أعلن النظام السوري عن البدء في عملية تسوية في محافظة الرقة الأربعاء، مركزها في بلدة السبخة في ريف المحافظة الشرقي، في ظل رفض تام من قبل سكان وعشائر الرقة.
وقالت وكالة أنباء النظام “سانا” الأربعاء، إن “عملية التسوية الشاملة الخاصة بأبناء محافظة الرقة بدأت في مركز مدينة السبخة في ريف المحافظة”.
وقال محافظ الرقة عبد الرزاق خليفة إن “جميع الحواجز والنقاط الأمنية والعسكرية والمدنية في حالة استنفار كي تستقبل أبناء محافظ الرقة الراغبين في التسوية”، بحسب ما نقلت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام.
وأمل خليفة في “ألا تكون هناك معوقات يمكن أن تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي قد تعمل على منع الراغبين في التسوية من الوصول إلى مركز الباسل في مدينة السبخة”.
وأثار إعلان النظام التسويات في الرقة ردود رافضة من قبل أبناء المحافظة. ونقل موقع “عنب بلدي” السوري عن مصطفى العبد الله وهو أحد وجهاء عشيرة العفادلة كبرى عشائر مدينة الرقة، قوله إن “مئات الآلاف في الرقة يخشون عودة النظام السوري إلى مدينتهم”.
وأضاف العبد الله أن “سكان الرقة يعرفون جيداً مدى إجرام الاسد.. فكيف لهؤلاء أن يأمنوا للنظام ويقوموا بإجراء التسويات؟”.
كما أكد ناشطون أنه “من الصعب تطبيق المصالحات على المدنيين في الرقة، كون النظام السوري لا يشكل خطراً مباشراً على المدنيين في الوقت الحالي”.
وأضافوا أن “الموقف الضبابي لقسد والإدارة الذاتية يثير ريبة السكان أحياناً، لكن هذا لا يعني أن يثق سكان الرقة بالنظام ويتجهوا إلى إجراء التسويات معه”.
وكانت عشائر الرقة قد رفضت في بيان الثلاثاء، بدء التسويات، معتبرةً أن ذلك يُشكل تهديداً مباشراً ل”الاستقرار” الذي تعيشه المدينة وريفها، بحسب ما نقلت وكالة “نورث برس” المُقربة من “الإدارة الذاتية”.
وقال شيخ عشيرة البومانع محمد الجاسم في حديث مع الوكالة إن “عشائر الرقة تمتلك موقفاً عشائرياً واضحاً يرفض هذه التسويات، وتتبرأ من أي شخص تسول له نفسه التوجه نحو مناطق سيطرة النظام لإجراء المصالحة”.
ويأتي إعلان النظام عن بدء عمليات التسوية في الرقة بعد إجراء عمليات مماثلة في محافظة دير الزور شرقي سوريا، بدأت من مركز مدينة دير الزور في 13 من تشرين الثاني/نوفمبر عام 2021 وانتقلت بعدها إلى مدينة الميادين شرقي المحافظة، وتبعتها مدينة البوكمال قرب الحدود السورية–العراقية، ثم في بلدة الشميطية بريف دير الزور الغربي، والتي تعتبر إحدى المناطق المتاخمة لمناطق نفوذ قسد.
وخرجت مدينة الرقة عن سيطرة النظام السوري في أذار/مارس عام 2013، بعد أن سيطرت فصائل من المعارضة السورية على المدينة وريفها. ولاحقاً، سيطرت “جبهة النصرة” على الرقة ومن ثم تنظيم “داعش” بداية العام 2014، قبل أن يتم طرده منها في نهاية العام 2017 وسيطرت عليها قسد بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش.
المصدر: المدن