أكد البيان الختامي للجولة 17 من محادثات أستانة حول الملف السوري، على “وحدة وسيادة سورية واستقلالها”، دون ذكر أي جديد على مستوى الملفات الرئيسية، وعلى رأسها ملف المعتقلين.
وجددت الدول الضامنة في البيان الختامي تأكيدها على “استقلال سورية ووحدة وسلامة أراضيها، وعلى مواصلة العمل المشترك لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومسمياته”، إضافة إلى “رفض الأجندات الانفصالية الهادفة إلى تقويض سيادة وسلامة سورية الإقليمية”.
وشدد البيان على رفض استهداف المدنيين والمنشآت، وعلى ضرورة محاربة تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”. كما أكدت الدول الضامنة في بيانها على “رفض الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب” المفروضة على النظام السوري، مشددة على “ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية لجميع السوريين دون تمييز وتسييس وشروطٍ مسبقة”.
وقال الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان، إن “هذه الجولة لم تأت بجديد، وكانت جولة سياسية، ولم تكن لنقاش الواقع الميداني المستقر أصلا في الوقت الحالي، رغم أن هناك الكثير من التفاصيل الخلافية في خارطة الواقع”.
وأشار الباحث، لـ”العربي الجديد”، إلى أن “أبرز هذه الخلافات بين تركيا وروسيا”، مؤكدًا أن “هذه الخلافات تتعلق بالدرجة الأولى بجنوب إدلب وشرق الفرات”.
وأوضح علوان، وهو قيادي سابق في فصائل المعارضة، أن “أهم ما حصل في لقاء أستانة الحالي هو محاولة إعادة إحياء مسار اللجنة الدستورية، وإصرار روسيا على المزيد من جولاتها مع إنكارها مسؤولية النظام عن التعطيل والعرقلة”، فيما رجح عقد جولة جديدة في النصف الأول من الشهر المقبل.
وكان بيان الجولة الأخيرة من محادثات أستانة قد دعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية إلى “تعزيز المساعدة في عملية إعادة إعمار البنى التحتية بسورية”.
من جانبه، عبر وفد المعارضة إلى أستانة عن أمله في “الوصول لانتقال سياسي يعيد للشعب السوري حريته وكرامته”. وقال رئيس الوفد أحمد طعمة، في بيان: “لم تعرض علينا الأمم المتحدة مشروعا إيجابيا يصب في مصلحة الشعب، إلا وناقشناه”.
وأكد طعمة أنهم بذلوا “كل الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي ينقذ الشعب السوري”، مضيفا أن “النظام يريد أن تكون المساعدات عبر الخطوط وليس عبر الحدود”، مشيرًا إلى أن “النظام حول الشعب السوري إلى شعب يطلب المساعدات بكل أنواعها”.
وحول ملف المعتقلين، قال وفد المعارضة إن “النظام يعرقل ملف المعتقلين ويحتجزهم رهائن عنده كي لا يتقدم أي خطوة بالحل السياسي”، مؤكدًا أن “المعتقلين والمفقودين والمغيبين قسرياً أمانة في رقابنا”، فيما اتهم روسيا وإيران بتزويد النظام السوري بقذائف كراسنوبول الموجهة بالليزر لقصف الشعب السوري.
وفي السياق، قال الباحث وائل علوان، لـ”العربي الجديد”، إن البيان الختامي أشار إلى ملف المعتقلين عن طريق الحديث عن تبادل الأسرى فقط، مؤكدًا أن هذا “الملف معقد جدا ومحرج بشكل كبير للنظام وروسيا؛ لذلك يحاول النظام عدم الخوض فيه، لأنه ملف يدين النظام إدانة كبرى في ملف الجرائم”.
وبدأت جولة أستانة 17، أمس الثلاثاء، في العاصمة الكازاخية نور سلطان، بحضور وفدي النظام والمعارضة، وحضور وفود الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران، إضافة لوفد الأمم المتحدة ووفود لدول تشارك في المحادثات بصفة مراقب.
المصدر: العربي الجديد