يعاني السوريون في مناطق سيطرة النظام، من شح المواد الطبية وغلائها في ظل انتشار واسع لفيروس كورونا، وسط حالة الإنكار المستمرة لدى النظام حول عدد الإصابات في مناطق سيطرته، والإعلان فقط عن حالات الشفاء.
وذكر مراسل حلب اليوم أن محافظة حمص سجّلت، السبت، وفاة تسعة مدنيين بعد تعرضهم للإصابة بفيروس كورونا مع استمرار إدارة المستشفيات الحكومية بالامتناع عن استقبال المرضى بحجّة عدم توفر شواغر للمصابين ضمن أروقتها.
من جهته قال “أبو محمد” المقيم في مدينة حمص، لـ حلب اليوم: إنه فقد ابنه البالغ من العمر 15 عاماً بسبب فيروس كورونا، وتابع أبو محمد بقوله “انتظرنا سيارة الإسعاف لنقل ابني إلى المشفى أكثر من ساعتين لكنها لم تأتي، وعندما ساءت حالة ابني بشكل كبير، اضطررنا إلى الذهاب بسيارة أجرة، لكن المشافي رفضت استقبالنا، بحجة عدم وجود سرير شاغر في العناية المشددة المخصصة لمرضى كورونا، ما أدى إلى وفاته بين يدي وأنا أبحث عن مشفى لاستقباله.
لا يبدو الحال في العاصمة دمشق أفضل من غيرها من المحفاظات، الطبيب أحمد العامل في أحد مشافي دمشق، قال في تصريح خاص لحلب اليوم: “أصدر النظام تعميماً لجميع المشافي بتسجيل أغلب الحالات التي تشخص بفيروس كورونا، على أنها التهاب ذات الرئة أو كريب حاد، والاكتفاء بتسجيل عدد معين من الإصابات بكورونا، وخاصة الوفيات”.
ويؤكد الطبيب أن مشافي دمشق ممتلئة بمرضى كورونا، مع العلم أن الكثير من حالات الإصابة الخفيفة، لا يذهبون للمشفى ويكتفون بالمسكنات و الفيتامينات.
لماذا يتكتم النظام على الأعداد الحقيقية للمصابين؟
يؤكد أحمد مظهر سعدو، الكاتب والصحفي السوري، في حديث خاص لحلب اليوم، أن “هذا النظام القمعي الذي كانت سياسته ومازالت كم الأفواه على مدى وجوده منذ أن خطف السلطة حافظ الأسد الأب، ثم تابع من بعده الوريث غير الشرعي بشار الأسد، فكان النظام الوحيد في العالم الذي يخفي جائحة كورونا واعلامه يكذب حتى في درجات الحرارة”.
وأضاف “سعدو”: “النظام يخفي أعداد المصابين بكورونا، ليغطي على إهماله وإدارته السيئة للمسألة الصحية برمتها، ويتابع ذلك من منطلق التعمية على كل ما يمكن أن يعكر صفو تجلياته، التي اعتمدت على بيع سيادة الوطن على قارعة الطريق، بينما يصر على إعلان حالات تم شفاءها على أنها منجز يضاف إلى منجزاته المتراكمة”.
هل يمكن تصنيع اللقاح في سوريا؟
“أيمن خسرف” مؤسس مجموعة داويين للصحة الرقمية، أكد أنه لا يمكن تصنيع اللقاح الروسي في سوريا، مشيراً إلى أن العملية عبارة عن تعبئة وتغليف فقط، مع النظر إلى أن اللقاح الروسي غير معتمد من منظمة الصحة العالمية.
وأضاف “خسرف” أن عدم اعتماد اللقاح الروسي من منظمة الصحة العالمية لا يعني أنه مضر، لكن آلية تصنيعه المفترضة هي ما تثير القلق، في ظل عدم وجود أدوات وأجهزة مراقبة عالية، حيث أن اللقاح بشكل عام يتطلب بعد التصنيع مراقبة تخزينه بشروط صحية ملائمة، وهذا غير متوفر في سوريا.
وحول المساعي الروسية لإنتاج اللقاح في سوريا، يقول “سعدو” إن “روسيا المستغرقة في محرقتها ضد الشعب السوري، والمتفاخرة بأنها اختبرت كافة أسلحتها ضد السوريين، وجعلت البلاد حقل تجارب على امتداد الجغرافيا السورية، تتبع اليوم نفس السياسة التي تسعى فيها لتجريب أدويتها ولقاحاتها غير الموثوقة على السوريين”.
المصدر: موقع حلب اليوم