تتفاعل قضية وفاة الشاب، أمين عيسى أمين العلي، في مناطق شمال وشرق سوريا، وبينما تؤكد عائلته أنه قتل “تحت التعذيب” في سجون “حزب الاتحاد الديمقراطي” (pyd)، ينفي الأخير ذلك، ويقول إنه حادثة الوفاة أسبابها طبيعية، إثر تعرضه لجلطة دماغية.
وأكد “مكتب شؤون العدل والإصلاح” التابع لـ”الإدارة الذاتية” الكردية، في بيان، اعتقال الشاب أمين عيسى أمين في “سجن غويران” بالحسكة منذ 22 مايو الماضي، لكنه نفى مسؤوليته عن وفاته “تحت التعذيب”.
وجاء في البيان، الذي وصلت نسخة منه لموقع “الحرة”: “المرحوم كان موقوفا لدى لجنة المتابعة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية بتهمة الفساد ودفع الرشاوي، وأنه كان يعاني من أمراض سابقة ومشاكل صحية”.
وتابع البيان: “كان الشاب يتناول الأدوية التي قام أهله بجلبها له إلى المركز وفق وصفات طبيبة مرفقة. بالكشف على الجثة تبين عدم وجود أي آثار عنف وشدة وتعذيب وأن سبب الوفاة عبارة عن جلطة دماغية ناجمة عن توتر شرياني حسب التقارير الطبية”.
وتحدث البيان عن “ادعاءات حول حادثة الوفاة”، معتبرا أن “الصور التي نشرت للشاب بعد وفاته تم إعدادها على برامج تعديل الصور الفوتوشوب”.
وينحدر الشاب أمين من ريف مدينة الدرباسية في محافظة الحسكة، وهو من مواليد عام 1986، وكانت قوى “الأمن الداخلي” (أسايش) قد اعتقلته في يوم 22 من شهر مايو الماضي، بعد مداهمة مفاجئة نفذتها على منزله، وهو الأمر الذي أكده بيان “الإدارة الذاتية”.
وكان موقع “الحرة” قد حصل على صور لجثمان الشاب من ابن عمه هجار أمين، لكن يمتنع عن نشرها لقساوة المشهد، حيث تظهر آثار تعذيب من الرأس وحتى القدمين.
في المقابل، أرفقت “الإدارة الذاتية” مع بيانها صور قالت إنها للشاب أمين بعد وفاته، ويتبين فيها تعرضه لكدمات في محيط الرأس والرقبة فقط.
كما استعرضت “الإدارة” تقارير طبية تفيد بأن أسباب الوفاة “طبيعية”.
“العائلة ترد”
وردا على بيان “الإدارة الذاتية” يقول هجار أمين العلي ابن عم الضحية: “أنا شخصيا رافقت جثة المغدور منذ إخراجها من المشفى وحتى وصولها إلى غرفة الغسيل”.
ويضيف هجار أنه التقط صور الشاب بـ”يده”، ويتابع: “في أثناء غسيل الجثمان تفاجأنا وصعقنا من المشهد القاسي لآثار التعذيب”.
ويؤكد ابن عم الشاب، في تصريحات لموقع “الحرة”، أنه التقط الصور بدقة بهاتفه المحمول، ويتابع: “مستعدون لتقديم الدلائل وعرضها على خبراء الفوتوشوب”.
وزاد المتحدث: “لدي شهود كثر لتأكيدها. كل الشهود تشهد أننا وفي أثناء إخراجه إلى المغسل تفاجأنا بالمشهد القاسي لآثار التعذيب”.
من جانبه، يقول بشار أمين عم الشاب ووالد زوجته: “كل شيء ورد وصدر من صور ومعلومات لدينا تأكيدات ودلائل بشأنه، ومستعدون للكشف عن الجثة من جديد”.
ويشغل بشار أمين منصب أمين عام المكتب السياسي لحزب “الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا”، ويقيم حاليا في الدرباسية بريف الحسكة، وكان قد شارك في دفن الشاب أمين، في الساعات الماضية.
