البادية السورية:مقتل نحو 30 من قوات النظام وعناصر «الدولة» في أوسع هجوم للتنظيم

هبة محمد

نفذ تنظيم «الدولة» هجوماً هو الأعنف والأوسع من نوعه منذ سنوات، على سلسلة مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية في منطقة الرصافة جنوب غربي الرقة، حيث دارت اشتباكات عنيفة وصل صداها إلى مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة «قسد».

وقالت مصادر محلية، لـ«القدس العربي» إن خلايا تنظيم «داعش» هاجمت مواقع عدة لقوات النظام بشكل مباغت في بادية الرصافة في ريف الرقة الجنوبي، مستهدفةً حواجز ونقاطاً متقدمة، حيث أسفر الهجوم عن 8 قتلى وعدد من الجرحى من قوات النظام، بينما ذكرت مصادر روسية أن الهجوم أودى بحياة 25 مسلحاً على الأقل من تنظيم «الدولة».

وذكرت شبكة «عين الفرات» المحلية الإخبارية، أن عناصر التنظيم هاجموا قوات النظام السوري قرب قلعة الرصافة بالرشاشات الثقيلة والهاون وقاذفات الـ آر بي جي، متسببين بسقوط قتلى وجـرحى بصفوف قوات النظام السوري.

كما هاجمت مجموعة أخرى تابعة للتنظيم موقعاً لميـليشيا حزب الله العراقي على مسافة 2 كم نحو الجنوب من الرصافة، ما أدى لإصابة 5 عناصر نتيجة الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة، ووصلت حصيلة الهجومين وفقاً للمصدر، إلى 8 قتـلى و 7 جرحى في صفوف قوات النظام السوري، و5 جرحى في صفوف حزب الله العراقي.

ويواصل تنظيم «الدولة» هجماته على مواقع قوات النظام والميليشيات الموالية لها في منطقة الرصافة ضمن بادية الرقة الجنوبية الغربية، إذ تعد بادية الرصافة منطقة استراتيجية في ريف الرقة الجنوبي، وتضم العديد من حقول النفط والغاز الخاضعة لسيطرة النظام والميليشيات المدعومة من إيران، ما يجعلها مسرحاً للاشتباكات العنيفة بين الطرفين، حيث تحاول قوات النظام التصدي للهجمات، بمؤازرة الطائرات الحربية الروسية التي تشن غارات مكثفة على المنطقة.

ووثق المرصد السوري مقتل 8 عناصر من قوات النظام والميليشيات الموالية لها نتيجة الهجوم المستمر منذ ساعات الليل وحتى الآن، وسط معلومات مؤكدة عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.

ورداً على الهجوم، نفذت طائرات حربية روسية 20 غارة جوية على مناطق متعددة في البادية السورية، مستهدفة تحركات المجموعات المهاجمة في الرصافة.

وأكدت وسائل إعلام روسية وأخرى تابعة للنظام السوري تصدي قوات الأخير للهجوم وتكبيد تنظيم «داعش» خسائر بشرية فادحة في الأرواح والعتاد.

وقالت مصادر روسية إن «وحدات من الجيش السوري، تصدت بمساندة لوجستية من الجيش الروسي، لهجوم هو الأعنف منذ سنوات، لمسلحي تنظيم «داعش» «الإرهابي» على نقاط عسكرية في بادية محافظة الرقة، وذلك بعد أيام قليلة من تقارير سورية رسمية حذرت من تزايد أنشطة الجيش الأمريكي في نقل مسلحي التنظيم من سجونه شرقي سوريا، في اتجاه البادية السورية».

ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر عسكري قوله، إن خلايا تابعة لتنظيم «داعش» هاجمت مجموعة من النقاط التابعة لقوات النظام السوري في محيط مدينة الرصافة، معتمدة على تعزيزات كبيرة وصلت إليها عبر محور جبل البشري في ريف دير الزور ومنطقة التنف التي تتمركز فيها وحدات من الجيش الأمريكي، مشيراً إلى أن «وحدات الجيش أعادت انتشارها في بعض النقاط التي تعرضت للهجوم، في الوقت الذي تكفّل الطيران الحربي الروسي بملاحقة خطوط إمداد مسلحي «داعش» القادمة من منطقة جبال البشري عبر طرق ترابية، كما شن غارات مركزة على خطوط الإمداد من منطقة السخنة في أقصى شرق بادية حمص».

ووفقاً للمصدر فإن ضربات سلـاح الجو الروسي نجحت في تدمير 6 عربات دفع رباعي، وعدد من المواقع التي انطلق منها الهجوم لتنظيم «داعش» فيـما تؤكد المعـلومات الأوليـة مقـتل 25 مسلحـاً من التنــظيم على الأقل، بالـتوازي مع وصول تـعزيزات عســكرية ضـخمة للـجيش السوري إلى المنطـقة، باشـرت على الفور عملية عسكرية استعادت من خلالها السيطرة على كامل النقاط التي تم إخلاؤها ليلاً بـشـكل مؤقـت.

ودارت رحى المعارك في ريف محافظة الرقة شرقي سوريا، انطلاقاً من المناطق المفتوحة على منطقة الـ (55 كم) في منطقة البادية السورية، تزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة، وتنفيذ الطائرات الحربية الروسية والسورية سلسلة غارات جوية على مناطق متعددة في البادية السورية وفي محيط مدينة الرصافة ومنطقة (الـ 55 كم) جنوباً، كما استهدفت الغارات كلاً من محيط أثريا والرصافة وأماكن أخرى ضمن مثلث (حلب-حماة-الرقة) بالإضافة إلى منطقة السخنة وريف تدمر ومناطق أخرى في بادية حمص الشرقية، ومواقع في البادية الجنوبية لمحافظة دير الزور.

وبذلك يرتفع عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الروسية منذ بداية الشهر الحالي وحتى اليوم، إلى 340.

ويأتي هجوم «داعش» الذي لم تشهد منطقة البادية مثيلاً لاتساعه ومباغتته منذ سنوات، بعد أقل من 24 ساعة على تنفيذ طائرات إسرائيلية وأمريكية هجوماً جوياً استهدف أحد مواقع مقاتلين موالين للنظام السوري يعملون لصالح مجموعات إيرانية في محيط مدينة تدمر في ريف حمص، انطلاقاً من قاعدة التنف التابعة للجيش الأمريكي على مثلث الحدود (السورية – الأردنية – العراقية).

المصدر: «القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى