كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير لها، عن خيارات محدودة تفـ.ـرضها الميليشيات الإيرانية على السكان المحليين في مناطق سيطـ.ـرتها في سوريا.
وذكرت الصحيفة في تقريرها، أن الميليـ.ـشيات العراقية والأفغانية الموالية لإيران بعد أن فـ.ـرضت سيطرتها على مدينة تدمر ومنطقة السخنة شرقي حمص بدأت تضيـ.ـيق على السكان الأصليين، وتضعهم أم خيارات “الولاء أو المغادرة”.
ونقلت الصحيفة عن عدد من الأشخاص وصلوا إلى شمالي سوريا مؤخراً، قادمين من مدينة تدمر شرقي حمص، حجـ.ـم الانتهـ.ـاكات والممـ.ـارسات المرتـ.ـكبة بحق من تبقى من أهالي المدينة، بعد سيطـ.ـرة الميليـ.ـشيات الإيرانية عليها منذ 3 سنوات.
كاشفين أنه لم يتبقى أمام العوائل التدمرية الأصيلة التي مازالت تعيش في المدينة، ويبلغ تعدادها نحو 400 عائلة، سبل للعيش فيها.
حيث تجبـ.ـرهم الميليشيات، إما على اعتناق المذهب الشيعي وإما عمل أبنائها مجبـ.ـرين لدى الميليـ.ـشيات الإيرانية في بناء المقـ.ـار العسكـ.ـرية وحـ.ـراستها ليلاً، وإما العمل في الحفريات بوسائل بسيطة للبحث عن اللقى الأثرية لصالح الميليـ.ـشيات.
مؤكدين للصحيفة، أن هذه هي الضمانة الوحيدة التي تؤمـ.ـن استمرار الإقامة والعيش لعائلات مدينة تدمر، في البادية السورية.
وأشاروا إلى أن أهالي تدمر ومنطقة السخنة يعـ.ـانون منذ العام 2016 عندما سيـ.ـطر تنظيم “داعـ.ـش” من شتى أنواع القـ.ـهر والتشـ.ـرد والنـ.ـزوح، بعد مقـ.ـتل الكثير من أبناء المنطقة.
وعقب سيطـ.ـرة الميليـ.ـشيات الموالية لإيران، على المنطقة، تم الدخول في نفق آخر من المعـ.ـاناة، حيث مـ.ـارست أشـ.ـد أنواع التضيـ.ـيق والخناق على المواطنين، وعملت على تجـ.ـنيد الشباب في صفوفها.
كما أقدمت الميليـ.ـشيات بحسب مصادر الصحيفة على التحـ.ـكم بموارد العيش والعمل، فضلاً عن توطين أكثر من 80 عائلة عراقية ومثلها إيرانية وأفغانية في أحياء مدينة تدمر ومنطقة السخنة.
الأمر الذي حول الحياة داخل المدينة إلى جحـ.ـيم، ودفع عدداً كبيراً من أبنائها إلى النـ.ـزوح مرة جديدة إلى مناطق الرقة ودير الزور، وعائلات أخرى ميسورة الحال لـ.ـجأت إلى مناطق المعـ.ـارضة شمال حلب.
أهداف تسعى إليها الميليـ.ـشيات
ووفقاً للمصادر، تسـ.ـعى الميليـ.ـشيات لترسيخ نفوذها وضـ.ـمان سيطـ.ـرتها على المنطقة والقيام بعمليـ.ـة تغيير ديموغرافي وتغيير تركيبة السكان الأصلية.
ذلك من خلال سيطـ.ـرتها على مئات المنازل في تدمر والسخنة، والاستيـ.ـلاء على مساحات كبيرة من الأراضي، واحتـ.ـلال عشرات المزارع المحيطة بمطار تدمر.
كما تقوم الميليـ.ـشيات بإنشاء مراكز تأهيل وثقافة “فارسية” للنساء والأطفال، تشرف عليها شخصيات عراقية، بحسب المصادر.
ولفتت المصادر إلى أن تعداد مدينة تدمر قبيل انـ.ـدلاع الثورة السورية عام 2011 كان نحو 78 ألف نسمة، بينما اليوم لا يتجـ.ـاوز عدد سكانها الأصليين 8 آلاف شخص.
موضحة أن من تبقى من سكان تدمر، مهجـ.ـر ونـ.ـازح في مخيم الركبان ومناطق الجزيرة السورية “الرقة ودير الزور” وعائلات في مناطق الشمال السوري ودول الجوار.
تنـ.ـافس خفي
الصحيفة نقلت عن ناشط من مدينة تدمر قوله، إن هناك تنـ.ـافساً خـ.ـفياً بين إيران وروسيا حول السيطـ.ـرة على بادية حمص التي تضم منطقة تدمر والسخنة، وصولاً إلى مناطق دير الزور والرقة شمال شرقي سوريا.
موضحاً أن إيران تحاول إكـ.ـساب المنطقة الطابع الشيعي من خلال تجـ.ـنيد الشباب الفقـ.ـير في صفوف ميليـ.ـشياتها، مقابل رواتب شهرية تصل إلى 80 دولاراً أميركياً شهرياً، مستـ.ـغلة بذلك الفـ.ـقر والعوز اللذين يعـ.ـاني منهما سكان المنطقة.
ويضيف الناشط أن أكثر من 40 شاباً مجـ.ـندين في صفوف الميليـ.ـشيات الإيرانية قتـ.ـلوا، من منطقة تدمر والسخنة خلال العام الجاري، بعدد من الهـ.ـجمات التي نفـ.ـذتها “داعش” واستهـ.ـدفت مواقع ومقار عسكـ.ـرية تابعة للميليـ.ـشيات الإيرانية.
وحـ.ـذر الناشط من خطـ.ـورة الوضع الإنساني الذي يعيشه ما تبقى من سكان بادية حمص بما فيها مدينة تدمر من عملية التغـ.ـيير الديمغرافي، التي تقوم بها ميليـ.ـشيا “الحـ.ـرس الثوري” الإيراني.
حيث تقوم الميليـ.ـشيا بجلب أسر وعوائل عناصر ميليـ.ـشيات “فاطميون” الأفغانية و”النجباء” العراقية، وتوطينها في المنطقة.
كما تجبر الميليـ.ـشيا السكان الأصليين على بيع منازلهم بأسعار زهيدة للمتنـ.ـفذين في الميليـ.ـشيات، فضلاً عن حـ.ـرقها وتخريـ.ـبها لبساتين البلح والتمر المحيطة بالمدينة.
المصدر: الشرق الأوسط/ مدونة هادي العبد الله