في الذكرى ال 43 لرحيله عبد الحليم حافظ. السلاح السري لعبد الناصر ضد الغرب

حمادة إمام

في 30 مارس 1977رحل المطرب عبد الحليم حافظ أشهر مطربي مصر في القرن العشرين والذى كان مقرب لكل الحكام والزعماء العرب لدرجة أن الاستخبارات الغربية اطلقت عليه اسم السلاح السرى للرئيس عبد الناصر الامر الذى اكسبه قوة ونفوذ جعلته بمنأى عن مضايقات صلاح نصر مدير المخابرات المصرية في فترة الستينيات وكذلك حلم كل فتاة في ذلك الوقت وقد عرف بارتباطه بالفنانة سعاد حسنى ارتباط قيل انه وصل لدرجة الزواج.
وطوال حياة عبد الحليم كانت سعاد حسنى تتمتع بحمايته وصلت الى درجة اجبار صلاح نصر بالابتعاد عنها خوفا من نفوذ عبد الحليم ومكانته عند الرئيس عبد الناصر وعن هذه العلاقة حكى لي الدكتور هشام عيسى الطبيب الخاص لعبد الحليم والذى رافقه حتى موته
ان صلاح نصر اتصل بعبد الحليم بعد ان كثر الكلام عن اعلان عبد الحليم الزواج من سعاد ونصحه صلاح بالابتعاد عنها لأنه لا يليق بمطرب في مكانته وارتباطه بالرئيس عبد الناصر ان يتزوج من واحده مثل سعاد وعلى الفور اتصل عبد الحليم بالمشير عامر وحكى له كلام صلاح نصر وطلب تدخله للابتعاد عنه وعلى الفور اصدر المشير عامر تعليماته لصلاح بالابتعاد عن حليم نهائيا الامر الذى اغضب صلاح نصر واعاد الاتصال بعبد الحليم معاتبا اياه مؤكدا له ان دوافعه كانت مصلحته لقربه من السلطة ومن وقتها وخرج عبد الحليم من تحت سيطرة صلاح نصر بمعنى ان هناك من كان يحمى سعاد.
وبعد موت عبد الحليم حل الموسيقار عمر خورشيد محله في حماية سعاد فقد كان في قمة مجده وشهرته وكان يوصف بملك الجيتار وفتى احلام الفتيات في السبعينيات بالإضافة لعلاقاته مع أبناء الطبقات الراقية والسياسيين .. وكانت تدور حوله الشائعات ولا تنتهي ومثلما فعل حليم من قبل في محاولته لكف صلاح نصر عن أذى سعاد حسني قام عمر خورشيد هو الآخر بمحاولة كف صفوت الشريف عنها.

فسعاد اعترفت وحكت للمقربين أن صفوت لم ينقطع عن مضايقتها أبدًا.. بل إنه استمر في ذلك بعد رحيل حليم.. ولما علم عمر خورشيد ذهب إلى صفوت في مكتبه بالتليفزيون بعد أن أصبح رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وهدده بكلمات واضحة «سعاد تاني لأ.. فاهم يا صفوت”.

وبعد أن صار صفوت الشريف من مؤسسي الحزب الوطني ــ الديمقراطي طبعًا ــ جاءته فكرة
وجد ثغرة سوف يتمكن بها من النيل من عمر خورشيد.. وهو ما حدث فعلاً.. عندما قام عن طريق بعض فنانين وفنانات يعملون لحسابه زعم أن عمر خورشيد على علاقة حب مع ابنة السادات.. نانا أو جيهان محمد أنور السادات.. ونانا هي قرة عين والدها وحبيبة قلبه آخر العنقود.. دلوعة الأبوين.
كان صفوت يعلم مدى خوف الوالدين عليها أطلق صفوت الشريف شائعة خبيثة تقول إن علاقة ما قد حدثت بين نانا وعمر وما صدق على تلك الشائعة اصطحاب السادات لعمر معه إلى أمريكا لحظة توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والعدو الإسرائيلي.. وقام «عمر» بالعزف في البيت الأبيض أثناء العشاء الشهير الذي تلا توقيع اتفاقية السلام.
في ذات الوقت وبعد عقد اتفاقية السلام كان السادات وجيهان يواجهان انتقادات وشائعات مما سهل لصفوت أن يطلق شائعته الأخطر.. ــ سعاد حكت عن موقف السادات وتسترسل أن صفوت كان في «أوائل أيام استلامه عمله كرئيس لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وبهدوء قاتل كالشائعة القاتلة عرض صفوت على السادات الحكاية ومن ثم فقد طلب من السادات أن يترك الأمر له ــ أي لصفوت.. أي يمنحه حرية التصرف والفعل مع هذا الشاب الفاسد.. كان صفوت يسعى كما تقول سعاد للحصول على رخصة «رئاسية» للتخلص من عمر خورشيد.. وقد فعل دون علم السادات أو بأمر منه.
السادات طلب من صفوت التصرف في حدود القانون ورفض لقاء عمر خورشيد الذي حاول أن يلقاه ليشرح الأمر له بعدما شعر بحجم المؤامرة وخطورة الانتقام، لكن صفوت لم يكتف بذلك بل أحكم الحبل جيدًا حول رقبة عمر خورشيد وراح يصنع شائعة أخرى تتعلق بزيارة عمر إلى تل أبيب في الوقت الذي كانت الدول العربية مشتعلة بعد توقيع الاتفاقية.

