بوتين لملك الاردن: التطبيع مع سورية هي القضية الأكثر الحاحاً

بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه الملك الأردني عبدالله الثاني في موسكو، الثلاثاء، الوضع في سوريا وأفغانستان، واقترح عليه تطبيع العلاقات في سوريا التي اعتبرها “القضية الأكثر إلحاحاً”.

وقال بوتين: “بالطبع نأمل في تبادل وجهات النظر حول القضايا الأكثر إلحاحاً، كتطبيع الوضع في سوريا والتصعيد الحالي في أفغانستان”، مضيفاً “هذه الموضوعات كانت مطروحة على أجندة العلاقات الروسية الأردنية منذ سنوات”.

من جهته، أكد الملك عبد الله مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يخدم مصالحهما ويعزز الأمن والسلم العالميين. وقال الملك الذي يقوم بزيارة عمل إلى موسكو، إن “دور روسيا في المنطقة يعتبر عنصر استقرار في خضم التحديات التي تواجه الأردن”.

وعن الأوضاع في سوريا وخصوصاً في محافظة درعا، أكد أهمية العمل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، “بما يضمن وحدة أراضي سوريا وسيادتها والعودة الآمنة للاجئين”، مشيراً إلى “الدور الروسي الداعم للاستقرار في سوريا”.

وأضاف الملك أن العلاقات الثنائية بين البلدين تتحسن بشكل مستمر، ولاسيما في التعاون الطبي وتصنيع اللقاحات في المستقبل القريب.

وفي ما يتعلق بأفغانستان، قال الملك الأردني: “نحن جميعاً نراقب تطور الأحداث في أفغانستان بقلق شديد ولكننا مستمرون في محاربة التطرف”، مشيراً إلى أن جائحة كورونا وأحداث أفغانستان الأخيرة، “تملي علينا أن نعيد تنسيق أدوارنا لنتمكن من أخذ زمام الأمور لمواجهة التطرف ليس فقط في منطقتنا بل في كل مكان”.

وتناولت قمة بوتين-عبد الله القضية الفلسطينية، وأكد الملك ضرورة التوصل إلى السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بحسب ما ذكرت قناة “المملكة” الأردنية.

وجاءت زيارة العمل التي يقوم بها الملك عبد الله إلى روسيا تلبية لدعوة روسية لحضور مراسم افتتاح منتدى “الجيش 2021” حيث تم تنظيم معرض ضخم للتقنيات العسكرية الحديثة. وبعد مراسم الافتتاح مباشرة عقد الزعيمان جلسة محادثات.

وأطلع بوتين الملك عبد الله على بعض المعدات العسكرية المعروضة في “باتريوت بارك” في كوبنيكا، على بعد 60 كيلومتراً جنوب غرب موسكو. وقال بوتين إن الأسلحة “مهمة من حيث تعزيز الاستقرار”.

وكانت وكالة “الأناضول” التركية نقلت عن عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأعيان الأردني محمد المومني، أن اللقاء المرتقب بين الملك وبوتين مهم للغاية لما تشهده قضايا المنطقة والعالم من تطورات تستدعي تكاتف الجهود، مشيراً إلى أن هذا اللقاء سيحسم الكثير من الأمور، خصوصاً على صعيد الأزمة السورية، مؤكداً أن التطورات في محافظة درعا تتطلب من موسكو وضع حد لما يجري فيها، “كما أن الأردن حريص على الوصول إلى حل سلمي ينهي ما يجري هناك”.

وتأتي زيارة الملك الأردني إلى موسكو في وقت تشهد درعا، الأقرب للمملكة، قصفاً يومياً وحصاراً مستمراً لقوات النظام وحلفائه منذ حزيران/يونيو. ودفعت الأوضاع الأمنية في درعا، الأردن إلى إغلاق حدوده مع سوريا في 31 تموز/يوليو بعد أن كان يتحضر لتشغيل كامل له.

وسعى الملك إلى تحسين العلاقات الأمنية والاقتصادية مع موسكو في السنوات الأخيرة، وساعد روسيا جزئياً في التعامل مع سوريا. وزادت الاتصالات الأمنية بين الأردن وروسيا بعد تدخل موسكو العسكري في سوريا عام 2015، ففيما دعمت روسيا النظام السوري، سعى الملك عبد الله إلى موازنة الطلبات الروسية مع علاقات الأردن مع الولايات المتحدة.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى