الهاتف يرن، المرة تلو الأخرى.. لم تستطع سارة أن تتجاهل مكالمة الفيديو هذه المرة، لأن المتصلة تتقاسم معها كل تفاصيل المعاناة التي تعيشها، كان يجب أن تضغط على أيقونة الكاميرا على شاشة هاتفها المحمول، لتتفاجأ أمها بمظهرها الجديد.. ثوانٍ من الصمت سادت تلاها انفجار من الصراخ والبكاء وسيل من الدموع.. لماذا؟ لماذا يا ابنتي؟ هل يعقل أن تعاقبي نفسكِ بهذا الشكل، “ما في حدا بالدنيا يستاهل تعملي بنفسك هيك!”.
تقول “سارة . م”، شابة سورية ثلاثينية، ناجية من المعتقل في فرع فلسطين: “عندما تصل المرأة لرفض كل تفاصيل أنوثتها يكون الحدث جللاً”.
وتروي لموقع تلفزيون سوريا قصة اعتقالها وما رافقها من تداعياته إلى ما بعد الإفراج نتيجة نظرة المجتمع “التي لا ترحم”.
في أوج الاحتجاجات الشعبية والمظاهرات ضد نظام الأسد التي عمت معظم المدن السورية، اعتقل عناصر من فرع الأمن العسكري في مدينة حماة سارة على أحد الحواجز عام 2012 عندما كانت في طريقها إلى الجامعة، لمجرد أنها من عائلة ضابط “منشق”.
أمضت سارة تسعة أشهر في تجربة الاعتقال المريرة، نُقلت خلالها إلى أكثر من فرع أمني كان آخرها فرع “فلسطين”، حيث أمضت ثلاثة أسابيع في زنزانة منفردة تعرضت فيها لتعذيب جسدي ونفسي، من الضرب المبرح و”الشبح” والصدمات الكهربائية.
ضحية مزدوجة
خرجت سارة من المعتقل بحالة نفسية يرثى لها، نتيجة التعذيب والمشاهد التي خزنت في ذاكرتها لتعذيب نساء أخريات، ولم تكن حياتها بعد الخروج من المعتقل أقل عذاباً، لأن المجتمع وأقرب المقربين لها لاحقوها بتهم مبنية على صورة نمطية مجحفة، قائمة على أن “كل معتقلة لا بد أن تكون قد اغتصبت”، رغم أن سارة لم تتعرض لذلك.
سارة ليست حالة فريدة والقضية التي تحملها قصتها هي إحدى المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع السوري، خلال القمع منقطع النظير الذي مارسه النظام السوري ضد المنتفضين ضده لهدم البنية الاجتماعية.
وسجلت تقارير حقوقية كثيرا من حالات اغتصاب تعرضت لها نساء سوريات اعتقلهن نظام الأسد بعد اندلاع الثورة، كعقاب سياسي واجتماعي، للمناهضين لحكمه.
وذكر تقرير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” الصادر في 8 آذار الماضي، أن نحو 10 آلاف امرأة ما يزلن معتقلات أو مخفيات قسراً على يد أطراف النزاع في سوريا، منهن أكثر من 8 آلاف في سجون النظام.
ووثقت الشبكة أكثر من 8 آلاف حالة عنف جنسي، ارتكبتها قوات النظام السوري بحق نساء سوريات.
وبحسب تقرير الشبكة يعتبر النظام السوري أكبر مرتكبي “الانتهاكات الفظيعة” التي تتعرض لها النساء السوريات خلال سنوات الحرب، لا سيما المعتقلات منهن.
المعتقلة السياسية ضحية مزدوجة لجلادَينِ، وإن لم يكونا بقدر المسؤولية القانونية، الأول منظومة استبدادية قمعية وحشية، والثاني منظومة اجتماعية محافظة متخمة بأحكام مسبقة، تكون فيها قضايا “الشرف والعار” بعيدة عن العدالة الاجتماعية، ولذلك تحتاج إلى مزيد من النقاش والوقوف على ناصيتها.
يحاول التقرير عرض قصة سارة، وهو اسم مستعار قدمته لنا لإخفاء هويتها وتجنب الحرج الاجتماعي لها. وكذلك طرح قضية المعتقلات ومعاناتهن في سجون النظام، مع التركيز على الآفة الاجتماعية التي تطاردهن بعد خروجهن على يد جلاد آخر لا يرحم هو المجتمع ولا يتركهن يعشن بسلام.
كما يستعرض موقع تلفزيون سوريا آراء مختصين ومهتمين بقضايا الناجيات من المعتقلات في سجون النظام، للوقوف على أسباب هذه المشكلة الاجتماعية، وما هي الخطوات التي تساعد الناجيات للاندماج والتكييف مع المجتمع من جديد.
من زنزانة النظام إلى حكم المجتمع
تصف سارة قساوة ظروف اعتقالها بالقول، “كانت الزنزانة المنفردة عبارة عن متر بمتر عليك أن تأكل وتنام فيها وتستخدمها كحمام أيضاً”.
وتضيف، التجربة قاسية أكبر من قدرة الإنسان على تحملها وإلى الآن “لم أستطع الخروج من الزنزانة وكوابيسها التي حكمت تفاصيل حياتي إلى الآن”.
في اللحظة التي تم فيها الإفراج عن سارة، كانت تتخيل بأن تعوضها أسرتها عن كل ما عاشته من عذاب على ذنب لم تقترفه، لكن الواقع كان مختلفاً تماماً، وبدأت معاناتها من قبل ظالم آخر غير متوقع هو المجتمع الذي يخزّن صورة نمطية وأحكاماً مسبقة جائرة تجاه اللاتي يخرجن من معتقلات نظام الأسد، بأنهن “يجلبن العار”.
كانت القيود، التي فرضتها أسرتها خوفاً من نظرة المجتمع، تكبل كل تفاصيل حياتها، فإذا أرادت الخروج من المنزل يجب عليها تقديم عشرات الأعذار لكي يُسمح لها، وعلى الدوام تفرض عليها الأسرة مجموعة من القرارات التي يجب أن تنصت إليها بشكل شبه يومي، من قبيل (الطلعة برا البيت بتكون مع أمك أو واحد من أخواتك، والشغل لا تحلمي فيه بكفي وجع الرأس يلي أجانا من ورا جامعتك لو كنتي فهمتي وما رحتي هداك اليوم ما كانوا اعتقلوكي).
تقول سارة، هذه القرارات والأوامر كانت بمثابة “الموشح اليومي”، والتي تحل محل عبارة “صباح الخير”، التي يفرضها أخي الأكبر بينما يبدأ أخي الآخر بالدفاع عني وتتعالى أصواتهما كالعادة بسببي.
الهجرة وترك البلد
تقول سارة” “اتصال من صديقتي ميادة، التي رافقتني خلال فترة الاعتقال وزميلتي في كلية الهندسة، فتح أمامي باباً من الأمل قررت أن أترك البلد، ولكن بحاجة إلى من يساعدني في هذا المسعى”.
كان غسان ابن خالة سارة وصديق طفولتها هو الشخص المناسب لهذه المهمة، وطلبت منه اللقاء في بيت جدتنا لمناقشة كيفية السفر بطريقة لا تصطدم بها مع أخيها الأكبر.
كان اندفاع غسان غير طبيعي، واتفقا على أن تكون الحجة هي الحصول على منحة تعليمية في إحدى الدول الأوروبية، وبالفعل استطاعت سارة بمساعدة من والدتها إقناع إخوتها بأن سفرها سيفتح لهم باباً لِلمّ الشمل والخلاص من حالة الحرب التي تعيشها البلاد.
في تلك الفترة بدأ غسان يظهر لها مشاعر الحب مدعياً أنه “كان يفكر بها من زمان”، طالباً منها كتمان هذا الأمر. وبعد عدة لقاءات في بيت الجدة، الذي كان يعتبر المكان الآمن لا يعرضها لتلقي المضايقات من أحد، ساعدها غسان في كتابة معلومات مزورة تنص على قبولها بالمنحة الدراسية “المزعومة”.
الخطوة التالية هي السفر إلى تركيا، وهنا جاء دور صديقتها ميادة لمساعدتها لدخول الأراضي التركية من خلال دعوة لحضور إحدى التدريبات الخاصة بالمعتقلات في سجون النظام.
وبعد الوصول إلى تركيا كان قرار الهجرة إلى أوروبا عبر طرق التهريب الشائعة والتي يتبعها معظم السوريين للوصول إلى الحلم الأوروبي، وهي “طرق الموت” والخيار الوحيد المتاح أمامها، ركوب “البلم” (قارب مطاطي لا يتمتع بأي نوع من نسب الأمان).
اضطرت سارة لبيع مجوهراتها والحلي وركبت البحر برفقة ميادة في رحلة اللجوء والهروب من ماضٍ كل ما فيه مؤلم.
وصلت سارة ألمانيا، بعد رحلة شاقة امتدت لخمسة شهور، وانتقلت للعيش في منزل صغير بعد تجربة “الكامب” القاسية.
الارتباط الرسمي ولم الشمل
تقول سارة: “عند وصولي إلى ألمانيا وباتفاق مسبق مع غسان أخبرت الجهات الألمانية المسؤولة عن إجراءات اللجوء بأنني متزوجة، وقيدتُ اسم غسان بأنه زوجي، رغم رفض أفراد أسرتي لهذا الزواج فيما عدا أمي”.
وتذكر سارة أن أخاها الأكبر هددها بالتبرؤ منها إذا حدث هذا الزواج، وأرسل لها تسجيلاً صوتياً عبر تطبيق الواتساب قال فيه، “ع أساس أنتِ رحتي تدرسي وتعملي مستقبل لحالك ما راح نخلص من قصصك.. وما ظل غير غسان هاد الثعلب الخبيث.. ما حدا بيعرفوا أكثر مني.. إذا كنتِ رح تقبلي فيه بدك تنسي أنو نحنا أخوة”.
بعد عامين استطاعت سارة أن تحصل على لم شمل لغسان. “كان يوم وصوله من أجمل أيام حياتي”.. تقول سارة.
الوجه الآخر لغسان
لم تمضِ أيام شهر العسل المعدودة، حتى بدأ غسان يتصرف بطريقة غريبة وبدأت أسئلته الغريبة لسارة عن فترة اعتقالها، من قبيل “الضابط بالسجن معقول ما قرب عليكِ باعتبارك بنت حلوة؟! مو معقول ما قربوا عليكِ لا يكون أنتِ عملتي شي بحالك حتى ما تزعجيني”.
ومع الأيام بدأ يزداد الوضع سوءاً نتيجة مضايقات غسان، إلى أن جاء اليوم الذي أخبرها فيه أنه “لا يستطيع نسيان تجربة اعتقالها” رغم كل التأكيدات التي قدمتها له بأنها لم تتعرض للاغتصاب.
تقول سارة: “بررت له أنني تعرضت لكل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، ولكن ما يدور في عقله لم يحدث رغم أن الكثير من المعتقلات تعرضن للاغتصاب.. لكن لطف الله كان معي ولم أتعرض لهذا الأذى”.
وترجع سارة أسباب عدم تعرضها للاغتصاب، إلى أن ليس كل المعتقلات يتعرضن لهذا، فضلاً عن أن اعتقالها كان مبكراً في بداية الثورة، “وقتها كان النظام يحاول أن يخفي شيئاً من وحشيته لكسب بعض المناطق الثائرة”.
لم تدم تلك الفترة طويلاً، وتقول سارة أصبح غسان ينام في غرفة المعيشة ويتهرب مني ليخبرني بعد فترة أنه لم يعد بقدرته الاستمرار بهذا الزواج.
– “أنت ابن خالتي مو جاي من كوكب ثاني، وبتعرف كل شي صار معي ليش هيك عم تعمل، أنت عم بتدمرني مرة ثانية”.
– “أنتِ هلق بأوروبا وبإمكانك أن تعيشي مرتاحة.. أنا نفسيتي تعبت وما فيني كمل معك”.
دور منظمات المجتمع المدني
رغم وجود العديد من منظمات المجتمع المدني المختصة بقضايا المعتقلات السورية، التي تعمل على دعم الناجيات من الاعتقال فإنها ما تزال قاصرة عن معالجة هذه الآفة الاجتماعية رغم الجهود المبذولة.
وتقول لمى راجح، صحفية وناشطة اجتماعية، إن عملية دمج الناجيات من الاعتقال تصطدم بالعديد من العوائق، نفسية واجتماعية واقتصادية، وهي تفوق قدرة مؤسسات المجتمع المدني المحسوبة على المعارضة.
وتضيف راجح في حديثها لموقع تلفزيون سوريا، أنه رغم وجود “تخمة” في تنفيذ حملات المناصرة في هذه القضية فإن الاحتياج كبير، ومع ذلك تعمل منظمات المجتمع المدني على مخاطبة الرأي العام الدولي من جهة، والرأي العام المحلي من جهة أخرى للدفاع عن قضايا المعتقلات.
وعن أسباب نظرة المجتمع (نظرة العار) وتصوراته النمطية الجائرة تجاه الناجيات من الاعتقال، تقول الناشطة الاجتماعية، هناك الكثير من الأسباب منها سياسية ومنها ما قام به النظام السوري من ترويج على أن الناجيات كُنَّ يعملن في جهاد النكاح، ومنها اجتماعية تكمن في نظرة المجتمع نفسها للنساء بأنها ملكية خاصة لا يجب أن تخرج من المنزل ولو خرجت وتعرضت للأذى فهي من سيتحمل اللوم.
ولفتت راجح إلى نقطة الحرب الإعلامية بين النظام الذي يشوه سمعة النساء الثائرات ضده، بأنهن “داعشيات” وضخ بروباغندا “جهاد النكاح” للنيل منهن، ومن جهة أخرى يقفز الخطاب الإعلامي المناهض للنظام إلى إثارة “قضية الاغتصاب” لإدانة النظام وكسب التعاطف، مشددة على أن مجرد اعتقال مدنية بريئة جريمة لا تحتاج إلى التهويل.
“لأني خلقت أنثى..”
وتتابع سارة رواية قصتها: “غادر غسان المنزل بكل برودة أعصاب، بعد ساعات من الصمت اقتحمتني موجة من الصراخ لا يمكن لأحد أن يتخيلها، “ليش هيك عمل.. أنا بنت جميلة ومو ناقصني شي لحتى يقول إنو اتورط فيني وبدو يخلص.. معقول كنت غبية لهذ الدرجة وما قدرت أعرف أنه عم يلعب فيني”.
بعد ساعات من الصراخ والبكاء دخلت سارة إلى الحمام وراحت تقص شعرها ومن ثم حلقته بشكل نهائي (على الصفر)، “انتقاماً من واقعي الذي فُرض عليّ ولأني خلقت أنثى”.
لم تكتفِ سارة بحلاقة شعرها، وقامت بجمع كل ملابسها -لا سيما الملابس الأنثوية- وأشعلت بها النار، وأغلقت جميع حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد مرور شهر من المعاناة ومحاولات لا تعدّ ولا تحصى من قبل والدتها للتواصل معها، أجبرتها صديقتها ميادة على الرد على اتصالات والدتها وإلا “سوف تفقدين أمك إلى الأبد”، كان هذه العبارة سلاح ميادة لإعادة التواصل بين سارة وأمها.
كانت صدمة الأم كبيرة عندما رأت ابنتها الجميلة، حليقة الرأس، ولم تستطع إكمال المكالمة وهي تصرخ “لماذا فعلتي ذلك بشعرك الجميل كنت أراه خيوطاً من الجنة على الأرض لا أحد يستحق أن تفعلي ذلك بنفسك من أجله”.
بعد أسبوع توفيت والدة سارة في منزل خالتها حيث ذهبت لتعاتب أختها على ما فعله ابنها غسان، إلا أنها لم تتحمل كل هذا الظلم، تقول سارة وهي تطوي صفحات الألم من حياتها.
التعافي الكاذب
تحت إلحاح وضغوط من الموظفة المسؤولة عن ملف لجوئها، التي أجبرتها على مراجعة الطبيب النفسي، بدأت تظهر على سارة علامات تحسن.
خلال فترة جلسات العلاج النفسي، وبسبب عائق اللغة للتواصل مع الطبيب، كان لا بد من وجود مترجم. هنا ظهر أحمد كمترجم ومع مرور الوقت تحول لصديق وبدأ يبدي تعلقاً شديداً بسارة، إلا أنها لم تعد تثق بأحد أو تكون قادرة على بناء علاقة أو زواج، ولا تستطيع نسيان كل الخداع والنكران الذي تعرضت له، بعدما علِمت أن غسان كان يخطط منذ البداية لما فعله واكتشفت أنه كان مرتبطاً بزميلته بالجامعة التي أقنعها مدعياً بأنه “أجبر على الزواج من سارة ليغطي على عار العائلة وأنه بمجرد وصوله إلى ألمانيا سوف يقوم بالانفصال عنها”. على حد تعبير سارة.
