لابد من استعراض الاحدث لندرك ما وصلت إليه الأوضاع الحاليه …عندما انتهت حرب تشرين ( اكتوبر ) 1973 في الجبهه السوريه تصدى فيها الجيش العراقي البطل للقوات الصهيونيه التي كانت تهدف إلى احتلال دمشق عبر الجولان في معركه حاميه الوطيس أدت إلى دحر القوات الصهيونيه وإفشال مخططها … اما الجبهه المصريه تم عبور الجيش المصري لسيناء وانهاء خط برليف وضرب القوات الصهيونيه ، إلا أن التقدم المصري توقف بعد الاختراق الصهيوني بقياده الجزار الجنرال شارون عبر بحيرة التمساح وما نجم عنه من قيام جيوب اختراق أدى بالمعركه إلى راوح محلك لحاله التردد لحسم الموقف عسكريٱ ..مما أتاح وعجل في التدخل العسكري الأمريكي من دعم وإسناد وتزويد الكيان الصهيوني من الاسلحه والذخائر للحفاظ على الاختراق ، أدى إلى قبول وقف إطلاق النار على الجبهه المصريه !!.. هذا الركود سبب التحرك الدبلوماسي وكان الصهيوني كيسنجر ومناوراته لصالح الصهاينه وإصدار قرار من الامم المتحده 338 المستند على قرار مجلس الأمن 242 ، مع الطلب بضرورة البدء في المفاوضات حتى أصبح التطبيع في كامب ديفيد 1978 بين السادات رئيس جمهورية مصر العربيه ومناحم بيغن رئيس وزراء الكيان الصهيوني برعايه الرئيس الأمريكي جيمي كارتر .. فكان رد مؤتمر بغداد ودور الشهيد فارس الفرسان صدام حسين الرفض التام للتطبيع ولم يتجرأ كأن من كان آنذاك بالهمس أو التفوه بالتطبيع ، رغم وزن مصر السياسي والعسكري آنذاك وتأثيرها ومكانتها المرموقة عند انظمه التأمر من دول الخليج العربي ..وهذا أحد الأسباب لاحتلال العراق وتدميره من العدوان الصهيوانجلوامريكي وتسليمه للفرس وميليشياتهم المجرمه ، لتهيئه وخلق كل الظروف والمستلزمات لضرب روح المقاومه والتصدي للكيان الصهيوني ، ولتفكيك وانهاء جبهه الرفض للوجود الصهيوني واتاحه الفرصه للانظمه المتأمرة التي لم تكن لديها الجرأه والشجاعه في سنه 1978 للوقوف مع السادات..باب التطبيع فتح على مصرعيه بين الإمارات والصهاينة اغسطس 2020 اي بعد 42 سنه ، وجاء توقيته الشنيع وبصوره قبيحه بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمه للصهاينة ورغم الغضب الجماهيري ، مضت الامارات العربيه في التطبيع ثم البحرين ..و .. لو دققنا بموضوعيه نقول إن الكيان الصهيوني استفاد من هذا الاعتراف بعزل ومحاصره الفلسطينيين والانفراد بالقرار لضم ومصادرة وقرض مزيد من الأراضى الفلسطينيه … هنا السؤال ما مدى تأثير ذلك على حركه الجماهير العربيه؟ اعتقد ان التطبيع بين الصهاينة وانظمه دول الخليج العربي لم يثير غضب عارم بين الجماهير العربيه لأنها تدرك عن وعي طبيعه انظمه التأمر في الخليج العربي .. لكن التطبيع مع السودان ؟؟؟ لاشك أن وزن السودان وثقله السياسي لم يتوقف فقط على انتمائه للعروبه وانما يأخذ بعده وتأثيره في افريقيا بموقعه الاستراتيجي وخيراته وإمكانياته رغم حاله الفقر المؤقته ..لذلك الرؤيه الصهيوانجلوامريكيه للتطبيع بين السودان والصهاينة لها أبعاد عميقه وتأثير مزلزل ، لانه يختلف 360 درجه عن انظمه التأمر في الخليج العربي لسببين :: – الأول أن نمط التفكير لانظمه التأمر في الخليج العربي وراثيه من جانب وهي محميات بريطانيه ذات طبيعه عائليه لذلك في نظر الجماهير العربيه أنها انظمه متامره فاقده للمصداقيه خلقت كأداة تنفيذيه لمشاريع الصهيوانجلوامريكي .. -الثاني أن شعبنا في السودان عروبي الانتماء لذلك تركيبه النظام في السودان متعدد الأطياف في الانتماء السياسي بغض النظر عن حالات كثيره استفردت بالحكم قوى سياسيه مختلفه ، أما الآن وبعد الانتفاضه وتطورها الى ثوره دخلت قوى سياسيه تمثل الاطياف الوطنيه والقومية من هنا يجد الأفعى الصهيوانجلوامريكي ان التطبيع بين السودان والكيان الصهيوني انتصار كبير له لأنه يخلق ازمه ثقه وارتباك وحيره تصل للشك بين الجماهير والقوى السياسيه المشاركه في الحكم ومنها حزب البعث العربي الإشتراكي !! ..أو بمعنى آخر يريد الصهيوانجلوامريكي يقول للجماهير هؤلاء أصحاب شعارات رنانه بدون مضمون جماهيري والتزام أخلاقي ..وهذا الاسفين الخازوق يثير الريبة والغضب الذي بدأ بدقه ترامب عندما رفع العقوبات عن السودان !!! .. بل يريد الأفعى الصهيوانجلوامريكي توصيل رساله للجماهير العربيه أن هذه القوى السياسيه الموجوده في حكم السودان عندما ترى الدولار لاتترد في التنازل عن المبادئ هذا هو الفخ المنصوب ..والباقي عندكم يانشامى .. اعتبروا ياولي الألباب .