كانت شهرة عمر خورشيد ملأ سماء وأرض الوطن العربي.. فانصب العداء الذي طال سمعة السادات يطال عمر خورشيد.. وعلى الفور قامت دولة الكويت بإلغاء حفلات كان «عمر» يعد لها مع فرقته الموسيقية بداية عام 1979.. بل أصدرت الكويت قرارًا بمنع عمر خورشيد من دخول أراضيها استنادًا إلى القانون الملكي رقم 21 لسنة 1964 بشأن مقاطعة إسرائيل ومن يتعامل معها.. بعد الكويت قامت دولة قطر هي الأخرى بإصدار قرار شبيه بالقرار الكويتي بتاريخ 8 أبريل عام 1979 بمنع دخول عمر خورشيد من دخول قطر.. تلا ذلك قرارات منعه من عدة دول عربية أخري.
كان صفوت قبل مقتل خورشيد قام بمراقبته ورصد تصرفاته على مدار الأربعة وعشرين ساعة عن طريق فريق رصد خصصه لتلك المهمة وكان النبوي إسماعيل وزير الداخلية على علم بكل ذلك.. بل كان يساعد صفوت للقيام بمهمته بشكل تقني.. وعلى أكمل صورة.
في القاهرة كان خورشيد يخطط لإحياء الحفل السنوي لذكري افتتاح قناة السويس في 5 يونيو 1980 وكان مصرًا على لقاء الرئيس السادات فطلبته الفنانة «مديحة كامل» وألحت عليه قبول دعوة رجل الأعمال «عادل الصيرفي» وزوجته السيدة «نوال الصيرفي» بالزمالك لحفل خاص على شرفه حضره نجوم كبار مثل «ليلي فوزي» و«جلال معوض» و«أحمد فؤاد حسن» وزوجته السيدة «سهام» ومديحة وعدد آخر من الفنانين.
عقب خروج خورشيد من الرولاند هو وزوجته «دينا» فوجئ بثلاثة أشخاص يركبون عربة «بويك فان» كبيرة خضراء اللون نزعت منها اللوحات المعدنية يسبونه وزوجته بأفظع الألفاظ ثم صدموا عربة عمر الجديدة وتقدموا أمامه وكأنهم يستفزونه فطاردهم بطول شارع الهرم على سرعة قيل إنها بلغت 130 كيلو مترا في الساعة حتى وصلت سيارته لنهاية شارع الهرم أمام مطعم «خريستو» فكسرت عليه السيارة الخضراء فاختلت عجلة القيادة في يديه فاصطدم بالجزيرة المتوسطة بعنف وطار جسده خارجًا من الزجاج الأمامي الذي تسبب في جروح ذبحية ثلاثية بالرقبة والصدر واصطدم جسده بعدها بعامود الإنارة فحدث به عدد من الكسور كما جاء بتقرير الطبيب الشرعي ومات عمر في مستشفى المواساة بينما نقلت زوجته «دينا» لمستشفيي الأنجلو. المثير أن صفوت الشريف قد كان أول المعزين في جنازة عمر خورشيد صباح السبت 30 يونيو 1980.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى