الحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم ’ ولا أقوله تقربًا من التيار الآخر، أو تقليدًا لمثل ما جروا عليه في خطابهم، وأنا من القوميين العتيقين ، ولكن الإسلام هو ديننا ، ومعتقدنا وتاريخنا,وعليه نشأنا وتثقفنا وتحلقنا منذ نعومة أظفارنا , وما كانت هناك من غربة أو جفوة بيننا وبين الإسلام يوما , وما أبعدنا عن الاعتصام به وعلى التأكيد على دوره الكبير كمقوم من مقومات قوميتنا ولو شابته بعض الشوائب في مرحلة مضت كان بتأثير من عصبية المتعصبين ، والإرهاب الفكري الذي نصبه في وجهنا – غلاة التعصب والمفكرين .
نحن هنا تيارات سياسية فكرية ..نحن أحزاب، و ماجئنا هنا فقط لحوار نظري وإنما لحوار سياسي, ولضرورة أن نلتقي ونواجه معا التحديات والأخطار،على العروبة والإسلام، نلتقي ومن اجل استنهاض شعوب هذه الأمة والنهوض بها من عثارها , ومن اجل الوقوف في وجه الأخطار التي تتهدد وجود الأمة ومستقبلها ولرد العدوان عنها، وكبح المشاريع المدبرة للسيطرة على مصائرها ومصائر شعوب هذه المنطقة من العالم , مطلوب أن تتجمع القوى الإسلامية والقومية لتتعاون ولتتوحد كلمة الشعوب ومواقفها، فحال امتنا لم تعد تطيق الانتظار ولا أن تتحمل وزر تفرق قواها شيعا وتيارات متناحرة .
فقد قدمت ورقتين لهذا المؤتمر, طرحتا مواضيع التلاقي، وأكدتا على ضرورة هذا التلاقي, وسبق للأخوة فصحاء الكلمة والتعبير أن أفاضوا بالكلام عن ضرورات هذا التلاقي ومبرراته، وعن ظروفه التاريخية ومرحلته التاريخية.
بيروت 10-10-1994