أصدر المؤتمر الشعبي العربي برئاسة الأستاذ أحمد عبد الهادي النجداوي أمين عام المؤتمر الشعبي العربي بيانًا في ذكرى ثورة يوليو جاء فيه” تمر هذه الأيام الذكرى التاسعة والستون لثورة يوليو العظيمة التي حمل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر رايتها وكانت منطلقا للتغيير في عموم المنطقة العربية، إذ شكلت رافعة حقيقية للثورات العربية المختلفة، ذلك أنها رسخت في عقول أحرار العالم وقلوبهم مجموعة من القيم المهمة كما برز توجهها العروبي لتجعل من القومية العربية واقعا ومن الوحدة العربية شعارا مركزيا.
وقد سعت القيادة آنذاك بزعامة الخالد جمال عبد الناصر إلى إحداث التحول النوعي في مفهوم الاستقلال السياسي، والارتقاء به إلى استقلال حقيقي، وإحداث تنمية شاملة في الحقول الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والتربوية، وتوسيع العلاقات العربية المشتركة وتعميقها، وكذلك الشأن مع دول القارة الأفريقية، ودول آسيا مع المساهمة في تكريس مفهوم عدم الإنحياز.
أيها المناضلون
يا أبناء الأمة العربية المجيدة
أولت ثورة يوليو عناية خاصة لبناء مصر الحديثة، والنهوض بمكانة الطبقات والفئات و الشرائح الاجتماعية الشعبية من الفلاحين والعمال عبر الإصلاح الزراعي، والتصنيع وتطوير البنى الأساسية، حيث تم تشييد العديد من المصانع والمجمعات الإنتاجية والمنشآت الضخمة كمصنع الحديد والصلب، والسد العالي، الذي أحدث تحولا هاما في حياة الشعب المصري على اكثر من مستوى وصعيد، منها إنتاج الطاقة الكهربائية، وبناء بحيرة ناصر، وزيادة الإنتاج الزراعي وتشغيل الأيدي العاملة في قطاعات انتاجية جديدة، إضافة إلى تطوير الثقافة والفن والتربية والتعليم، وقبل ذلك تحديث الجيش المصري، وتجديد تسليحه وتعظيم قدراته القتالية، وتحويله إلى جيش للأمة العربية جاهز للدفاع عن مقدرات الأمة وثرواتها ولحماية حدودها،
يا أبناء أمتنا العربية
لقد تعرضت ثورة يوليو إلى كثير من المؤامرات لإسقاطها كما كان قائدها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر هدفا للتشويه، لكن الأيام أثبتت صحة المنهج الذي اختارته الثورة وصدق عزم قادتها وقوة إيمانهم بمستقبل الأمة كما بينت تجارب الآخرين بما لا يدع مجالا للشك، ان قائد يوليو رسخ مكانة مصر والأمة العربية في العالم ونبه إلى الدور التاريخي الذي يجب أن يلعبه الوطن العربي. كما شكلت السياسة التي مارسها القائد الخالد بامتيازه وبراعته وحكمته حلقة مهمة ومؤثرة في معظم القضايا العالمية وفي المقدمة منها قضية فلسطين، التي حملها ودافع عنها كما ساهم بشكل مباشر في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1964، وهو الذي تبنى دعم واسناد الثورة الفلسطينية المعاصرة، وسهل اندماج فصائل الثورة في منظمة التحرير الفلسطينية.
الآن ونحن تقف مجددا امام ذكراها المجيدة تواجه مصر ومن خلالها الأمة العربية العديد من التحديات، التي تستهدفها، وتعمل على هدم صرحها العظيم، وتقزيم دورها الاستراتيجي في الوطن العربي والإقليم عموما، وتهدف أساسا على وقف مسيرتها الوطنية والقومية نحو التقدم والنهوض كما امتدت تلك الأيادي إلى العراق وسوريا والأحواز واليمن بغاية تمزيق وحدة الوطن العربي وتأخير مسيرته نحو التحرر والازدهار
إن ثورة يوليو كانت بلا شك منطلقا لمشروع وطني وقومي وإقليمي ودولي سيظل حيا في قلوب وعقول كل أحرار العالم وفي وجدان أبناء الأمة العربية التواقين إلى التحرر والانعتاق.
المجد والخلود للقائد الفذ جمال عبد الناصر مفجر ثورة يوليو وقائدها ولكل قادة الأمة وشهدائها
الخزي والعار لأعداء الأمة العربية”.