“أهلا ، أهلا ، يا غالي يا ابن الغالي “. قالها الأديب العالمي نجيب محفوظ للصديق الدكتور خالد جمال عبد الناصر وتعانقا الاثنين.
كنا في عام 1999، بعد الضجة الهائلة التي تفجرت بعد صدور مذكرات نجيب محفوظ التي أعدها الكاتب والناقد رجاء النقاش، وشن فيها “أديب نوبل ” هجوما كبيرا علي جمال عبد الناصر. كان خالد يتابع هذه الحملة ، وكنا علي اتصال يوميا بسببها ، وكنت وقتها نائبا للأستاذ جلال عارف نقيب الصحفيين الأسبق في إدارته لمكتب جريدة البيان الإماراتية.
اقترحت علي الدكتور خالد إجراء حوار صحفيا لجريدة البيان ،يذكر فيه موقفه مما كتبه محفوظ ،فوافق ، وأجريت حوارا شاملا تناول قضايا كثيرة نشر علي ثلاث حلقات، وفيه رده علي ما كتبه الأستاذ نجيب ،وقال فيه :” الأستاذ نجيب قيمة أدبية كبيرة وله كل الاحترام ، ويقول ما يراه ،ولأنه نجيب محفوظ وعلمنا والدي أن نحب أدبه ، أقول له باسم أبناء جمال عبد الناصر نحن نغفر لك رأيك في جمال عبد الناصر ،ويا أستاذ نجيب نحن نحبك مهما قلت “.
كان الأستاذ الأديب الكبير جمال الغيطاني يكتب وقتئذ مقالا أسبوعيا في جريدة البيان ، ولهذا كانت الجريدة تصل إليه يوميا ،و بين الحين والآخر يتصل بي ، وبعد نشر حوار خالد حدثني عن أن أخذ الحوار للأستاذ نجيب في جلستهم الأسبوعية “كل يوم ثلاثاء ” في مركب “فرح بوت ” علي شاطئ النيل بالعجوزة ،وقرأ له رد خالد عليه ،فتأثر الأستاذ نجيب جدا ،وطلب “الغيطاني ” مني أن أنقل هذه المشاعر للأستاذ إلي الدكتور خالد ، وهو ما فعلته .
كان خالد سعيدًا ، واستثمرت هذه الحالة لأطرح عليه فكرة لقاء يجمعه بالأستاذ نجيب ، فوافق علي الفور ، قائلا لي :”في أي مكان واي وقت ” ..اتصلت بالغيطاني فورا ، فأبدي موافقته وسعادته ،وهنأني علي الفكرة ،كنا يوم أحد ، واتفقنا علي أن يكون اللقاء يوم الثلاثاء في جلستهم الأسبوعية الساعة السادسة من أحد أيام شهر مايو .
اصطحبت أنا والصديق أمين إسكندر الدكتور خالد وتوجهنا إلي مركب “فرح بوت ” حسب الموعد ،وبعد دقائق دخل الأستاذ نجيب وبصحبته الأستاذ زكي سالم وحدث العناق والترحيب .
وبدأت الجلسة التي شارك فيها الأستاذ يوسف القعيد ، والاستاذة فريدة الشوباشي ، وزوجها علي الشوباشي ، وأمين إسكندر ، والدكتور الشاعر هشام السلاموني ..كان معي جهاز تسجيل يحفظ كل شيء ، وداعبني الأستاذ نجيب :” أنت حتكتب تقول ايه. “
455 2 دقائق