جمال عبد الناصر أخلاق الأنبياء

حسن صبرا

حدثني ابو علي وهو رفيق درب وانتماء وحب لمصر وجمال عبد الناصر البيروتي العتيق وفيق العجوز عن علاقته بمعشوق الملايين ابو خالد اثناء توليه مكتب القاهرة في شركة طيران الشرق الاوسط فروى اي هاتين الواقعتين :
الواقعة الاولى وكانت في المرة الاولى التي يتلقى فيها اتصالاً منه
اذ رن جرس هاتف مكتب الميدل ايست في القاهرة ليسأل العجوز عن المتكلم فجاءه الجواب : انا جمال عبد الناصر فرد العجوز بخوف وارتباك : ارجوك بلاش هزار ثم اقفل سماعة الهاتف .
عاد جرس الهاتف للرنين ثانية فرفع العجوز السماعة ليستمع الى المتحدث يقول بهدوء : اسمع يا استاذ وفيق وما تقفلش السكة انا جمال عبد الناصر وعايز اسألك ليه ما وصلنيش عدد جريدة النهار بتاع النهارده ؟ فيه حاجة حصلت ؟
يقول لي الحبيب الراحل وفيق العجوز انه ارتبك ووقف يخاطب جمال عبر الهاتف ليقول : والله يا سيادة الرئيس الجرايد كلها وصلت المطار مع طيارة الميدل ايست من بيروت الصبح وفي حد من الرئاسة خدها زي العادة ، واسمحلي ادور عندي على عدد النهار عشان ابعته للمكان اللي تريده سيادتك
قال لي ابو علي ان اكثر من عدد من النهار كانت تصل على متن رحلات الميدل ايست الثلاث يومياً وان موظفاً من الرئاسة كان ينتظر حتى تستقر الطائرة اللبنانية على الارض حتى يحمل منها الصحف والمجلات اللبنانية الى جمال عبد الناصر وكان يحرص على قراءة النهار والحياة على الرغم من المقالات التي كانت ترد في الجريدتين ضده وكذلك الاخبار المعتمدة على مصادر معادية لمصر ودورها العربي ويقرأ الانوار دائماً التي اسسها الراحل سعيد فريحة فكانت جريدة الناصريين الاولى في لبنان والبلاد التي تستقبل الصحف اللبنانية
الى ذلك كان جمال يقرأ لسان الحال التي تصدر بعد الظهر و تصل القاهرة في طائرة الليل فلما صدرت المحرر لهشام ابو ظهر صارت على مكتب جمال كل صباح
ومن المجلات كانت كل شيء والصياد ثم الحوادث
ويتابع ابو علي كلامه عن جمال فيقول ان اتصالاً جديداً حصل منه فإذا به يسمع منه شكراً على صندوق كريز (المصريون مصممون حتى الآن على تسمية الكرز بالكريز ) كان العجوز ارسله مع صحف الصباح مرة الى جمال … فيتابع جمال قوله بعد الشكر
اسمع يابو علي ، مش اسمك برضو ابو علي ؟ نعم يا ريس
ابو علي : الكريز ده لذيذ اوي والولاد احبوه ، لكن ارجوك الا ترسله مرة اخرى ، دي حاجة مش موجودة في مصر ونا مش قادر اشتريها من برا الميزانية ما بتسمحش ، ونا قبلتها مرة وبشكرك جداً ونا بتصل للشكر وعشان ارجوك الا ترسل حاجة تاني
يقول وفيق العجوز متأثراً وهو يروي هاتين الواقعتين انه كان اكثر تأثراً وهو يستمع من عبد الناصر الى كلماته : الميزانية ما بتسمحش
… فتوافقت معه على ان جمال كان خليفة الانبياء في أخلاقه

المصدر: مجلة الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى