الشراع تحاور المناضل القومي العربي عبد القادر غوقة

  • الجزء الاول 1

ألقاب عديدة يحملها عبد القادر غوقة، الإداري والمحافظ والوزير الاتحادي والسفير….

لكن الاحب الى قلبه ومن يعرفه وهم كثر من المحيط الى الخليج قبل ثورة الفاتح وخلالها وبعدها هو المناضل العروبي الناصري عبد القادر غوقة.

  • من هذا المناضل الذي ابتدأت معرفتنا به مع مطلع سبعينات القرن الماضي اثناء عمله كسفير الجماهيريه العربية الليبية في لبنان، سنقرأ بعض صفجات كتابه النضالي الذي كان فيه حاملا لرأي الحر حاميا للرأي الآخر، لتقف عند محطات مختلفة في سيرته تاركيين له اعداد مذكراته الشاملة التي ستكون حتما إضافة نوعية عربية ليبية لبنانية مصرية جامعة.

حوارنا مع عبد القادر غوقة عبر الهاتف من بيروت الى بني غازي حيث يستقر الآن بين أولاده وأحفاده وقد سمح لنا بالحديث عن محطات مختلفة. ننشرها تباعا”.

المحطة الأولى في شرق ليبيا حيث كان متوليا منصب مراقب عام في وزارة العمل في المحافظات الشرقية.
وكان الصديق الكبير عبد الوهاب الزنتاني محافظا لبني غازي وقد شهدت هذه المرحلة مجيْ جمال عبد الناصر الى ليبيا بعد قيام ثورة الفاتح سبتمبر 1969…. حيث يقول غوقة.

  • 1-    عبد الناصر في ليبيا  

اعددنا العدة كشباب ناصري متحمس لإستقبال بطلنا جمال عبد الناصر في ليبيا. وكان جمال يعتبر ان الثورة الليبية شكلت دفعا للعمل القومي الثوري الذي كان تعرض لهزيمة عسكرية خطيرة خلال عدوان إسرائيل يوم 5 يونيو 1967. وكنا نعلق أمالا على قيام عمل سريع بين ليبيا والجمهوريه العربية المتحدة للتعجيل بالحرب ضد العدو الصهيوني لاستعادة الأراضي المحتلة.

كنت في بني غازي ،عندما جاء جمال عبد الناصر الى ليبيا يوم 24/12/1969 وكنت قائد كشافة برقة وقد قابلته في قصر ولي العهد في بني غازي … ولا بد من الوقوف هنا عند ما حصل مع وصول جمال الى بني غازي وقد صدمنا انا واخي عبد الوهاب وكان محافظاً لبني غازي عندما توجهنا سوية الى المطار بعد ان استنزفنا الاعداد الضخم لاستقبال القائد لنجد ان الطرقات كانت خالية لعدة كلمترات قبل المطار وتساءل كل منا بينه وبين نفسه كما تساءلنا كلاماً:

  • اين هي الناس ؟
  • اين جماهير عبد الناصر ؟

يا لخجل كل منا ان يصل جمال بطل العروبة الى مدينة عبد الناصر ليجدها خاليةً !!

دقائق قليلة في غياهب التشاؤم والاحباط مرت في طريقنا الى المطار لنرقب عن بعد ان هناك سداً بشرياً يواجهنا كأنه فيضان بشري تندفع مياهه شلالات يسد ضجيجها الاسماع ويحجب تكدسها الرؤى…

انها جماهير بني غازي والمدن والقرى حولها وبعدها زحفت قبلنا في شوق الحبيب ينتظر معشوقه بطله جمال ليستقبله كما لم يستقبل احداً من قبل في استعادة لمشهد جماهير السودان وهي تستقبل جمال عبد الناصر في الخرطوم في شهر آب / اغسطس بعد شهرين من هزيمة حزيران العسكرية عام 1967 على يد العدو الصهيوني .

