مصادر لـ”العربي الجديد”: خلافات ترجئ قمة سوتشي بين أردوغان وبوتين

جابر عمر

كشف مصدران تركيان مطلعان لـ”العربي الجديد” أن خلافات بين أنقرة وموسكو أدت إلى إرجاء قمة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي كان مخططاً لها أن تجرى اليوم الأربعاء.
وقال مصدر أمني مطلع، مفضلًا عدم الكشف عن هويته، إن “القمة كان قد خُطط وأُعد لها من قبل، وكان يُنتظر أن تُجرى اليوم الأربعاء في مدينة سوتشي وتتناول عدداً كبيراً من الملفات الهامة، ومنها الملف السوري والأفغاني والليبي والملفات المشتركة”.
وأوضح المصدر أن “الخلافات تتعلق بالموضوع الأوكراني والأفغاني، خصوصًا دعم ومشاركة تركيا لمبادرة منصة القرم الدولية التي ترفض احتلال روسيا للقرم واعتبارها جزءا من أوكرانيا”.
وشارك وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو الاثنين الماضي في العاصمة الأوكرانية كييف في قمة منصة القرم التي شارك فيها 46 وفداً من دول ومنظمات عديدة، إذ تعمل المنصة الدولية على إنهاء الاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم بطرق سلمية بحسب بيان صدر عن المشاركين.
المصدر الأمني أوضح أن “موسكو تبدو منزعجة من الموقف التركي، كما أن احتفالات وطنية أوكرانية شهدت عرض المسيرة التركية بيرقدار 2B في العاصمة كييف، وكان لهذه المسيرة دور هام في التغلب على الأنظمة الدفاعية الروسية في كل من سورية وليبيا وإقليم كاراباخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا وانتهى النزاع بنصر أذري”.
وأكد مصدر في الخارجية التركية صحة تأجيل القمة المنتظر عقدها بين أردوغان وبوتين، مرجعاً أسباب ذلك “لخلافات تتعلق بأوكرانيا وأفغانستان، على أن يتم ترتيب موعد جديد للقمة خلال الأيام المقبلة، والاكتفاء باتصال هاتفي بين الرئيسين السبت الماضي”.
وأضاف المصدر أن “خلافات الدولتين تنعكس ميدانياً في سورية عبر تصعيد من قبل روسيا على المناطق التي تشهد اتفاقات مع تركيا وخاصة في إدلب، إذ تعمل روسيا دائماً للضغط ميدانياً عند حصول أي توترات بين الدولتين بأي ملف أو قضية مشتركة”، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وبحث أردوغان، مع بوتين، سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وقضايا إقليمية في مقدمتها المستجدات بأفغانستان، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما السبت، بحسب بيان نشرته دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.
وعلى صعيد العلاقات التركية الروسية، قالت صحيفة “حرييت”، نقلاً عن مصادر مطلعة، إن الأنباء التي تحدثت عن قرب عقد صفقة بين تركيا وروسيا لتوريد منظومة دفاع جوي “إس 400” جديدة إلى تركيا “غير صحيحة”.
جاء ذلك تعقيباً على ما أعلنه المدير العام لشركة “روس أبورون إكسبورت” الحكومية لتصدير الأسلحة ألكسندر ميخيف بقوله الاثنين الماضي، إن “توقيع عقد مع تركيا لتوريد جديد لأنظمة الدفاع الجوي “إس-400” سيتم في المستقبل القريب، والمشاورات مستمرة، وأعتقد أنها في المرحلة النهائية، وفي المستقبل القريب سوف نتوصل مع الشركاء لإضفاء الطابع الرسمي على العقد وتوقيعه”، بحسب ما نقلت وكالات أنباء روسية.
وأفادت الصحيفة بأن الصفقة الأولى أدت لفرض عقوبات تعتبر خفيفة على أنقرة، ناقلة عن المصدر المطلع القول إنه “لا توجد حالياً أي مفاوضات من أجل توريد منظومة جديدة، إذ أدت التصريحات للمسؤول الروسي لاستغراب أنقرة من ذلك وما سيؤدي لحصول انطباع عام حول تركيا جراء هذه التصريحات”.
وتفرض أميركا عقوبات على عدد من الشخصيات التركية وفق قانون “كاتسا” الذي وقعه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، من بينهم رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير، فيما أفادت تقارير إعلامية عن تشكيل أميركا وتركيا لجانا فنية للنظر بمسألة الصواريخ الروسية لإيجاد حل لها، بعد لقاء أردوغان وبايدن في يونيو /حزيران الماضي.
وتدعي واشنطن أن الصواريخ الروسية تشكل خطراً على مقاتلاتها الحديثة “إف 35″، إذ حرمت تركيا من هذه المقاتلات رغم تسليمها عدداً منها في أميركا، ولكنها لم تسمح بنقلها لتركيا، فيما تنفي تركيا الادعاء الأميركي وتستشهد بصواريخ “إس 300” تملكها دول أخرى في حلف شمال الأطلسي “ناتو”.
وفي العام 2019، تم توريد الصواريخ الروسية إلى تركيا، وساهم ذلك بحصول الأزمة بين أنقرة وواشنطن، وتحججت تركيا بأن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما رفضت بيع تركيا صواريخ باتريوت الأميركية، فيما عرض على تركيا شراء الصواريخ الأميركية مقابل التخلي عن الصواريخ الروسية ولكن أنقرة عرضت شراء منظومة أميركية مع الحفاظ على المنظومة الروسية، فضلاً عن شروط أخرى رفضتها واشنطن.

 

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى