بالله يا شهد لا تزعلي
فأمتي في قاعها الموحل
و في وجدانها تسربل الطين
كأنما بأعتاب الخيام المبلل
بالله يا شهد تحفظي سترا
لأقوام كأكوام الفسيخ المزبل
وسوءات النفوس من ضعف
وتشتت كخراج قيح دمل
يا لأهوال الفجاعة تنحني
لسمو قلبك الذاخر المتعقل
اتدركين وبراءة الأطفال لامعة
مدى العينين في بسمة المتأمل
بأنا أمة في العراء مسلوبة
بسلطان جائر بالحذاء مكعبل.
وأنا عديد مقعدون بحرقة
رهنت بلادي قوادة المتسربل
مصفدون بأغلال خذلان الوغى
سيوفنا في الرقاب تبكينا بتذلل
لا الصوت يعلو والكبرياء شاحبة
تهالكت بقض حضيضها المتحامل
سالت دمانا بين اشلاء عزتنا
وتهافت السلطان بالخزي المجلجل
فبتنا تحز بنا الرزايا فلا سقف
لبيتنا المتصدع المتهالك المتنقل
وصارت كانما مهجرة كل بلادنا
إلى الردى الغض الفسيح المتغافل
فإذ خيمة كأنها ستر ومطلبنا
فللقوم عورات بعزائم المتثاقل
بالله يا شهد تستري على عوراتنا
منك السماح ومنا وعد مبتهل
فنحن ألأشد منك حاجة لخيمة
تأوي لنا حلما من عجزه المتبتل
ضمير الكبرياء في شهد معلقة
وأستار كعبتنا في ثغرها المتهلل