قصفت طائرات مسيرة، فجر الإثنين، مواقع لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، في مدينة عين العرب بريف حلب، شمالي سورية، فيما واصلت مليشيات “قسد” عمليات الاعتقال التي طاولت عشرات الأشخاص في محافظة الرقة عقب تظاهرات احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية في ظل إدارة القوات الكردية للمناطق ذات الغالبية العربية.
وقالت مصادر لـ”العربي الجديد”، إن طائرة مسيرة تركية قصفت عدة مناطق في مدينة عين العرب الخاضعة لـ”قسد” بريف حلب الشمالي الشرقي على الحدود مع تركيا، مضيفة أن القصف لم يسفر عن خسائر بشرية.
وذكرت المصادر أن مسؤولين من “قسد” كانوا في اجتماع بمنطقة سوق الهال، وسط المدينة، أثناء القصف التركي، إلا أن القصف لم يسفر عن خسائر بشرية.
جاء القصف بعد قرابة يومين من مقتل جنود أتراك على الشريط الحدودي قرب محافظة الرقة بانفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون.
وذكرت المصادر أن قصفاً كان قد طاول موقعاً في قرية ترميك القريبة من مدينة عين العرب ولم يتبين حجم الأضرار الناتجة عنه، ومن المرجح أنه كان يستهدف تحركات لقياديين في “قسد”.
وسبق أن أدى قصف تركي على عين العرب إلى مقتل وجرح قياديين وعناصر في مليشيات “قسد” التي تقودها “وحدات حماية الشعب” المصنفة على لوائح الإرهاب لدى أنقرة.
“قسد” تواصل عمليات الاعتقال في السويدية
في موازاة ذلك، واصلت “قسد” عمليات الاعتقال في ناحية السويدية كبيرة بريف الرقة الغربي، على خلفية خروج تظاهرات مناهضة لها.
وذكرت مصادر لـ”العربي الجديد”، أن قوات الأمن التابعة للمليشيات اعتقلت قرابة خمسين شخصاً من أبناء السويدية ومحيطها ونقلتهم إلى سجونها.
وكانت “قسد” قد واجهت التظاهرات ضدها، أمس، بإطلاق النار ومداهمة المظاهرات بالعربات المصفحة، ما أسفر عن مقتل طفل بالرصاص وإصابة طفل آخر دهساً بعربة عسكرية، وإصابة آخرين بجروح، تلا ذلك استنفار أمني لـ”قسد” وإغلاق طرق وحملة اعتقالات ومداهمات واسعة في المنطقة.
وفي شأن متصل، أعلن “تيار المستقبل الكردي في سورية”، المنضوي في “المجلس الوطني الكردي”، عن اختطاف مسلحين من “حزب الاتحاد الديمقراطي”، أمس الأحد، عبد الرحيم تمه، عضو مكتب العلاقات العامة في التيار وعضو محلية رأس العين في “المجلس الوطني الكردي”.
وذكر التيار في بيان له، أن عملية الخطف وقعت في منطقة تل غزال بين تل بيدر والدرباسية، حيث هاجم المسلحون سيارته عندما كان برفقة عائلته وقادوه إلى جهة مجهولة.
وقال البيان: “إننا في تيار المستقبل الكردي في سورية نحمّل حزب الاتحاد الديمقراطي كامل المسؤولية عن حياته ونطالب بالإفراج الفوري عنه وعن جميع المعتقلين السياسيين، والكف عن هذه الممارسات التي تعد استمراراً للسياسة العدائية الممنهجة التي يتبعها هذا الحزب بحق قيادات وأنصار المجلس الوطني الكردي”.
ويذكر أن “حزب الاتحاد الديمقراطي” هو الجناح السياسي لمليشيات “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تقود “قسد”، وهو يمارس انتهاكات بحق المعارضين لسياسات الحزب المتهم بالسعي لإنشاء كيان انفصالي شمالي سورية.
النظام يروج للتسوية بريف الرقة
إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، أن النظام السوري بدأ بالترويج للتسوية في مناطق سيطرته بريف الرقة الجنوبي والشرقي، حيث افتتح مركزاً في مدينة السبخة، شرق الرقة، وبدأ بالدعاية هناك من أجل التسوية على غرار منطقة ريف دير الزور.
ويحاول النظام من خلال التسويات، بحسب المصادر، زج الشبان الفارين والمتوارين عن الأنظار ضمن قواته من خلال عمليات التجنيد الإجباري التي تترافق مع عمليات التسوية.
المصدر: العربي الجديد