صُدمت سارة من حقيقة أن غسان استخدمها كوسيلة للوصول إلى أوروبا ومن ثم سيجلب حبيبته للعيش في أوروبا.
سارة واحدة من الحكايات المؤلمة التي يعرفها كثير من السوريين لمعاناة عاشتها الكثير من النساء السوريات بعد خروجهن من المعتقل، قسم منهن طلقهن أزواجهن ليكونوا فرصة وفريسة لكثير من ضعفاء النفوس وفرصة للزواج الثاني الـ “هش”، حيث من الممكن التخلي عنهن بسهولة.
وجزء منهن تمت المتاجرة بقضية اعتقالهن واستغلالهن بحجة افتتاح منظمات مجتمع مدني للدفاع عن حقوقهن.
فالمعتقلة إنسانة اعتقلت إما بسبب إحدى أقاربها، أو بسبب موقفها السياسي ومشاركتها بالاحتجاجات، هي ليست مجرمة أو سجينة بتهم “مخلة للآداب”، هي ضحية جلاد اعتقلها من دون ذنب ومجتمع رماها بقلب بارد.
ما تزال سارة إلى الآن تحاول أن ترمم جراحها لتعود إنسانة طبيعية، لكنها لم تتعافَ بعد، ومصممة على أنها لن تسمح لشعرها بالنمو ولا لخزانتها أن تحتوي ملابس خاصة بالنساء.
ماذا يجب فعله؟
توضح الاختصاصية النفسية لمى أمين رمضان، أن الناجيات من الاعتقال يحملن آثاراً نفسية واجتماعية عميقة، تتمثل بأعراض الصدمة وما يرافقها من مظاهر للقلق والاكتئاب والضغوط النفسية، إضافة لمشكلات في التكيف والتوافق النفسي والاجتماعي تختلف من حالة لأخرى. تتطلب جهداً شخصياً كبيراً ومساعدة من المحيط للتخلص منها.
وتعرض الاختصاصية النفسية في حديثها لموقع تلفزيون سوريا بعض الخطوات لمساعدة الناجيات في الوصول إلى مستوى مقبول من الصحة النفسية والتكيف النفسي الاجتماعي الإيجابي، يجب العمل على :
– إكساب الناجيات مهارات العلاج وتجاوز المشكلات والضغوطات المتراكمة الناجمة عن الاعتقال من خلال شبكات الدعم الاجتماعية الخاصة، أو برامج إرشادية وعلاجية نفسية متخصصة لدفعهن للانخراط في المنظومة المجتمعية.
– إجراء وتنفيذ دورات ارشادية وتثقيفية وتوعوية من قبل مختصين ومرشدين في مجال علم النفس بالتعاون مع المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني لتقديم كافة أشكال الدعم النفسي والمعنوي والاجتماعي للناجيات وأسرهن من أجل المساندة والتخفيف من حدة تلك الآثار.
يجب مشاركة ومساهمة وسائل الإعلام المحلية بكافة أشكالها في تسليط الضوء على الجوانب الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والتثقيفية والتعليمية لطرح قضاياهن ومساندتهن.
ضرورة تغيير النظرة المجتمعية للمرأة المعتقلة من خلال تطوير المفاهيم السائدة وإبراز دورها كعضو فاعل وقادر على المشاركة في كافة مجالات الحياة.
تفعيل دور المؤسسات الدينية ورجال الدين لإبراز هذه القضايا، عبر استخلاص العبر من دور المرأة وأثر مشاركتها في كافة الميادين عبر الحقب التاريخية لما لذلك من تأثير على المنظومة القيمية والتقليدية.
استحداث البرامج اللازمة والخطط المستدامة لتأهيل وتمكين النساء الناجيات من الانخراط والاندماج في المجتمع على كافة المستويات من خلال آليات عمل وبرامج هادفة.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا