يتداول السلفيون في إدلب صوراً لوثائق ومراسلات أمنية مسربة صادرة عن جهاز الأمن العام التابع لهيئة تحرير الشام، تُثبت تورط عدداً من القادة والأمنيين المقربين من زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني بتصنيع أنواع معينة من المعدات الخاصة بالمتفجرات والعبوات الناسفة وبيعها لقوات سوريا الديموقراطية (قسد) عبر ممرات التهريب.
وبحسب المعلومات التي يتداولها السلفيون المناهضون لتحرير الشام، فإن قوة أمنية تتبع لجهاز الأمن العام قامت بمداهمة ورشة لتصنيع الصواعق في ريف مدينة سلقين بريف إدلب الغربي، واعتقلت جميع العاملين في الورشة، وصادرت المعدات والمتفجرات.
وقال القاضي المنشق عن “تحرير الشام”، عصام الخطيب، إن التحقيقات مع المسؤول والعمال في ورشة التصنيع، أكدت أن الجزء الأكبر من أسهم ورشة التصنيع هو ملك لقيادات من الصف الأول في تحرير الشام. وتزيد مساهمتهم في رأس مال الورشة عن ربع مليون دولار، ويتم تصدير كامل المنتج لقسد.
وكشف الخطيب عبر “تليغرام”، عن أبرز الأمنيين المتورطين، وبينهم أبو محجن الحسكاوي، وأبو البراء كفر رومة، وأبو حسن أمين، وأبو القعقاع فواز، وأبو أسامة أكرم، وأبو زكريا المصري، وبتار الحمصي، وغيرهم من القيادات الأمنية وقادة في ألوية تحرير الشام العسكرية، مثل لواء أبو بكر ولواء علي ولواء الزبير.
وأضاف الخطيب أنه “يتم تهريب الصواعق وأنواع أخرى من معدات التفجير التي يتم تصنيعها في الورشة، عبر معبر الغزاوية الواصل بين مناطق سيطرة الفصائل في ريف حلب وتحرير الشام في ريف إدلب، وبإشراف مسؤول في تحرير الشام يدعى مغيرة بنش، ويشغل منصب مسؤول المعابر، وبعد وصول المهربات الى مناطق الفصائل في ريف حلب يتم نقلها الى مناطق قريبة من خطوط التماس مع قسد ليتم إيصالها اليها عبر ممرات التهريب المنتشرة بكثرة في المنطقة”.
وبهذه العملية تجني قيادات “تحرير الشام” أموالاً طائلة لأن سعر المبيع يبلغ أكثر من 15 ضعف ثمن تكلفة تصنيع الصواعق. وتتضمن الشحنات المفترضة أسلحة وذخائر متنوعة يجري تهريبها لصالح قسد بين الحين والآخر، وتدرّ هذه العمليات أرباحاً كبيرة تعود إلى جيوب قادة وأمنيين محسوبين على الجولاني.
ومن المفترض أنه تم الكشف عن ورشة تصنيع الصواعق في إدلب عن طريق معلومات وفرتها المخابرات التركية، التي عملت خلال الأشهر القليلة الماضية على تتبع شبكات تهريب الأسلحة على طول خط التماس بين الفصائل المعارضة وقسد، والتي تدخل عبرها السيارات والدراجات النارية المفخخة الى مناطق سيطرة المعارضة، في ريف حلب بالتحديد.
ويبدو أن حملة الدهم التي نفذتها “تحرير الشام” على ورشة التصنيع كانت عفوية إذ لم يكن الجهاز الأمني يعلم بتورط قادة في “تحرير الشام” بعمليات التصنيع والتوريد لقسد، وهذا ما شكّل إحراجاً كبيراً لتحرير الشام، وكان فرصة للسلفيين المناهضين لها لاستخدام المعلومات في حملة إعلامية مضادة.
وقال أسامة العدني، الذراع الإعلامية للجهادي العراقي في “تحرير الشام” أبو ماريا القحطاني، إن الشائعات التي روّجتها من وصفها ب”قنوات الضلال والعملاء” حول بيع “تحرير الشام” الصواعق لميليشيات “قسد”، ليست جديدة ومنفية بشكل قطعي.
وأضاف العدني أن “قسد تحتل مناطق شاسعة في شرق وشمال سوريا ومدعومة من قوى التحالف الدولي الذي بدوره يمدّ تلك المليشيات بالسلاح والعتاد والمال أيضاً، فقسد ليست بحاجة لمن يبيعها سلاح او عتاد”. وتابع أن “القوة الفاعلة قامت، سواء في إدلب أو درع الفرات، باعتقال خلايا تابعة لقسد وأثناء التحقيق تبين دخول تلك العبوات والمفخخات عبر طرق التهريب وعن طريق الشاحنات التجارية التي تدخل عبر المعابر الرسمية”.
وتتهم تحرير الشام السلفيين المعارضين وفلول تنظيم “حراس الدين” بمحاولة إفشال الجهود الرامية إلى توحيد عموم مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا.
وسبق أن اتهم “حراس الدين”، الجهادي العراقي أبو ماريا القحطاني، وهو عضو مجلس شورى “تحرير الشام”، بتزويد التحالف الدولي بمعلومات عن أحد قادة التنظيم ويدعى عبد الحميد مطر، وهو مسؤول العمليات خلف الخطوط في المنطقة الشرقية، وقد قُتل في غارة جوية نفذها طيران التحالف المسير أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2021، في محيط بلدة سلوك بريف الرقة الشمالي.
المصدر: المدن