من يوميات الثورة السورية

أحمد العربي

 الثورة السورية والاسلام:

1- عندما قام الربيع السوري ..كان امتدادا للربيع العربي الذي سبقه في تونس ومصر وليبيا واليمن..وكان ردا على الظلم الذي احس به كل او اغلب الناس في بلادنا…ظلم في النفس المهانة .وظلم في عدم العدالة .وظلم في عدم تأمين لقمة العيش وتشردنا في الدنيا بحثا عنها…ظلما بالفساد والمحسوبية وعدم تكافؤ الفرص…ظلم الدولة القمعية والسجن والاعتقال اضافة الى كثير من المنفيين والممنوعين من السفر.. ظلم على كل مستوى وطال كل شيء..

2-لذلك عندما قامت ثورتنا لم تكن ثورة لطائفة السنة ضد العلويين الماسكين بالسلطة و بصفتهم الطائفيه…بل ثورة شعب بكل مكوناته ضد سلطة استخدمت اغلب الطائفة العلوية ضد الشعب السوري

.٣- عندما خرجنا من الجوامع منتصرين لحقّنا بالحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطية..لم نخرج لنبني دولة دينية بل لنبني دولة العدل والحرية…وكان اجتماعنا في بيت الله حيث لا مكان غيره نجتمع به.واقرارا منا لله اننا نتحرك لانسانيتنا واننا وبكل شجاعة نحن مشاريع شهادة ..وكثيرا منا كان شهيدا فعلا

.٤-عندما تعامل النظام مع الثورة بمنطق العنف المطلق…ليعيدنا عبيدا والبلد مزرعته الخاصة..كان لا بد أن نتحول للتجييش والعسكرة في ثورتنا. كان المعين العقائدي الذي نستلهم منه حقنا بالقتال والنصر والشهادة. هو قيمنا الدينية كلها وأهمها الإسلام  والقيم الإنسانية الداعية للحق بالحرية والكرامة والعدالة…لذلك كانت تسميات كتائب الجيش الحر بأسماء الصحابة..فهم رموزنا النفسية. حتى اسماء معاركنا مع النظام متمثلين تاريخنا الذي نعتز به..ولم يكن ذلك طائفيا بل عقائديا يحتضن الوطن وناسه كلهم .لأن انتمائهم هو مجال عيش الإنسان كجماعة وطنية بكل فئاته

.٥- بعد ذلك اشتغل النظام على البعد الطائفي متهما الثورة بالطائفية وان المكون السني يتحرك ضد كل المكونات الأخرى في سوريا، ليحمي نفسه ويكتّل الطائفة العلوية وبقية الطوائف والمكونات المجتمعية ضمن خطاب علني: أن السنة قادمين لكم يضطهدونكم و يعاملوكم معاملة سيئة وليجبر وكم على الإسلام أو تدفعوا الجزية أو يستغلونكم …الخ . فشل النظام في ذلك… الّا أن اغلب اخواننا العلويين للاسف تورطوا بالدم السوري اكثر .لان اغلبهم يدافع عن مصالح ضيقة او كبيرة .فهم عماد نهب الدولة والفساد وركيزة النظام من جيش وأمن ومرتزقة اعتبروا أنفسهم مستهدفون بالثورة، لهذا السبب وليس بصفتهم الطائفية او الدينية. والإسلام يلزمنا (أن لا تزر وازرة وزر أخرى ).وكل فرد مسؤول عن عمله .ولا يحاسب فرد عن آخر .وأن المال والأرواح والأطفال والنساء والكهول وحياة الناس حرام ..وكل من لم يتورط بالدم السوري، هو بحماية الثورة والثوار

. ٦- ما زاد في الالتباس عودة بعض السوريين .ممن جاهد في العراق ضد الامريكان ايام الاحتلال، ومعهم بعض العرب لنصرة الثورة السورية. عادوا يحملون شعارات ومسميات اسلاميه. أغلبهم من القاعدة وداعش، تحولوا لاحقا للعمل ضد الثورة السورية، كما استفاد منهم النظام والغرب ليتهم ثورتنا بالطائفية والإرهاب والعمل للحكم الديني. وحتى يبرّر تقصيره بمساعدة الثورة .ولمصلحة (اسرائيل) بتدمير سوريا وضرب لحمتها الوطنية واعادتها للخلف عشرات السنين. ولنشر الطائفية والاقتتال على أساسها في سوريا وجوارها العراق ولبنان ان امكن. ومنع امتداد الربيع للمشرق العربي

.٧- كل ذلك ونحن نصر على أن ثورتنا هي للحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطية ولكل السوريين. وأن المحتوى العقائدي لدولتنا القادمة هو رهن بالشعب نفسه في دولته المحررة من النظام وعبر الطرق الديمقراطية التي تضمن حق كل مواطن أن يقول ما هي دولته القادمة وشكلها. وليس لأحد كائنا من كان أن يصادر حق الشعب وإرادته

.٨- نحن الان بامس الحاجه للتوحد سياسيا في الائتلاف ومعه وخارجه لنكوّن العقل الواحد واليد الواحدة سياسيا وفي الميدان مع الجيش الحر. مطلوب منا التوافق على الحد الأدنى لمطالب ثورتنا: اسقاط النظام ومحاسبته وتحرير سوريا من حلفاء النظام روسيا وإيران و المرتزقة الطائفيين ومن امريكا داعمة حزب العمال الكردستاني الانفصالي، وبناء دولتنا الديمقراطية العادلة..وبعد ذلك يقرر الشعب  ماذا يريد

 ٩- لن نستبق الأمور أمامنا للمستقبل بعد اسقاط النظام، ضرورة كتابة دستور بتوافق جميع مكونات الشعب السوري.وامامنا صياغة قانون يحكم كل الناس .وانتخابات نيابية تحدد ممثلي الشعب الحقيقيين. وتطهير الجيش وإعادة بنائه وطنيا. وحل الأمن وبناء أمن وطني .وتحول السلطه الفعليه من الرئاسية الى الحكم النيابي. لننتهي من موقع الرئيس (الإله المستبد)…والمرجع دائما الشعب..

أخيرا نحن نفهم اسلامية ثوارنا انها اتكال على الله. والعمل للانتصار لحق الشعب بالحرية والكرامة والعدالة لكل الناس.وان شكل الدولة القادمة مرهونة بالشعب كله، وأهل الاختصاص من ذوي المعرفة العلمية .بجميع شؤون الحياة والدين ايضا. لن نتوه عن أهدافنا حرية وكرامة وعدالة ودولة ديمقراطية. لأجلها نثور وباذن الله ننتصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى