قراءة وتحليل في كتاب: مذكّرات من زمن الثورة  – الجزء الأول  

أحمد العربي

اولا: تعريف عام بالشيخ.

الشيخ سارية عبد الكريم الرفاعي هو سليل عائلة علماء، ابن المرحوم العلّامة الشيخ عبد الكريم الرفاعي من علماء الشام الأفاضل، ولد عام ١٩٤٨، نشأ في منزل علم شرعي  ودعوة إسلامية، تابع دراسته الشرعية في القاهرة وحصل على الماجستير في التفسير من جامعة الأزهر بالقاهرة عام ١٩٧٥م. ثم عاد الى دمشق حيث كانت سورية تمرّ في مرحلة صراع صعب بين النظام المستبد من جهة والطليعة المقاتلة الاسلامية والاخوان المسلمين والقوى الوطنية الديمقراطية وقوى المجتمع المدني النقابات وغيرها من طرف آخر. ادى لأن يستبيح النظام دماء السوريين ويدمر بعض مدنهم في ثمانينات القرن الماضي، خاصة في حماة وحلب وجسر الشغور وغيرها، كما اعتقل وصفى أغلب القوى التي واجهته بالسلاح أو بالكلمة.

في ذلك الوقت لم يكن لأي داعية أو عالم دين إسلامي اي خيار إما أن يكون مع النظام ضد الشعب وحركته ومطالبه، أو أن يُحسب على الاسلاميين المناوئين للنظام ويتم قتلهم او سجنهم، لذلك غادر الكثير من هؤلاء العلماء سورية الى بلاد اخرى لكي لا يقع ضحية النظام أو يكن شريكه بالظلم والقتل عبر تبرير افعاله او الصمت عنه. لذلك كان خيار الشيخ سارية أن يغادر إلى السعودية عام ١٩٨١م. حيث اقام وعمل ودرّس بها.

وبعد أن استتب الوضع للأسد الأب ونظامه المستبد في مطلع تسعينات القرن الماضي، سمح بعودة الكثير من العلماء الى سورية، حيث كان يحتاج الى شكل من أشكال الحضور الإسلامي يخفف احتقان الواقع ويملأ الفراغ الذي حصل عبر صراعه مع الإسلاميين الحركيين. عاد الشيخ سارية وغيره إلى سورية عام ١٩٩٣م. وكان لسان حالهم يقول ان الساحة الاسلامية يجب ان لا تبقى خالية لرجال دين الحاكم وفقهائه المبررين ظلمه وأفعاله. كما يجب أن يستمر نشر العلم الشرعي والدعوة الإسلامية في الجيل الجديد في سورية مدنها وحواضرها، مع الحرص على أن تكون هناك مسافة محسوبة مع النظام بحيث لا يستعدونه ولا يصبحون من خدّامه في معادلة توازن صعبة. وهذا ديدن التيار العام لرجال الدين والدعاة المسلمين عبر عقود مع انظمة مستبدة ظالمة، ضمن فكرة انهم يحمون الإسلام ويبنون أجيالا مسلمة تكون للحق والخير والايمان اقرب.

استقر الشيخ سارية في جامع زيد بن ثابت في دمشق يدّرس و يؤم ويخطب و يرشد أعداد كبيرة من المريدين و المتابعين له ولعلمه. غير ذلك كان الشيخ سارية مع آخرين يعملون على الصعيد الاجتماعي في الإغاثة والخدمة المجتمعية، حيث أسس مشروع حفظ النعمة الخيري الذي أصبح يخدم الكثير من العوائل الفقيرة في كثير من حوائجها من مأكل وملبس وحوائج اخرى.

 

ثانيا: الشيخ سارية والثورة السورية.

حصل الربيع العربي في تونس ثم انتقل إلى مصر بدايات عام ٢٠١١م، وكانت نتائجه صادمة للانظمة العربية حيث حصل هذا السقوط السريع امام ملايين الناس المظلومين من الشعوب العربية الذين خرجوا مطالبين بالحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية والحياة الأفضل. وهنا بدأ النظام السوري بقيادات اجهزته الامنية بالبحث والتقصي و استمزاج الآراء حول إمكانية حصول ربيع سوري؟ . لذلك التقوا برجال الدين ومنهم الشيخ سارية الذي كان رأيه صادما لهم، حيث اخبرهم ان الشعب السوري سيخرج مثله مثل بقية الشعوب العربية، لمواجهة المظالم والاستبداد والفساد في سورية. وفعلا سرعان ما قامت ثورة الشعب السوري في منتصف آذار ٢٠١١م، وكان فتيلها اطفال درعا وكتاباتهم على حيطان مدارسهم ضد النظام، واعتقالهم وتعذيبهم وقتل بعضهم، والاستهتار بأهاليهم واهانتهم مما جعل ذلك مبررا لاندلاع الثورة في درعا وامتدادها إلى كل سورية بعد ذلك.

حاول النظام عبر اجهزته الامنية ان يقمع التظاهر وأن يستثمر رجال الدين الذين يتمتعون بمصداقية عند الشعب ومنهم الشيخ البوطي والشيخ سارية وآخرين، وكان يستدعيهم ويلتقي بهم ويطالبهم بدعوة المتظاهرين للكف عن التظاهر وأن هناك طرق شرعية يمكن أن يحققوا بها مطالبهم من النظام. كان الشيخ سارية يدرك اجرام النظام واستعداده أن يحرق البلد ليبقى الاسد، لذلك كان رأيه ان التظاهر سيعطي فرصة للنظام لكي يستعمل العنف المسلح ويقتل المتظاهرين وهذا سيدفع المتظاهرين السلميين لاستعمال العنف المسلح ضد النظام، وذلك سيقدم مبررا للنظام لكي يقتل ويعتقل المتظاهرين وان يدمر البلد بعد ذلك. وهذا ما حصل. لذلك كان طبيعيا أن يقول الشيخ سارية من منبره في جامع زيد بن ثابت أن التظاهر حرام، كما انه قال ان ما حصل مؤامرة ضد سورية، وذلك لانه يدرك ان جميع القوى الدولية الداعمة للنظام أو التي تظهر انها مع الشعب السوري، كلهم لا يريدون الخير لسورية وانهم شاركوا جميعا بالمصاب الجلل على السوريين، تدمير سورية استشهاد ما يزيد عن المليون منهم هذا غير مئات آلاف المعتقلين والمصابين والمعاقين، وملايين المشردين داخل سورية وخارجها. لذلك كان يتناغم مع أطروحات النظام لتهدئة المتظاهرين لمعرفته ما سيفعله النظام لاحقا.

 

ثالثا: الثورة السورية ودور الشيخ مع غيره من العلماء.

مع تحول الحراك الثوري السوري والتظاهر في اشهره الاولى الى ظاهرة تعم سورية كلها تقريبا. كان النظام مازال يعتقد بأنه يستطيع أن يوقفها واعتمد لذلك مسارات متعددة لسياساته. فمن جهة بدأ باستعمال العنف المسلح وانزل الشبيحة ورجال الامن وبدأ بقتل المتظاهرين. كما بدأ حملة اعتقالات شرسة للناشطين واخرج السجناء الاسلاميين المنتسبين للقاعدة او غيرها من المجموعات الجهادية، ليبدأوا بتشكيل جماعات اسلامية جهادية تواجه النظام بالعنف المسلح و تجد من يدعمها من الخارج، كل لاسبابه. كما عمل النظام على تجييش الطائفة العلوية وأنهم مستهدفون. مع ادراك ان قيادات البنية  الامنية والعسكرية للنظام وحتى كثير من الجنود المتطوعين منهم. كما بدأ يتكلم عن الجماعات الإرهابية المسلحة التي تخترق المظاهرات وتقتل المتظاهرين. كما عمل النظام على خلق مسار آخر يدعي من خلاله انه يريد ان يقوم بإصلاحات اجتماعية وخدمية وحتى سياسية. في هذا السياق حصل لقاء قيادات امنية وحتى رأس النظام نفسه مع كثير من الفاعلين مجتمعيا ومنهم رجال الدين المؤثرين مجتمعيا أمثال الشيخ سارية، حيث كان الشيخ صوتا حرا ناقدا صادقا يقول كلمة الحق في وجه سلطان جائر. لم يحضر مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في فندق صحارى برعاية فاروق الشرع لمعرفته أنه ليس الّا ترويجا إعلاميا للنظام. وأن المسار الأمني العنفي أصبح هو السائد عند النظام وداعميه وعلى رأسهم ايران و حزب الله والمرتزقة الطائفيين. كما حاول النظام أن يستميل الشيخ بالسماح له ببناء حزب إسلامي في سورية ويكون له دور مستقبلي، وذلك ضمن خلفية استثمار شعبية الشيخ وأمثاله من الدعاة للتأثير على الحراك الشعبي وايقافه. لكنه لم يستجب لذلك لوعي منه، و لكونه ألزم نفسه بالدعوة الدينية، والاهتمام بعمل الخير والدفاع عن حقوق عموم الناس، واصرّ على الابتعاد عن السياسة وصراعاتها.

 

رابعا:الشيخ سارية والمشايخ الآخرين في قلب الثورة.

انتقل الشيخ سارية وآخرين للتحدث العلني في منابر الجوامع التي يؤمها ضد افعال النظام العنيفة و مظالمه التي تزايدت. وبدأت الاجهزة الامنية تطالبه بعدم التحدث، كما التقى رأس النظام به وغيره من الدعاة والمشايخ حيث اتهمه رأس النظام شخصيل بالتحريض ضد الجيش والأمن، فأجاب الشيخ بل الجيش والأمن من يقتل الناس دون وجه حق. وانتقل الشيخ للعمل جماعيا مع كبار الدعاة والمشايخ في دمشق وباقي سورية، حيث أنزل بيانا مع الشيخ كريم راجح في آب ٢٠١١م، مطالبا الجنود والضباط بعدم إطلاق النار على المتظاهرين. ووقع عليه غيرهما المشايخ أسامة عبد الكريم الرفاعي ومحمد راتب النابلسي و هشام البرهاني و معاذ الخطيب. وكان رد النظام قاس عليهم. كما انزلوا بيانا آخر ضد افعال النظام، ساهم الشيخ البوطي في تخفيف لهجته.

كما التقت اغلب القيادات الامنية للنظام  بالشيخ  وغيره من المشايخ الذين لم يصمتوا عن أفعال النظام، وحثّوهم على تخفيف لهجتهم ضد النظام وأفعاله، لكنهم لم يستجيبوا. فما كان من النظام الا ان اوقفهم عن الخطابة، وبعد ذلك استهدف أقرباء الشيخ سارية حيث قتل بعضهم ومنهم ابن اخته. ثم أرسل الامن له خبرا انه مستهدف من الجماعات الإرهابية؟!!. فهم منها أنه مستهدف من النظام. لذلك قرر مغادرة سورية، خاصة أنه منع من الخطابة ولم يعد يستطيع مساعدة الثائرين بأي شيء وهو معزول في بيته. فغادر سورية إلى مصر، كان ذلك في الشهر الثالث من عام ٢٠١٢م.

كما يجب أن  نوضّح معرفة الشيخ سارية بالمباشر عمل النظام لدعم العمل المسلح ضده، وان الاجهزة الامنية عرضت عليه تشكيل فصيل مسلح يتبع له وأن النظام يقدم له المال والسلاح…؟ !!، كل ذلك ليقدم النظام لنفسه المبرر لفعل ما فعل بسورية وشعبها، تحت دعوى محاربة الإرهاب والجماعات المسلحة…

 

خامسا: الشيخ سارية و موقفه من الشيخ البوطي.

لقد تحدث الشيخ سارية عن تصنيف مواقف المشايخ من الثورة السورية حيث كان البعض معها قلبا وقالبا و نموذجهم الشيخ سارية وآخرين في كل سورية. وهناك البعض كان موقفه معارض ضمنا وصامت في واقع حاله، تقية وخوفا من بطش النظام. والبعض كانوا من أنصار النظام، انتهازيين يدافعون عن مصالحهم و مكتسباتهم مع النظام، يخونون الشعب والاسلام الذين يدعون تمثيله ويعصون الله سبحانه وتعالى .

نتحدث عن موقف الشيخ سارية من الشيخ البوطي، فهو يجلّ علمه ويقدر دوره الدعوي، ولكن يظهر الاختلاف معه حول النظام السوري في عهد الأب والابن، فقد أشاع البوطي أن الأسد الأب قد انتقل إلى المذهب السني وأخبر البوطي بذلك لكنه تركه سرا لكي لا يؤثر على الدولة السورية؟ !. وأن  باسل الأسد كان يقيم الليل؟ !. وأنه احب الاسد الاب كثيرا لذلك بكى في جنازته … الخ.

لقد كان الشيخ سارية رقيقا مع البوطي ومتسامحا معه. ويُظهر و كأن البوطي كان داعية كبيرا وله أنصار ومتابعين وانه مهم للدعوة الاسلامية، وأنه كان حريصا على دوره، وان موقفه من النظام كان عن قناعة ومصدقا لما يدعيه النظام. وقد اصرّ الشيخ سارية كثيرا على عدم تناول دور الشيخ البوطي بالسوء؟ !. لنقل أن ذلك من حُسن أخلاق الشيخ عافاه الله. لكن ونحن نكتب عن البوطي هنا انما نضع نصب أعيننا أننا مطالبون بقول كلمة الحق، فنحن مسؤولون امام شعبنا وامام الله في يوم الحق الاكبر.

لقد كان البوطي نموذجا عمّا يسمّى فقهاء السلطان، المشايخ الذين يأكلون خبزهم من التزامهم بسياسات النظام وتوجيهاته في كل مناشطهم في المساجد والخطابة وحتى تورط بعضهم بأن يكون مخبرين صغارا لدى الاجهزة الامنية، لقد ظهر الكثير من ذلك قبل الثورة وبعدها. والبوطي وان اراد ان يظهر مصداقية بمواقفه أنه لا يعبر الا عن قناعته، وهذا حقه، لكننا لا يمكن إلا أن نحيل مواقفه الى منعكساتها على الواقع السوري وعلى الناس وإلى أي مدى خدمت الشعب أو النظام، لن نتوسع؛ لقد التحم البوطي مع سياسات النظام السوري منذ السبعينيات من القرن الماضي، فقد خرج بفتواه الشهيرة ضد الاخوان المسلمين وتحركهم ضد النظام السوري وسماهم “خوان المسلمين”، وبغض النظر عن موقفنا النقدي من الإخوان وقتها، لكن ذلك قدم مبررا للنظام حتى يهدر دمهم ودم كل المعارضين وقتها، وكذلك الحال في ثورتنا عام ٢٠١١م. حيث أخذ ذات الموقف ودعم النظام بكل أفعاله الظالمة والعنيفة والقاتلة للشعب السوري، واستمر حتى مقتل البوطي الملتبس. لن يعذر البوطي علمه وفقه الكبير المُدّعى، فهذا يحمله المسؤولية أكثر، لن اضيف اكثر عن موقفه من الثورة وعدم الانتماء للشعب وتضحياته ودماء الشهداء، لذلك لن نصمت عن البوطي وأمثاله من خدّام النظام و مبرري قمعه  وقتله للشعب السوري، مع فهم وتفهّم رأي الشيخ سارية و موقفه.

 

سادسا: إطلالة على الموقف الوطني و السياسي العام للشيخ سارية.

 

لابد من التنويه برأي الشيخ سارية بأن الموقف الدولي عموما كان ضد الشعوب العربية  ومطالبها بالحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية، وان الغرب عموما وحتى ايران وروسيا كانوا يتوافقون على دعم الانظمة الاستبدادية العربية لدعم مكاسبهم ومصالحهم في بلادنا العربية وأن ذلك حصل منذ قرون وأنه تجذر منذ عقود وخاصة بعد نشوء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين وطرد شعبها.

لذلك يرى الشيخ سارية أن الموقف الدولي الصامت عن النظام وفعله بحق الشعب السوري كان مفهوما، وكان يتوقع الأسوأ دائما. وان هذه الكوارث التي حاقت بالشعب السوري كانت مطلوبة بذاتها، وكان النظام عن علم أو غباء اداة فيها. وهذا رأي صحيح بنظرنا. حيث مسار الحدث السوري أثبت ذلك وقبله واقع فلسطين والعراق سابقا وللآن وكذلك اليمن وليبيا وحتى اعادة سيطرة العسكر على الحكم في مصر.. الخ.

 

سابعا: الشيخ سارية وعودته لممارسة دوره الدعوي والإغاثي والإنساني بعد الخروج من سورية.

 

كان الشيخ سارية قد انشأ في سورية مؤسسة زيد بن ثابت الخيرية، وكذلك مشروع حفظ النعمة، كان يؤمن بالعمل المؤسسي المنظم المضبوط والموثق. وبهذا الشكل كان يقدم الدعم لكثير من العائلات الفقيرة ويقوم بدور مجتمعي معهم. وكان يتلقى الدعم من اهل الخير والتجار الذين يجدون به النموذج الأمين والصادق الذي يصرف زكاتهم وصدقاتهم في مجال الخير على احسن حال.

وعندما خرج الشيخ سارية من سورية عام ٢٠١٢م توجه إلى مصر التي كانت قد بدأت تستقبل السوريين الهاربين من ويلات النظام. وأسس فرعا لمؤسسة زيد بن ثابت هناك وبدأ حملة دعم اغاثية للسوريين وحتى بعض المصريين هناك، كما شجع على إنشاء الأعمال وخلق بنية اقتصادية إنتاجية لصالح السوريين. لكنه لم يستمر هناك طويلا حيث أدى الانقلاب على الرئيس مرسي الى التضييق على السوريين عموما، انتقل على أثرها إلى محطته الاخيرة في اسطنبول التركية. حيث كان له فيها مناشط عديدة مع كثير من العلماء السوريين. كما انشأ فرعا لمؤسسة زيد بن ثابت الخيرية للقيام بأدوارها الاغاثية والانسانية.

كما اعاد احياء رابطة علماء الشام مع آخرين، المتوقفة عن العمل منذ انقلاب البعث في ستينات القرن الماضي. وبعد ذلك تم تأسيس المجلس الإسلامي السوري عام ٢٠١٤م. كما كان دائم الحضور في كل مناشط السياسية الدولية المتحدثة عن الشعب السوري وحقوقه المهدورة، رغم إدراكه كون الدول غير عازمة على مساعدة الشعب السوري بشكل جدي، التقى بالامريكان وغيرهم وقال ماعنده.

كما كان له رحلة إلى أمريكا تحدث فيها مع المسؤولين هناك عن واقع السوريين لكنها لم تكن تؤثر لأن السياسات الأمريكية كانت معلنة وممارسة منذ بدء الثورة السورية، حيث تُرك النظام يعيث فسادا في سورية وشعبها. كما كان لرحلته إلى أمريكا هدفا علاجيا حيث كان أصيب الشيخ سارية بجلطة دماغية أدّت لشلل نصفي، ساعده السوريين في أمريكا طبيا، لقد احتضنوه وقدموا له كل المطلوب علاجا ومعاملة تحترم علمه ودوره في الثورة السورية، كما أنه كان يلتقي بهم ويتحدث حول الثورة والشعب ويقول لهم ما عنده. سواء في المحافل الدولية أو مع الامريكان او الجاليات العربية والإسلامية.

هنا ينتهي الجزء الأول من مذكرات الشيخ سارية عبد الكريم الرفاعي عافاه الله.

 

أخيرا: لا نستطيع الا ان نكون معتزين بنموذج الشيخ سارية وأمثاله من الدعاة السوريين الذين وقفوا على جبهة مواجهة النظام منتمين للشعب وحقوقه وفي صف الثورة السورية، ضد النظام في كل المراحل، ومع تفهم أننا لسنا متطابقين مع مواقفه ومواقف كل من عمل لمصلحة الشعب والثورة. لكن يكفيه فخرا انه لم يأل جهدا في مساندة الشعب ومطالبه، وأنه عمل كل الوقت ليخدم الشعب قدر امكانياته. سواء بمواجهة النظام او في جبهة التعامل مع الفاعلين في الملف السوري دوليا. أو جبهة الاغاثة والمساعدة للشعب السوري قبل الثورة وبعدها، حيث هم في الداخل السوري المحرر و بلاد اللجوء والاغتراب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى