أرسلت قوات النظام السوري، اليوم الثلاثاء، تعزيزات عسكرية ضخمة إلى محيط مدينة تل رفعت، التي تُسيطر عليها “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، شمال محافظة حلب، وإلى محيط بلدة عين عيسى، شمال محافظة الرقة، والتي تُسيطر عليها أيضاً قوات “قسد”، الواقعتين على خطوط التماس مع “الجيش الوطني” المعارض وحليفته تركيا، شمال سورية.
وأكدت مصادر، لـ”العربي الجديد”، أن التعزيزات العسكرية التي وصلت إلى مدينة تل رفعت، شمال محافظة حلب، ومحيط منطقة عين عيسى، شمال محافظة الرقة، تابعة لقوات “الفيلق الخامس” و”الفرقة 25 مهام خاصة” المدعومة من روسيا، مضيفةً أن “التعزيزات ضمت مدافع ميدانية، ودبابات، وعربات (بي ام بي)، وناقلات جند، وسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات متوسطة”.
وأشارت المصادر إلى أن “قوات النظام نشرت أكثر من 9 مدافع في منطقة عين عيسى وصوبتها باتجاه مناطق سيطرة الجيش الوطني والقوات التركية المنتشرة في محيط منطقة تل أبيض، شمال محافظة الرقة، ضمن ما يُعرف بمنطقة (نبع السلام)، بالإضافة إلى نصب عدة مدافع في محيط مدينة تل رفعت وتصويبها باتجاه منطقة (درع الفرات)، التي تُسيطر عليها القوات التركية والجيش الوطني”.
الجيش الوطني: رصدنا تعزيزات للمليشيات الإيرانية
وقال الرائد يوسف حمود، الناطق باسم “الجيش الوطني” المعارض، في حديث لـ”العربي الجديد”: “نحن في حالة رصد كامل للتعزيزات والأرتال العسكرية التي وصلت لمنطقة تل رفعت شمال حلب، وغالبية قوام التعزيزات تتبع للميليشيات الإيرانية، ورصدنا أرتالا عسكرية إضافية تحركت باتجاه منطقة مسكنة شرق محافظة حلب، وتعزيزات عسكرية أخرى وصلت إلى منطقة تل تمر، التي تُسطير عليها ميليشيا “قسد” والقريبة من خطوط التماس من منطقة رأس العين التي يُسيطر عليها الجيش الوطني شمال الحسكة”.
وأضاف: “حتى الأرتال التابعة لقوات النظام والميليشيات الإيرانية في عمق مناطق سيطرته تم رصدها من قبل الجيش الوطني”. وأشار إلى أن “هذه الأرتال لا تهمنا حركتها؛ بمجرد أنه تم إقرار معركة، وفي أي محور من محاور الجبهات، فإن قواتنا بالجيش الوطني مستعدة للقيام بما يتوجب عليها من تحرير هذه المناطق من القوى المعادية”.
ولفت الناطق باسم “الجيش الوطني” إلى أنه “لدينا معطيات، ورصدنا العديد من المقرات التابعة لميليشيا “قسد” التي رفعت العلم الروسي أو رفعت علم قوات النظام، وحافظت على بنيتها من عناصر “قسد”، وأيضاً رصدنا مواقع جديدة لقوات النظام استقرت في غرب مدينة منبج شرق محافظة حلب”.
وأضاف حمود أنه “بالنسبة للجيش الوطني؛ فإننا نحن في حالة ثورية، والحالة الثورية تستدعي بشكلٍ دائم أن تكون قواتها جاهزة، ونقاط الرباط معززة من الأساس في كامل قطاع الجبهة، ونحن نشهد بشكل دائم محاولات تسلل ويتم مواجهتها”، مؤكداً أن “قوات الجيش الوطني مستعدة لأي عملية عسكرية”.
وبالنسبة لمشاركة الروس في أي عمل عسكري، أشار حمود إلى أن “كل الاحتمالات مفتوحة، والروس مؤخراً شاركوا بالعدوان على المناطق في إدلب، أو في ريفي حلب الشمالي والشرقي، حتى أن رمايات المدفعية والـ(م.د) التي نفذتها ميليشيا “قسد” على مواقع الجيش الوطني هي سلاح ودعم روسي”.
بدوره، قال أنس شوّاخ، وهو باحث في مركز “جسور للدراسات”، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “حقيقة هذه التعزيزات الروسيّة التي وصلت إلى تل رفعت وعين عيسى يمكن قراءتها على أنها الردّ الروسي الأوّلي على التهديد التركي بشن عمل عسكري يستهدف قسد”.
وأضاف شوّاخ أن “روسيا وبشكل عام خلال الفترة الماضية تحاول تعزيز صورتها كطرف قادر على حماية (قسد) ومناطق سيطرتها لضمان تقديمها تنازلات مرضية للجانب الروسي في مناطق شرق الفرات”.
ولفت إلى أنه “بالتأكيد تلّ رفعت هي منطقة هامّة جدّاً لكل من الروس والأتراك لعدّة أسباب، فهي المنطقة التي انطلقت منها معظم عمليات الاستهداف الأخيرة ضدّ القوات التركيّة”، مُشيراً إلى أن “التنازل الروسي عنها يعني خرق الخطّ الدفاعي الخاص بمدينة حلب وأجزاء ريفها الشمالي الخاضعة لسيطرة النظام، كمناطق نبّل والزهراء الخاضعتين لسيطرة المليشيات الإيرانيّة”.
وتابع شوّاخ: “أما في ما يخص مشاركة النظام إلى جانب (قسد) في حال واجهت عملاً عسكرياً تركياً، فهو أمر مرتبط بشكل مباشر بالموقف الروسي من هذا العمل العسكري، هذا عدا عن محدودية قدرات قوات النظام، خاصة المنتشرة في مناطق شرق الفرات والمكونة في معظمها من وحدات حرس الحدود (الهجّانة)، والتي تمتلك تسليحاً ثقيلاً محدوداً جداً وغير كاف للمشاركة في عمل عسكري كهذا”، مؤكداً أنه “في الوقت الحالي لا توجد مؤشرات ميدانيّة أو سياسيّة كافية لتأكيد أي عمل عسكري برّي في الشمال السوري، شرقاً وغرباً، لكن يبقى الاحتمال مفتوحاً لعمليات استهداف جويّة تركيّة لأهداف عسكريّة تتبع لـ(قسد)”.
استهداف مواقع “قسد” في الحسكة
إلى ذلك، استهدفت القوات التركية مواقع ومقرات عسكرية تابعة لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في منطقة تل تمر شمال محافظة الحسكة، شمالي شرق سورية.
وقالت مصادر لـ “العربي الجديد” إن “مدفعية الجيش التركي استهدفت، مساء الثلاثاء، مواقع عسكرية لـ”قسد” في قريتي الدردارة، وتل شنان شمالي غرب بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي”، مؤكدةً “وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوات المستهدفة”.
وشهدت قرية الدردارة في وقت متأخر من ليل الاثنين/ الثلاثاء، قصفاً عنيفاً بالقذائف من قبل القوات التركية، بعد أن شهدت المنطقة هدوءً نسبياَ على طول خطوط التماس طيلة الأسبوع الماضي.
وأوضحت المصادر أن “طائرة مروحية تركية حلقت، عصر الثلاثاء، فوق خطوط التماس مع قسد في كلٍ من مناطق (درع الفرات، ونبع السلام، وغصن الزيتون) التي يُسيطر عليها الجيش الوطني والقوات التركية شمال سورية”.
وجاء تحليق الطائرة المروحية التركية، بالتزامن مع تعزيزات عسكرية لعدة فصائل تابعة لـ “الجيش الوطني” المعارض، وصلت مساء الثلاثاء، إلى منطقة رأس العين شمال محافظة الحسكة.
المصدر: العربي الجديد