أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، اليوم الجمعة، أن الجولة السابعة من مفاوضات فيينا اختتمت أعمالها على أن تستأنف بعد أسبوع. فيما كشفت مصادر مطلعة لـ”العربي الجديد”، عن جانب من كواليس المفاوضات الشاقة التي بدأت يوم الاثنين، وما شهدته الساعات الأخيرة من ضغوط لعدم إنهاء الجولة الحالية قبل تحديد موعد لاستئنافها.
وأوضح باقري، أن اجتماع اليوم أجرى تقييماً إجمالياً بشأن نتائج المباحثات منذ الإثنين الماضي. وبيّن أنه تم التأكيد خلال اجتماع اليوم أن مقترحات إيران حول رفع العقوبات والمسائل النووية، تبقى على طاولة المفاوضات.
وأضاف المسؤول الإيراني أن الأطراف الأخرى كانت بحاجة إلى التشاور مع عواصمها بشأن المقترحات الإيرانية، في إشارة إلى المسودات الإيرانية الجاهزة التي عرضت على المشاركين في المفاوضات. ولفت إلى أن المفاوضات تستأنف الأسبوع المقبل في فيينا بعد عودة الأطراف من العواصم.
كواليس الاجتماعات الشاقة والضغوط
ويبدو أنّ جولة المفاوضات التي بدأت يوم الاثنين الماضي، كانت شاقة. وتكشف مصادر مواكبة للمفاوضات في فيينا لـ”العربي الجديد” عن كواليس ما جرى في الاجتماعات، التي سخنت في الساعات الأخيرة خصوصًا مع ضغوط مورست لمنع إنهاء الجولة الحالية دون تحديد موعد لاستئناف المفاوضات. ويبدو أنّ هذه الضغوط أتت أكلها، بإعلان الأسبوع المقبل موعدًا لجولة جديدة. وقالت المصادر التي فضلت عدم نشر هويتها، إن اللجنة المشتركة للدول الأعضاء بالاتفاق النووي عقدت اجتماعًا اليوم بطلب من الأطراف الأوروبية بعد “امتعاض” الأخيرة من مسودات المقترحات التي قدمها الجانب الإيراني، مساء الأربعاء الماضي.
وأضافت المصادر قبيل إعلان باقري انتهاء الجولة الحالية من المفاوضات، أن اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي جاء أيضًا لتقييم نتائج الجولة و”يبحث مستقبل المفاوضات وعلى الأغلب سيعلن انتهاء هذه الجولة”.
وكشفت المصادر نفسها عن أن “الساعات الأخيرة شهدت ضغوطًا ومساعيًا من الأطراف الروسية والصينية وممثل الاتحاد الأوروبي لعدم إنهاء الجولة من دون اتفاق على موعد لاستئناف المفاوضات”.
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، قالت مصادر لـ”العربي الجديد”، إنّ الوفود ستعود إلى عواصمها ومعها المقترحات الإيرانية لمناقشتها، مشيرة إلى أن “هناك امتعاضاً أوروبياً وأميركياً” من فحوى المقترحات الإيرانية.
وأوضحت أن هذه الأطراف ترى أن المسودات الإيرانية تتعارض مع مسودة اتفاق توصلت إليها أطراف المفاوضات خلال الجولات السابقة، مشيرة إلى أن “الفجوة في المواقف بين إيران والأطراف الغربية باتت أعمق وأكثر مما كانت سابقاً”.
وتابعت المصادر أن “أطراف المفاوضات فوجئت الأربعاء بالمسودات الإيرانية الجاهزة، لكونها وضعتهم أمام أجندة مختلفة عن الدورات السابقة، بناء على أولوية رفع العقوبات بالكامل وربط التقدم في المسائل النووية برفع العقوبات، لكن هذا التوجه ترفضه الأطراف الأميركية والأوروبية”.
وسبق تشكيل اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، اليوم الجمعة، لقاءات واتصالات مكثفة في فيينا وبين طهران والاتحاد الأوروبي خلال الساعات الماضية، لبحث الوضع المعقد في مفاوضات فيينا، فعقدت لجان الخبراء مساء الخميس اجتماعين منفصلين، فضلًا عن لقاءات مضغوطة لمنسق المفاوضات أنريكي مورا مع كبير المفاوضين الإيرانيين وأطراف التفاوض الأخرى، خلال اليوم والأمس. وكذلك لقاءات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي مع باقري كني والمبعوث الأميركي الخاص بالشأن الإيراني.
كما أجرى مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، اليوم اتصالًا مع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان لمناقشة أوضاع مفاوضات فيينا.
من جهة ثانية، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل إن الجولة الحالية من المحادثات النووية مع إيران في فيينا لم تكن ناجحة على ما يبدو. وأشار إلى أنه سيكون هناك تأخير قبل عقد الجولة المقبلة.
وقال ماكرون للصحافيين في دبي، بحسب وكالة “رويترز”، “أعتقد أنه من المحتمل ألا تنجح هذه الجولة من المفاوضات بالنظر إلى المواقف”. ومن المرجح ألا تستمر هذه المفاوضات على المدى القريب”.
المصدر: العربي الجديد