تصاعد التوتر بين أذربيجان وإيران

صابر غل عنبري

تصاعد التوتر بين إيران وأذربيجان، حيث أغلقت باكو، الثلاثاء، المكتب التمثيلي للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، في حين أغلقت طهران أجواءها أمام حركة الطيران بين أذربيجان والدول الأخرى.

وأفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية بأنّ الحكومة الأذربيجانية أغلقت، الثلاثاء، المكتب التمثيلي للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، في العاصمة باكو، بالإضافة إلى المسجد التابع للمكتب الذي يديره رجل الدين الإيراني علي أكبر أجاق نجاد، ممثلاً للمرشد الإيراني في جمهورية أذربيجان.

من جانبها، أكدت وزارة الداخلية الأذربيجانية صحة الخبر، مشيرة إلى أنّ الشرطة أغلقت المكتب، من دون تقديم المزيد من التفاصيل.

في المقابل، كشفت مصادر إيرانية لـ”العربي الجديد”، الثلاثاء، عن أنّ إيران أغلقت منذ يومين مجالها الجوي أمام حركة الطيران بين جمهورية أذربيجان والدول الأخرى.

وأضافت المصادر أنّ الإغلاق يشمل الطائرات العسكرية والمدنية الأذربيجانية المتجهة إلى الدول الأخرى عبر الأجواء الإيرانية، فضلاً عن الطائرات الأجنبية المتجهة إلى أذربيجان عبر هذه الأجواء.

وبحسب المصادر، فإنّ الحظر لا يشمل حركة الطيران بين إيران وأذربيجان بشكل مباشر، مشيرة إلى أنّ هذه الحركة مستمرة.

وتأتي هذه التطورات على وقع توتر متصاعد بين إيران وجمهورية أذربيجان، خلال الفترة الأخيرة، وهو توتر مدفوع بمخاوف إيرانية من التطورات في جنوب القوقاز، وما تعتبره محاولات لتغيير جيوسياسي في المنطقة على حسابها، وسط اتهامات لباكو بجرّ أطراف ثالثة إلى المنطقة، والحديث هنا عن “وجود قوات إسرائيلية”.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، الاثنين، أنّ بلاده تتلقى، منذ المواجهة العسكرية بين أذربيجان وأرمينيا خلال العام الماضي حتى اليوم، تقارير عن “حضور الإرهابيين والصهاينة (القوات الإسرائيلية) داخل أراضي جمهورية أذربيجان بالقرب من الحدود الإيرانية”، مؤكداً أن طهران أبلغت باكو بهذا الأمر، في حين نفت باكو وجود قوات لطرف ثالث قرب هذه الحدود.

وفي السياق، وجه الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف انتقادات لإيران، مساء الاثنين، خلال زيارته لمدينة جبرائيل في إقليم كاراباخ، نافياً صحة اتهامات طهران بوجود إسرائيلي قرب الحدود بين البلدين.

وتساءل علييف: “هل يوجد أي دليل على ذلك؟”، مشدداً على أنّ بلاده “لن تسمح بإلقاء افتراءات عليها لا أساس لها من الصحة”، وقال إنها “بلد مستقل وتعرف جيداً مع أي بلد تقيم العلاقات وفي أي مستوى”.

ونشرت وسائل إعلام إيرانية صوراً ومقطعاً مصوراً لعلييف إلى جانب مسيرة “هاروب” الإسرائيلية، وهو يرفع شارة النصر، مشيرة إلى أنّ الصورة جديدة التقطت خلال زيارته للحدود الأذربيجانية الإيرانية.

وسبق أن نفت الخارجية الأذربيجانية، الاثنين، صحة اتهامات طهران بوجود قوات إسرائيلية على الحدود مع إيران، وقال المتحدث باسم الخارجية الأذربيجانية عبد الله أوا: “نحن نرفض الاتهامات بشأن حضور أي قوات لطرف ثالث بالقرب من حدود أذربيجان مع إيران وتحركات استفزازية لهذه القوات. لا أساس لهذه التصريحات”، وفقاً لماً أوردته وكالة “تاس” الروسية.

وشهدت حدود إيران مع أذربيجان وأرمينيا تطورات في الآونة الأخيرة، مثل عرقلة وصول الشاحنات الإيرانية المتجهة إلى أرمينيا، واعتقال سائقين إيرانيين، وإغلاق طريق غوريس كابان من قبل القوات الأذربيجانية، وفرض ضرائب على دخول الشاحنات الإيرانية.

وتقرأ إيران هذه المعطيات باعتبارها مؤشرات على ما تصفه بأنه مخطط أذربيجاني وتركي، بدعم إسرائيلي، لإحداث تغييرات جيوسياسية في منطقة القوقاز، عبر إزالة حدودها مع أرمينيا، وذلك من خلال السيطرة على الشريط الحدودي الممتد من جمهورية نخجوان إلى الأراضي الأذربيجانية، والذي يشكل الحدود الإيرانية الأرمينية في محافظة سيونيك الأرمينية.

وفي ضوء هذه التوترات، تشهد المنطقة منذ فترة، مناورات عدة، زادت من سخونة التطورات والمخاوف، منها ثلاث مناورات، بين تركيا وأذربيجان، وبين تركيا وباكستان وأذربيجان، وبين تركيا وأذربيجان وجورجيا، فضلاً عن مناورتين نظمتهما القوات الإيرانية على الحدود مع أذربيجان.

وآخر مناورة نظمتها القوات الإيرانية حصلت يوم الجمعة الماضي، قبل أن تطلق تركيا وأذربيجان وجورجيا، أمس الاثنين، مناورات ثلاثية.

مباحثات بين تركيا وجورجيا حول قضايا الأمن والدفاع

في غضون ذلك، عقد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مباحثات أمنية ودفاعية مع نظيره الجورجي جوانشير بورشولادزي.

جاء ذلك في لقاء ثنائي جمع بينهما، الثلاثاء، قبيل اجتماع وزراء دفاع تركيا وجورجيا وأذربيجان في مدينة تيلافي الجورجية، وفق ما أوردته وكالة “الأناضول”.

وناقش الجانبان سبل التعاون بين البلدين في المجالات الأمنية، والدفاعية، والصناعات الدفاعية.

وشدد أكار خلال اللقاء، على أهمية تطوير علاقات البلدين في ما يتعلق بالتدريبات العسكرية، والصناعات الدفاعية، لافتاً إلى الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية بينهما.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى