يتمسك المضربون عن الطعام ضد الانقلاب على الدستور بتونس، بمواصلة معركة الأمعاء الخاوية، لليوم السادس على التوالي، رغم دعوات إلى رفع إضراب الجوع، بعد نقل المناضل عز الدين الحزقي (75 عاماً) إلى المستشفى، ووضعه تحت المراقبة الصحية.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحزب ائتلاف الكرامة، وعضو مجلس الشعب المضرب عن الطعام، يسري الدالي، في تصريح لـ”العربي الجديد” أن “عزيمة المضربين راسخة وإيمانهم قوي بالقضية العادلة التي يدافعون عنها، وهي مقاومة الانقلاب ونصرة الديمقراطية“، مشدداً على أنه “برغم طلبات رفع الإضراب ورغم تدهور صحة عدد من المناضلين والصعوبات، فإننا مستمرون في إضراب الجوع حتى نحقق الأهداف المعلنة”.
وبيّن أن “معركة الأمعاء الخاوية نجحت إلى حد الآن في جمع المعارضين من كل المشارب السياسية والحقوقية في مقر الإضراب الذي أصبح ملتقى للديمقراطيين”.
وأكد الدالي أنه “لن يرفع الإضراب حتى تتحقق الأهداف في مزيد الحشد للتضييق على الانقلاب ومحاصرته وفضح ممارساته الاستبدادية”، مستدركاً: “صحيح أن إضراب الجوع قد لا يسقط الانقلاب، ولكن نهدف إلى تحفيز أنصار الديمقراطية على مقاومته، فليس بالضرورة أن يكونوا إلى جانبنا في إضراب الجوع، بل على الأقل أن يكونوا إلى جانب الديمقراطية في معركة إسقاط الانقلاب”.
وأضاف: “نهدف إلى أن نحشد ونحفز التونسيين على تظاهرة احتجاجية كبيرة يوم 14 جانفي/ يناير القادم، وسنكشف عن تفاصيل الخطوات النضالية المقبلة في وقتها”.
ولفت إلى أن “هدفنا من الإضراب ليس تعرية الانقلاب عند التونسيين في الداخل فقط، بل أيضاً إلى المنظمات الأممية والمنظمات الحقوقية الدولية التي ننتظر منها مناصرة قضية التونسيين العادلة في استعادة الديمقراطية من خلال إصدار رسائل وبيانات أو القيام بزيارات لمقر الإضراب”.
وتابع الدالي أن “وضع المناضل عز الدين الحزقي يبعث على القلق، خصوصاً بعد الهبوط الذي أصابه وتدهور مؤشراته الصحية، ما اضطر إلى نقله أمس الاثنين إلى المستشفى والاحتفاظ به لإجراء فحوصات معمقة”.
وبين أن “الحزقي الذي يخوض إضراب جوع آخر في تاريخه النضالي الطويل الزاخر في مقاومة الاستبداد زمن بورقيبة وبن علي يضحي بنفسه اليوم من أجل استعادة تونس لديمقراطيتها”.
وعرف إضراب الجوع موجة تضامن ومساندة غير مسبوقة تعززت أكثر بنقل الحزقي إلى المستشفى أمس.
ونشر الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي، غازي الشواشي، تدوينة مساندة للحزقي، متمنياً له السلامة والشفاء العاجل.
وقال رئيس البرلمان التونسي، ورئيس حزب حركة النهضة، راشد الغنوشي، إنّ الحزقي “أحد رجالات تونس… قدمه راسخة في النضال والعطاء ضد الاستبداد… يتعالى عن كل الصغائر، فقط من أجل الوطن”.
واعتبر الغنوشي في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنّ “المناضل عز الدين الحزقي بجسده يخطّ درساً في التضحية والمقاومة”، معرباً عن تضامنه ودعمه له.
ويواصل عدد من النواب والمناضلين والشخصيات السياسية إضراب الجوع، من بينهم الرئيس السابق المنصف المرزوقي، لليوم السادس، في مقر حزب حراك تونس الإرادة بالعاصمة الذي تحول إلى نادٍ حقوقي وملتقىً سياسي يجمع معارضي الانقلاب.