  • اول لقاء مع جمال عبد الناصر حصل عن طريق مساعد وزير الاعلام الصديق محمد فائق حفظه الله واسمه حسن الفرنواني وذهبت الى القاهرة بواسطة المرحوم فتحي الديب وكان مسؤول الشؤون العربية للبدء بعمل قومي في ليبيا…

وبعده انطلقنا الى التنظيم الطليعي الذي كان جمال اسسه في مصر عام 1965 بإسم طليعة الاشتراكيين.. ولم اكن اعرف من هم داخل التنظيم في ليبيا .. لكنني لمست بأن اخي عبد الوهاب الزنتاني ( رحمه الله) والاخ بشير الدهيبي كانا ضمن التنظيم الطليعي ولم ننكشف على بعض ابداً وكان هذا من سمات السرية التي حرص التنظيم على اعتمادها بين اعضائه وطبعاً تجاه الآخرين

 عبد القادر غوقة وزيراً
يروي المناضل عبد القادر غوقة بعض الوقائع حين كان وزيراً للاعلام في الحكومة الاتحادية التي تشكلت بناء على قيام اتحاد الجمهوريات العربية بين مصر وسورية وليبيا .. وكان انور السادات رئيسًا لها واحمد الخطيب من سورية رئيسا للوزراء وخيري الصغير من ليبيا رئيسًا لمجلس الشعب وكان معمر القذافي عضو مجلس رئاسة ، ولم يظهر حافظ الاسد في الصورة لأنه كان ما يزال يرتب امور نظامه ولم يكن مضى على انقلابه على رفاقه في القيادة القطرية بزعامة صلاح جديد اكثر من عدة اشهر ..خلال  وجودي في وزارة الاعلام الاتحادية سعيت لتكريس روح الوحدة في مؤسسات الاعلام في دولها فإقترحت بث ساعة واحدة في الاسبوع للربط بين مختلف وسائل الاعلام في دول الاتحاد وسعيت لتوحيد وكالات الانباء فيها لكنها كلها فشلت مع وجود عبد القادر حاتم في اعلام مصر واحمد الاسعد في اعلام سورية..
منذ البداية كنت ضد انقلاب انور السادات على ثورة جمال عبد الناصر في 13/5/1971..وإعتقاله رجالات عبد الناصر الذين كان لهم منهجاً مختلفاً عن سياسة السادات الذي راح يطرح مواقف سياسية من شأنها ان تؤخر موعد المعركة ضد العدو خصوصاً ان الجيش المصري في عصر جمال كان مستعداً الحرب تماماً .. وقد اعتبر الناصريون ان قيام اتحاد الجمهوريات هو مناورة ذهب اليها السادات للهروب من الحرب ضد اسرائيل المحتلة لسيناء المصرية
كان السادات يعرف موقفي وقد شكاني  عدة مرات عند الاخ العقيد معمر القذافي .. وعندما حشد العدو الصهيوني جيوشه من جديد على جبهة الجولان دعوت عبر الاذاعات الاتحادية الى تحرك قوات الاتحادلمواجهته …لكن رئيس الحكومة الاتحادية احمد الخطيب لامني على هذه الدعوة طالباً مني اذاعة بيان نفي لدعوتي فرفضت …وفي القاهرة القيت محاضرة في جامعة عين شمس بدعوة من اتحاد الطلاب فيها الذي يسيطر عليه الناصريون ، قلت فيها : إن الاتحاد لا يمكن ان يبنى بواسطة الرؤساء بل يجب ان يبنيه الشعب العربي.
بعد يومين استدعاني احمد الخطيب ليبلغني ان انور السادات يطلب منعك من المشاركة في التجمعات الشعبية في مصر..

فقلت له: ان هذا يعني ان امتنع عن الدخول الى السينما وفيها حشود شعبية !!
طبعاً فهمت الرسالة وقدمت استقالتي وعينني العقيد معمر سفيراً في لبنان..

  •  غداً عبد القادر غوقة سفيراً في لبنان 

المصدر: الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى