عودة التقنين في سورية بعد “الانتخابات”.. كيف أنارت روسيا احتفالات الأسد؟

بمجرد انتهاء الانتخابات الرئاسية في سوريا أو ما يسميه الموالون بـ”العرس الوطني” عاد التقنين الكهربائي كما السابق، بعد تحسن ملحوظ وصل لـ24 ساعة كهرباء في بعض أحياء دمشق من دون انقطاع، وأحياء أخرى بانقطاع ساعة أو ساعتين فقط خلال النهار فترة أسبوع الانتخابات.
وانتقد كثيرون عودة التقنين بهذه السرعة، متسائلين: إن كانت الوزارة قادرة على توليد الكهرباء لأسبوع من دون انقطاع، فلماذا لم تقم بذلك؟ بينما استغرب آخرون من عدم اكتراث حكومة النظام بفترة الامتحانات التي تبدأ مع نهاية الشهر، والتي تعتبر مصيرية بالنسبة للطلاب، لكنّها قدمت كل ما تستطيع لصالح حفلات الانتخابات.
ووصل تقنين الكهرباء بعد الانتخابات، إلى 6 ساعات قطع مقابل ساعتين في حلب، و5 بـ2 في حمص، وفي دمشق 3 ساعات مقابل 3 ساعات، وفي أحياء أخرى 4 قطع مقابل ساعة ونصف وصل.
ورصدت تقارير صحفية، أحدها لموقع “هاشتاغ”، بدء تطبيق التقنين الكهربائي في يوم الاقتراع نفسه بتاريخ 27 أيار، حيث أكد مراسل الموقع، انقطاع الكهرباء عن مركز مدرسة إسكندرون في دمشق لتستمر العملية الانتخابية فيه على ضوء “فلاشات” الجوالات رغم وجود أكثر من 200 مواطن يحتفلون بالانتخابات أمامه.
وبحسب التقرير، انقطعت الكهرباء في عدة مراكز اقتراع منها مركز سهيل أبو الشملات بالزراعة في اللاذقية ومركز بلدية جديدة عرطوز في ريف دمشق، ومركز معروف الرصافي في ركن الدين بدمشق.
دور روسيا
وأكدت مصادر خاصة في وزارة النفط والثروة المعدنية، أن سبب تحسن الكهرباء فترة الانتخابات، هو اتفاق بين النظام وروسيا لتحويل ضخ الغاز من معمل السماد المستثمر من قبل روسيا في محافظة حمص، إلى محطات توليد الكهرباء.
وكشف عضو مجلس الشعب وضاح مراد العام الماضي، أن سبب زيادة ساعات التقنين الكهربائي هو سحب كميات من الغاز وإعطائها للشركة الروسية التي تستثمر معمل السماد في حمص، وأوضح عبر صفحته الشخصية على “فيس بوك” حينئذ أنه تم سحب مليون و200 ألف متر مكعب من الغاز المخصص لتوليد الكهرباء لصالح المعمل.
ولفت مراد إلى اعتراف وزير الكهرباء بسحب كميات من الغاز لصالح الشركة الروسية، مشيراً إلى أن قرار السحب جاء بناء على طلب من رئاسة مجلس الوزراء.
وخلال أسبوع الانتخابات، قال وزير الكهرباء غسان الزامل إن نسبة توليد الكهرباء زادت بحدود 400 ميغا واط ساعي تقريباً، الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على واقع التغذية الكهربائية في المحافظات خلال الأيام الماضية.
وأشار إلى أن سبب تحسن الواقع الكهربائي يعود إلى زيادة كمية الغاز الواصل إلى الوزارة من وزارة النفط والثروة المعدنية بنحو 1.2 مليون متر مكعب يومياً، نتيجة تحويل ما كان مخصصاً لمعمل السماد لمحطات التوليد، لكنه برر التحويل “بعطل حصل في المعمل منذ أيام”.
ولم يصدم السوريون بتغير حال الكهرباء فقط، بل تزامن انتهاء الانتخابات بارتفاع سعر الصرف مقابل الليرة الذي وصل بتاريخ 30 أيار إلى 3270 ليرة، ما ساهم بارتفاع الأسعار بشكل مفاجئ في الأسواق.

المصدر: تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى