بالحسابات الواقعية، كان من المتوقع جداً أن يتم القبض على أي من الأسرى الأبطال، بعد دقائق من هروبهم إلى الحرية، وليس بعد خمسة أيام بلياليها. فهذا الكيان الغاصب يعمل منذ سبعين عاماً ونيّف على تحويل فلسطين إلى ثكنة عسكرية وأمنية بأحدث وسائل وتقنيات الرصد والمراقبة والمتابعة والتحكّم بكل متر من الارض، وعلى انفاس كل فلسطيني يعيش عليها. ولمن شككوا بمعجزة فرار الأسرى، لأنهم لا يثقون بقدرة وإرادة الإنسان الحر على كسر القيود مهما كانت خانقة ومُحكمة وكتيمة، فقد ثبت اليوم أنهم جحوش لا تعرف كيف يحفر الأبطال بوسائل بسيطة كملعقة وأظفر طريقهم من قلب المستحيل. وحين أقدم الأبطال الستة على هذه العملية التي مرّغت أنف الاحتلال بالوحل، لم يكن خيار إلقاء القبض عليهم جميعاً أو على بعضهم غائباً عنهم، لكنهم فعلوها كي يقولوا لابناء شعبهم قبل العالم، سنبقى نقاوم ونحاول من اجل عيون فلسطين مهما كانت النتيجة. ولو ألقوا القبض علينا سنبتسم ونحن بين يديّ الجلاوزة، كي تتعرى روايتهم بجمر تحدّينا..
سلاماً لكم وأنتم الأحرار من اعتقل منكم ومن نجا، فقد حفرتم مسراباً للأمل من جوف أزمنة التخاذل والتطبيع والهوان..
المصدر: صفحة أيمن أبو هاشم