قال سالم المسلط رئيس الائتلاف الوطني السوري، وحسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي، إن ما يجمع الطرفين المعارضين أكثر مما يفرقهما، في محاولة لتوحيد جهود الجانبين في مواجهة نظام الأسد سياسياً بهدف رحيله بكل رموزه.
جاء ذلك في أول لقاء من نوعه جمع رأسي المعارضة السورية في مقابلة مباشرة بثها “تلفزيون سوريا” مساء يوم الأحد في برنامج “منتدى دمشق”.
وأكّد الجانبان أن هناك مواقف تم تنسيقها، وتم الالتقاء في اجتماعين بين ممثلي الطرفين حتى الآن، وأن الخلاف يتمحور في ظل هيئة التفاوض السورية، بما يخص تصويت الأعضاء المستقلين فيها.
المعارضة متفقة على تغيير نظام الأسد
وأوضح سالم المسلط في حديثه لتلفزيون سوريا أن “هناك اجتماعاً موسعاً لهيئة المفاوضات السورية في العاصمة السعودية الرياض لإعادة تفعيلها بشكل أكبر وإنهاء الخلافات بين الأطراف بالتنسيق مع المملكة”.
وأضاف المسلط أن العملية السياسية برمتها تعيش الآن وضعاً كارثياً، ونحن نبحث عن الحل ضمن الثوابت الوطنية دون عرقلة عمل هيئة التفاوض”.
وأكّد رئيس الائتلاف السوري على أن “المعارضة بمختلف توجهاتها أجمعت على تغيير نظام الأسد ورفض الاستبداد والدكتاتورية ورفض الإرهاب”.
وانتقد المسلط دور غير بيدرسون المبعوث الأممي إلى سوريا، لافتاً إلى أنه “كلف بتطبيق القرار 2254، إلا أن دوره تحول من مبعوث لتطبيق القرارات الأممية إلى ميسر اجتماعات بين المعارضة ونظام الأسد، وهذه مشكلة تواجه العملية السياسية”.
وأشار المسلط إلى أن الائتلاف يدعم العملية السياسية رغم ما يقوم به نظام الأسد من مراوغات لكسب الوقت، وأن اللجنة الدستورية تجاوزت المدة المحددة لها، ولذلك لا بد من تحرك وضغوط دولية.
واشنطن موقفها واضح
وبيّن أن الولايات المتحدة مهتمة بالقضية السورية، ولن تطبع مع نظام الأسد وملتزمة بعقوبات قانون قيصر التي تستهدف النظام، مشيراً إلى أن تغير الإدارات في البيت الأبيض لا يغير مواقف واشنطن حيث تتركز الأولويات الأميركية في سوريا على محاربة الإرهاب، والمناطق الآمنة، وخروج إيران من سوريا، والحل السياسي.
وبخصوص تطبيع بعض الدول العربية مع نظام الأسد، أكّد المسلط أن الدور العربي مهم ولكن هناك دول قليلة ما زالت ثابتة على موقفها من نظام الأسد.
وأردف أن هناك ترحيباً تركياً ودولياً بتوحيد المعارضة واللقاءات الجارية مع هيئة التنسيق، وعلينا الإثبات للدول بأن المعارضة موحدة، وهذا ما نسعى له.
وحول تأخر الائتلاف في تحديد موقفه من زيارة وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد إلى سوريا، قال إن الائتلاف لم يتأخر إنما كنا مشغولين باجتماعاتنا مع هيئة التنسيق.
تفعيل هيئة التفاوض السورية
من جانبه قال حسن عبد العظيم لتلفزيون سوريا: إن “هناك عثرة في العمل بين هيئة التنسيق والائتلاف بما يخص الأعضاء المستقلين الثمانية في هيئة التفاوض حيث أخذوا موقفاً إلى جانب الائتلاف بما يطرحه من مواضيع، ما جعل هناك خللاً في الإجراءات داخل الجسم التفاوضي”.
وأضاف أن “هيئة التنسيق بصدد حل هذا الخلاف خصوصاً في ظل هذه الظروف الدقيقة وعمل نظام الأسد على تعطيل العملية السياسية عن سابق إصرار وتصميم”.
وطالب بإعادة تفعيل هيئة التفاوض لتكون مؤثرة وفاعلة دولياً وإقليمياً بهدف وجود جبهة سياسية موحدة في وجه نظام الأسد، حتى لا تحتاج الأمور لانعقاد مؤتمر “الرياض 3”.
ولفت إلى أنه لا توجد نتائج حتى الآن بما يخص الخلاف بين الطرفين، إنما هناك اللجان الممثلة للطرفين تبحث تشكيل تحالف موسع بين جبهة “جود” الموجودة في الداخل والائتلاف في الخارج وقوى أخرى، مشيراً إلى وجود تفاعل إيجابي كبير.
“كنا نلتقي مع الروس أسبوعياً”
منسق هيئة التفاوض، لفت إلى وجود “تفويض أميركي لروسيا لامتلاك القرار السياسي والعسكري داخل سوريا، إلا أنهم لا يضغطون على النظام بما فيه الكفاية للانخراط بالعملية السياسية”.
وحول العلاقة بين هيئة التنسيق وروسيا قال عبد العظيم: إن اجتماعات أسبوعية كانت تتم مع السفير الروسي في دمشق، إلا أن السفير الروسي الجديد اجتمع بنا مرة واحدة وليست هناك لقاءات موسعة كما في السابق، وهذا التغير بسبب أن هيئة التنسيق جادة في العملية السياسية.
وحول الاتهامات الموجهة لهيئة التنسيق بأنها تخدم نظام الأسد عبر بقائها في سوريا، أكّد عبد العظيم أن الهيئة لا تخدم النظام خاصة أنه أقدم على منع انعقاد المؤتمر التأسيسي للجبهة الوطنية الديمقراطية “جود”، كما حاول منع مؤتمرها الإلكتروني لمرتين لكننا تمكنا من عقده في النهاية. مشدداً على أن “الهيئة قادرة على تحريك الشارع السوري لكنه سيواجه بالرصاص الحي من قبل نظام الأسد”.
وبين عبد العظيم أن الدور العربي ضروري بسبب التدخل الإقليمي الإيراني والتركي بالتالي يجب أن يكون هناك دور عربي لملء الفراغ، إضافة إلى استغلال إسرائيل لذلك عبر شنها ضربات عسكرية مستمرة في البلاد.
وبما يخص العلاقة مع مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) التي تسيطر على مناطق شمال شرقي سوريا بدعم أميركي بيّن عبد العظيم أن “هناك حواراً مع هذا المكون باعتباره جزءاً من الشعب السوري، وتم الاتفاق على عدد من المبادئ وعلى ملحق تنفيذي لإعلان المبادئ، إلا أنه تم تعليق الحوار من جانبهم”.
وقبل أيام عقد الائتلاف السوري اجتماعاً مع وفد هيئة التنسيق في إسطنبول بحثا فيه التعاون والعملية السياسية في سوريا.
وشدد الجانبان في اجتماعهما على “وجوب العمل المشترك لقوى المعارضة الوطنية السورية لتحقيق الانتقال السياسي الذي يتطلع إليه الشعب السوري وفق قرارات مجلس الأمن الدولي، وعلى رأسها بيان جنيف والقراران 2118 و 2254”.
يشار إلى أن “هيئة التنسيق الوطني” تعتبر من أبرز قوى المعارضة السورية في الداخل، ولها ممثلون في “هيئة التفاوض السورية” ووفد المعارضة في اجتماعات اللجنة الدستورية، وكان لها تحفظات على آلية اتخاذ القرار داخل هيئة التفاوض، ما أدى إلى خلافات يعمل كل من الائتلاف والهيئة على حلها.
المصدر: تلفزيون سوريا ـ