي الوقت نفسه قاب قوسين أو أدنى من الاستقالة من حزب البعث ومن الوزارة , بعد المفاوضات الثلاثية , التقينا في الصالحية وزير الدفاع محمد الصوفي , وسألناه عن مفاوضات القاهرة لأنه اشترك فيها , فقال : إن أعضاء الوفد كانوا ساكتين بانتظار اتفاق عبد الناصر وعبد الكريم زهور “
مؤلفاته :
* “في الفكر السياسي “مع الكتور جمال الأتاسي وياسين الحافظ والياس مرقص
* مقالات في جريدة البعث خلال عهد الانفصال بين 1961 – 1963 .
* دراسات حول التصوف الاسلامي والفراسة عند العرب .
* الياس مرقص :
ينحدر الياس مرقص من أسرة معلمين من مدينة اللاذقية في سورية. حصل على البكالوريا (القسم الأول العلمي) في عام 1945 من مدرسة الفرير و(القسم الثاني: فرع الفلسفة) في عام 1946، وعلى شهادة مرشح في العلوم الاجتماعية وإجازة في العلوم البيداغوجية (التربوية التعليمية) في عام 1952 من جامعة بروكسل الحرة. مارس الياس مرقص التعليم (فلسفة) غالبية عمره 1952 ـ 1979 ، وخلال خدمته العسكرية الإلزامية تعرف الياس مرقص على ياسين الحافظ والذي سيترك اثرا دائما في حياة الرجلين، استمرت بعد ذلك صداقتهما وعلاقتهما الحميمة نحو ربع قرن من الزمن، حتى وفاة ياسين. كان بين الرجلين مشترك أو هوية من روح ومبادئ كما كان يحلو للياس أن يصف هذه العلاقة.
بدأت علاقة الياس مرقص بالحزب الشيوعي السوري خلال دراسته في بلجيكا، واستمرت بعد عودته إلى سوريا حتى 1956 حيث تم طرده لمطالبته بالديمقراطية الحزبية وآراؤه المتعلقة بالماركسية السوفيتية الستالينية، وقد عبأت قيادة الحزب وقتها الأعضاء عليه متهمة اياه بالعمالة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووصل الحال إلى انه تعرض للضرب والإيذاء الجسدي. في وقت متأخر جدا ستتم اعادة الاعتبار إلى الياس مرقص من قبل الحزب الشيوعي السوري. أسهم في إنشاء مجلة الواقع الفصلية، الفكرية الثقافية، في بيروت 1980 ـ 1982، وفي إنشاء مجلة الوحدة الشهرية التي صدرت عن المجلس القومي للثقافة العربية في باريس 1984. بالإضافة إلى تأليفه العديد من المؤلفات المتعلقة بالماركسية العربية كما بنقد الفكر القومي العربي، يضاف اليها عمله في الترجمة، حيث قام بترجمة العديد من الكتب من الفرنسية إلى العربية مع مقدمة مطولة منه، وهي التي عادت ما كانت توازي في أهميتها الكتاب المترجم نفسه.
من بين الأربعة ( د.جمال الأتاسي وعبد الكريم زهور عدي وياسين الحافظ والياس مرقص ) تبدو المساهمة الفكرية لالياس مرقص في الكتابة والترجمة الأكبر على الاطلاق , بينما تبدو مساهمته السياسية محدودة نسبة إلى مساهمة بقية الأربعة .
كثيرون من الذين اهتموا بإلياس مرقص، أو كتبوا عنه ودرسوه، يميلون إلى تمييز طورين اثنين في مجموع عمله وفي مساره: طور أول يمتد من منتصف الخمسينات وحتى منتصف السبعينات وهو الطور الذي كتب فيه معظم مؤلفاته المعروفة، بالإضافة إلى ترجمات مهمة أيضاً، وطور ثان يمتد من منتصف السبعينات وحتى نهاية الثمانينات وهو الطور الذي اتسم أكثر بالانكباب على الترجمة واستأثرت فيه الفلسفة على الحيز الأكبر من نشاطاته وجهوده.
من أعمال إلياس مرقص:
من مؤلفاته:
1- الماركسية السوفياتية والقضايا العربية
2-نقد الفكر القومي عند ساطع الحصري
3-تاريخ الاحزاب الشيوعية
4- الماركسية والشرق
5-الماركسية في عصرنا
6- في الأمة والمسألة القومية
7-المذهب الجدلي والذهب الوضعي
8-العقلانية والتقدم
من ترجماته
1- تحطيم العقل، أربعة أجزاء، تأليف: جورج لوكاش
2- القرى الأولى في بلاد الشام تأليف: جاك كوفان
3- الدفاتر الفلسفية، ثلاثة أجزاء، تأليف: لينين
4- مختارات هيغل
5- المؤلفات السياسية الكبرى، تأليف: جان جاك شفاليه
6- حول المسألة اليهودية، تأليف: باور – ماركس
7- فلسفة عصر النهضة، تأليف: إرنست بلوخ
دراسات
8 – مقدمات في نقد الفكر القومي العربي
9 – الديمقراطية بين الطبيعة والتاريخ وبين الثورة والتقدم
10 – حوار العمر
إضافة إلى مقالات منشورة في مجلات: مثل دراسات عربية، وفي مجموعتين بعنوان في الفكر السياسي (مع ياسين الحافظ وعبد الكريم زهور عدي وجمال أتاسي، صدرتا عن دار دمشق 1963) في الفكر الاستراتيجي العربي، ً بالإضافة إلى مجلتي الواقع والوحدة وغيرهما.
* ياسين الحافظ
ولد ياسين الحافظ فى عام 1930 فى مدينة دير الزور الواقعة فى شرق سوريا على الحدود العراقية. والده سورى عربي، وأمه سورية من أصول أرمنية. كان والده ممن شاركوا فى حرب 1948 فى فلسطين. لكنه عاد خائباً. وقد تولدت تلك الخيبة عنده بفعل ما كان يمتلكه، مثل الكثيرين ممن شارك معهم فى تلك الحرب، من إيمان عميق وشعور وطنى أصيل يحملان هدفاً واضحاً هو تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية العربية على أرضها. وتركت تلك الخيبة عند الوالد وعند الإبن آثارها العميقة. وبرزت تلك الآثار عند ياسين فى مجمل حياته الفكرية والسياسية عندما دخل فى معترك العمل الفكرى والسياسي. وكان ذلك بعد إنهاء دراسته الأولى فى دير الزور، والالتحاق بالجامعة فى دمشق العاصمة. وفى دمشق، وخلال دراسته الجامعية، انتسب إلى الحزب الشيوعى السورى فى عام 1955. لكنه لم يبق فيه طويلاً. فغادره وانتسب إلى حزب البعث. وبقى فى هذا الحزب بعض الوقت. لكنه سرعان ما غادره فى عام 1963. أصيب بعد هزيمة حزيران بحالة من اليأس قادته إلى التفكير بالإنتحار. لكنه تخلى عن يأسه وقرر اقتحام تجربة جديدة فى مقاومة الواقع الآسن والمأزوم، فى اتجاه المستقبل. فأسس حزب “العمال الثوري”، الذى انضمت إليه مجموعات ماركسية من شيوعيين سابقين وبعثيين سابقين ومستقلين ووافدين جدد. واستمر يناضل باسم هذا الحزب، وعلى قاعدة أفكاره ومفاهيمه التى كانت تتطور مع الزمن، إلى أن رحل قبل أن يستكمل مشروعه.
والجدير بالذكر أن ياسين الحافظ بعد هزيمة حزيران، وفى ضوء ما تولد عنها من وقائع جديدة، دخل مع آخرين من المفكرين العرب فى قراءة الأسباب التى أدت إلى تلك الهزيمة، وفى التنظير لما بعد الهزيمة من خلال نقدها، ونقد الذات معاً. وكان من شركائه فى تلك القراءات عدد من المثقفين العرب، أذكر منهم عبد الله العروى وصادق جلال العظم وسمير أمين وجورج طرابيشي. وكان الياس مرقص أقربهم إليه فى الفكر وفى الإستنتاجات المتعلقة بالمستقبل.
اعتفل ياسين الحافظ مرة واحدة لمدة عام وجاوره في زنزانته الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش وبعد اطلاق سراحه غادر الى بيروت عام 1968 حيث سيقوم مع شريكه الياس مرقص بتحرير جريدة الثورة العربية وإنشاء دار الحقيقة ومجلة الوحدة العربية , وفي عام 1978 توفي ياسين الحافظ في بيروت ونقل إلى دمشق حيث دفن .
مؤلفاته :
حلول قضايا الثورة العربية /عام 1965-1
– الآفاق الاستراتيجية للثورة العربية/عام 19692
-اللاعقلانية في السياسة العربية /عام 19753
– التجربة التاريخية الفيتنامية / عام 19764
– الهزيمة والايديولوجيا المهزومة5
– في المسألة القومية الديمقراطية6
في الترجمة عن الفرنسية:
1- التخلف والتنمية في العالم
– الماركسية اللينينية أمام مشكلات الثورة في العالم غير الأوربي2
مأزق العالم الثالث-3
حول الدين -3
– الإسلام في عظمته الأولى4