ويضيف في تصريحات لموقع “الحرة”: “الذي ارتكب الجريمة يمكن أن يبرئ نفسه. أمين تعرض للتعذيب من خلع أسنان وكسور في الجمجمة، وهناك الكثير من الدماء التي كانت تخرج من رأسه، بالإضافة إلى تعرضه لحروق بسبب سكب الماء المغلي على أسفل ظهره”.
ويؤكد عم الضحية: “المسائل المذكورة مثبتة، والصور التي صدرت حقيقية وأكيدة ولدينا إلى جانبها تقرير من طبيب شرعي نتحفظ عن ذكر اسمه حفاظا على سلامته”.
ويشدد بشار أمين: “رأيت الجثة بأم عيني”.
“تقريران متضاربان”
وبحسب تقرير الطبيب الشرعي الذي كشف على جثة الشاب أمين، ووصلت نسخة منه لموقع “الحرة” قدمها ابن عمه هجار فقد جاء فيه أن الضحية تعرض لكسر في الفك ونزيف داخلي في الجمجمة واقتلاع كافة الأسنان من الصف السفلي.
وأفاد التقرير الشرعي أن الجثة تظهر آثار ضرب على الركبة، وضربات بأداة قاسية على الرقبة وخلف الرأس، إلى جانب حروق من خلق الرأس إلى نهاية العامود الفقري بالزيت الحار.
وهناك أيضا آثار لضربات قاسية على البصلة السيسائية وضرب بالشفرات على الجهة اليسرى من الوجه، فضلا عن حروق في اليدين من تحت الإبط إلى الكف وحفر في جلدة البطن وآثار واضحة للصاعق الكهربائي على بطنه وخصيته.
لكن التقرير الذي نشرته “الإدارة الذاتية” كان مخالفا لما سبق.
وجاء في التقرير الذي وقع عليه طبيب يدعى، محمد أحمد خلف: “لدى الكشف على الجثة تبين وجود علامات نقص أكسجة دماغية واضحة ناجمة عن فرط توتر شرياني مهمل، ما أدى إلى توقف القلب والتنفس”.
وذكر الطبيب الذي استعرضت “الإدارة الذاتية” شهادته: “لم أشاهد علامات عنف أو شدة مورست على الجثة. لا شيء من الناحية الجراحية علما أن المتوفي يدعى أمين عيسى العلي”.
سبب الاعتقال
إلى جانب التضارب في تقارير الأطباء الشرعيين هناك تضارب أيضا في أسباب اعتقال الشاب أمين العلي.
وفي تقرير سابق نشره موقع “الحرة” حول ملابسات الحادثة قال ابن عم الضحية هجار أمين إنه حصل على رد من قبل هافار روبار، المسؤول عن النيابة العسكرية التي نقل إليها الأول بعد اعتقاله.
وأوضح هجار: قال لي المسؤول: (وعد شرف الشاب أمين هو ضيف لدينا، وهو شاهد على قضية تندرج تحت بند استغلال منصب وظيفي لأحد الأشخاص من جيرانه. سنسأله كم سؤال ونعيده)”.
وزاد هجار أمين أن هافار روبار المسؤول عن “النيابة العسكرية” في شمال وشرق سوريا هو “تركي الجنسية”، ملمحا خلال حديثه إلى أنه يتبع لـ”حزب العمال الكردستاني”.
في المقابل ذكرت “الإدارة الذاتية” في بيانها أن اعتقال الشاب جاء “بتهمة دفع الرشاوي، وقد كان قد صدر بحقه مذكرة توقيف رسمية صادرة عن الجهات المختصة وفق الأصول”.
أما عبد الباسط حمو، عضو المكتب السياسي لـ”الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا” فقد قال إن اعتقال الشاب أمين العلي يرتبط بنشاطه السياسي في “الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا” وأيضا في “المجلس الوطني الكردي”.
المصدر: الحرة. نت