أثارت “خارطة طريق” محافظة درعا التي أعلن عنها أمس الأحد جدلاً واسعاً بين سكان ونشطاء الجنوب السوري، كونها تضمنت بنود تصب بمعظمها في صالح نظام الأسد وروسيا.
ووصف أبو علي المحاميد أحد وجهاء محافظة درعا الخارطة بأنها “تضم بنود مذلة”، وذلك في تسجيل صوتي نشر له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الاثنين.
واستعرض المحاميد في التسجيل أبرز بنود خارطة الطريق، أولها جمع كافة الأسلحة من المنطقة، وتهجير كل شخص رافض لها، بالإضافة إلى إجبار قادة الفصائل على تسليم السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل.
وأضاف المحاميد أن خارطة الطريق لا تخص فقط أحياء درعا البلد، بل تشمل منطقة حوران ككل، محذراً من السكوت والقبول بها، بقوله: “إذا لم نتحرك سيكون مصير الجنوب إما القتل أو التهجير”.
ماذا حصل؟
وقدمت روسيا أمس الأحد خارطة طريق إلى اللجان المركزية في درعا البلد، تضمنت خطوات وأعمال لتنفيذها في المدينة بهدف التوصل إلى حل.
وكانت أبرز بنود تلك الخارطة كالتالي:
تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وإجراء تسوية أمنية لـ”المسلحين”.
– إخراج “المسلّحين” إلى منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سورية (إدلب).
– البحث عن المطلوبين الذين لم يُسوّوا أوضاعهم.
– البحث عن مستودعات الأسلحة والذخائر في درعا البلد.
– تنظيم دوريات مشتركة من مخابرات نظام الأسد والشرطة الروسية في محيط درعا البلد.
– إعادة عمل “الأجهزة المنفذة للسلطة” إلى درعا البلد.
– تسوية أوضاع المنشقين بإرسالهم إلى قطعاتهم العسكرية مع ضمان عدم الملاحقة.
– تسوية أوضاع المتخلّفين عن الخدمة العسكرية وإعطائهم مهلة (في حال الضرورة).
– إنشاء نقاط تفتيش في محيط درعا وتنظيم عبور المدنيين.
– تأمين فرص عمل للمسلّحين السابقين بالدرجة الأولى ولأسرهم.
– تأمين الظروف لإعلان عفو عن “المسلّحين” السابقين.
ومنذ أسابيع يلعب الروس دوراً أساسياً في المفاوضات التي يعقدها النظام السوري مع وفود اللجان المركزية في درعا، وسط صمت رسمي روسي.
وقال المتحدث باسم اللجان المركزية، عدنان المسالمة إن نشر بنود خارطة الطريق من جانبهم لا يعني الموافقة عليها حتى الآن.
وأضاف في بيان وصلت نسخة منه لـ”السورية.نت”، اليوم الاثنين: “نحن أكثر الرافضين لأي بند يمس بأمن وكرامة أهلنا وشبابنا، وأن البنود المقترحة من الجانب الروسي هي رهن التشاور والتداول للجميع”.
“علامات استفهام”
ولا تختلف بنود خارطة الطريق التي حددها الجانب الروسي كثيراً عن المطالب التي سبق وأن طرحها نظام الأسد على ممثلي اللجان المركزية في الجنوب السوري.
وقال مصدر إعلامي من درعا البلد لـ”السورية.نت”: “هناك عدة مجموعات مقاتلة ترفض الخارطة جملةً وتفصيلاً”، مشيراً إلى اشتباكات كانت قد اندلعت ليل الأحد- الاثنين بين تلك المجموعات وقوات الأسد في محيط درعا البلد.
وأضاف المصدر الإعلامي: “لا توجد أي حلول أخرى حتى الآن، وهناك توقعات بعودة التصعيد والتوتر العسكري إلى المنطقة”.
وتداول ناشطون من درعا عبر مواقع التواصل في الساعات الماضية بيانات متفرقة من مجموعات تحمل اسم “ثوار حوران”.
ورفضت تلك المجموعات ما جاء في بنود خارطة الطريق، وأبرزها تسليم السلاح والتهجير.
من جانبه قال الصحفي السوري، إبراهيم الحريري في منشور له عبر “فيس بوك”: “هناك بند خطير في خارطة طريق روسيا”.
وأضاف: “هو الجداول والبيانات التي ستعمل المركزية على إحصائها وتسليمها للروس وهو ما يسهل جدولة الأسماء وإنهاء أي شغب مستقبلي بطرق أسهل. هناك نقاط استفهام كبيرة ستخلق مشاكل أكبر”.
من جانبه اعتبر الباحث السوري، عبد الوهاب عاصي أن “خارطة الطريق التي قدمتها روسيا للحل في درعا أسوأ بكثير من الشروط التي طالبت بها اللجنة الأمنية التابعة لإيران”.
وأضاف عبر “تويتر”: “هذا دليل آخر على أنّ روسيا هي من تدير المشهد في درعا وأنها هي من أعطى التفويض لإيران من أجل التصعيد وليس العكس”.
المصدر: السورية