اتخذ النظام السوري مزيداً من الإجراءات للحدّ من انتشار فيروس كورونا الجديد، بعد الإعلان عن اكتشاف إصابات جديدة، فيما ذكرت جهات أنّ العدد الفعلي للمصابين أكبر مما يعلن عنه النظام حتى الآن.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، إنه بدأ تطبيق قرار حظر تجول المواطنين في جميع أنحاء سورية، يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، من الساعة الـ12 ظهراً حتى الساعة الـ6 من صباح اليوم التالي.
وكان الفريق الحكومي المعني باستراتيجية التصدي لوباء كورونا قد قرر، أمس الخميس، حظر التجول في جميع أنحاء سورية، يومي الجمعة والسبت، اعتباراً من اليوم وحتى إشعار آخر، موكلاً تنفيذ هذا الحظر إلى “عسكريي قوى الأمن الداخلي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والشرطة العسكرية والحواجز العسكرية والأمنية المقامة على الطرقات”.
وفرضت حكومة النظام حظر التجول بين المحافظات السورية، في 29 من مارس/ آذار الماضي، وكلفت وزارة الداخلية بتطبيق القرار. كما فُرض حظر تجول جزئي في عموم المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، من الساعة السادسة مساء حتى السادسة صباحاً، اعتباراً من 25 مارس/ آذار الماضي.
كما أعلنت الحكومة عن عدد من الإجراءات؛ منها تعليق العمل في الوزارات كافة والجهات التابعة لها والمرتبطة بها، بدءاً من الأحد الماضي وحتى إشعار آخر. وأُغلقت مراكز خدمة المواطن في كل المحافظات، والمتنزهات الشعبية والحدائق العامة ودور السينما والمسارح والنوادي وصالات ألعاب الأطفال ومقاهي الإنترنت والملاهي الليلية وصالات المناسبات للأفراح والعزاء، إلى جانب إيقاف المواصلات العامة والخاصة في المحافظات.
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري، أمس الخميس، اكتشاف ست حالات إصابة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد إلى 16، بينها حالتا وفاة. وهذه الإصابات في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، في حين لم يعلَن عن أي إصابة حتى اليوم في مناطق المعارضة السورية بالشمال، أو في المناطق الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” في الشرق السوري.
وتزامن ذلك، مع إعلان رئيس بلدية منطقة السيدة زينب في دمشق غسان حاجي، فرض حجر صحي على مبنى كامل في المنطقة. وقال حاجي، في تصريح صحافي، إنّ عملية الحجر تمت بناء على توصيات من مديرية صحة ريف دمشق، مشيراً إلى أن عدد السكان فيه يصل إلى 50 شخصاً، وتتضمن عملية الحجر منع الدخول إلى المبنى والشقق أو الخروج.
وكانت حكومة النظام قد أعلنت، الأربعاء، عزل بلدة منين بريف دمشق الشمالي، بعد وفاة إحدى الحالات المصابة بفيروس كورونا من أهالي البلدة.
في غضون ذلك، نفت منظمة الصحة العالمية منشورات جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بإعلان سورية كبلد خال من فيروس كورونا خلال فترة 21 يوماً.
وذكرت المنظمة، في تغريدة على موقع “تويتر”، أمس الخميس، أنه لا يمكن التنبؤ بتطورات جائحة كورونا وتوقع الحالات المستقبلية للإصابة بالفيروس في سورية أو في أي بلد آخر. وحذرت على لسان ممثلها في سورية نعمة سعيد، من الخطورة العالية لانتشار الإصابات بفيروس كورونا في البلاد.
وقال نعمة، في تصريح صحافي، إنّ سورية تعتبر من الدول العالية الخطورة لانتشار الإصابات بالفيروس نتيجة الظروف الاستثنائية التي مرت بها، والكثافة السكانية العالية، إلى جانب وجود المخيمات واللاجئين فيها.
وتشكك جهات عدة في المعارضة السورية، إضافة إلى ناشطين داخل سورية، بصحة روايات النظام حول انتشار كورونا داخل مناطق سيطرة النظام السوري، خاصة بعد اكتشاف حالات إصابة عدة لقادمين من سورية في بلدان أخرى.
وأعلن محافظ مدينة كربلاء، جنوبي العراق، نصيف الخطابي، في 29 مارس/ آذار الماضي، عن 11 إصابة جديدة بالفيروس في المحافظة، معظمهم لزوار قدموا من سورية، فيما قالت وزارة الصحة ورعاية السكان في باكستان، في منتصف الشهر الماضي، إنّ ستة مواطنين حاملين للفيروس وصلوا إلى مدينة كراتشي عاصمة إقليم السند، جنوب شرقي باكستان، كانوا قادمين من سورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ النظام يسير على خطى إيران في طريقة تعاملها مع وباء كورونا، إذ تنفجر الإصابات دفعة واحدة بعد العجز عن السيطرة على انتشار الوباء. وأكد المرصد وجود نحو 300 حالة في الحجر الصحي؛ بينها 109 حالات تم تخريجها بعد صدور نتيجة التحليلات الطبية السلبية، بينما هناك 28 حالة مصابة بشكل مؤكد في كل من طرطوس واللاذقية، و7 حالات في حلب وحمص وحماة، مشيراً إلى وجود حالة خوف وهلع كبيرة في مناطق سيطرة النظام الذي يعتقد أن إخفاء حقيقة الأعداد المصابة بكورونا سيكون له أثر إيجابي.
وأوضح المرصد أن مناطق مثل منين والسيدة زينب بريف دمشق باتت معزولة بشكل كامل بسبب وجود إيرانيين في تلك المنطقة، مشيراً إلى وجود 29 حالة لعناصر من المليشيات الإيرانية والعراقية في مشفى الزهراء بمنطقة الميادين، شرقي البلاد.
المصدر: العربي الجديد