سورية: غموض بشأن حزب “سورايا” وتأثيره على الحوار السرياني

عبد الله البشير

تشهد مناطق شمال شرق سورية الخاضعة لسيطرة مليشيات “قوات سورية الديمقراطية”، المعروفة اختصاراً بـ”قسد”، حالة من التنافس السياسي بين الأحزاب العاملة فيها، مع سعي ضمني لحزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD) للهيمنة بشكل مستمر على القرار السياسي، وذلك بعد مباركته تأسيس حزب “آشوري” جديد، هو الحزب الرابع المؤسَس على أساس الانتماء للطائفة السريانية في المنطقة.
وانطلق المؤتمر التأسيسي لحزب “سورايا الديمقراطي” يوم الأربعاء 26 مايو/ أيار، وحضر المؤتمر كل من الإدارية في حزب “الاتحاد الديمقراطي” عريفة بكر، وسكرتير “الحزب الديمقراطي الكردي” نصر الدين إبراهيم، وممثل الكنيسة السريانية في مدينة القامشلي خوري شمعون.
وحول تشكيل الحزب الجديد، شدد مسؤول مكتب العلاقات في “المنظمة الآثورية”، كبرئيل موشي كورية، لـ”العربي الجديد”، على أنّ تأسيس الحزب الجديد يندرج تحت إطار حرية التعبير، وضمن التعددية السياسية الموجودة في المجتمع، وقال: “لا نعرف الكثير عن البرنامج السياسي للحزب، إضافة إلى أنه ليس لدينا موقف سلبي من التعددية السياسية، لكن لدينا نوع من الحذر في حال تحولت التعددية السياسية إلى شكل فائض عن الحاجة، لأنها قد تعطي نتائج عكسية. مع ذلك نحن في انتظار الاطلاع على برنامج الحزب السياسي وتوجهاته حتى نحكم على توجهاته بقناعتنا”.
وتابع “في المرحلة القادمة يجب أن تقوم الحياة السياسية على أساس التعاون والشراكة والتكامل، بعيداً عن مسائل التنافس السلبي بين القوى السياسية، كون المرحلة تستوجب توحيد كل القوى السياسية، وهذا ما بدأنا به كمنظمة آثورية وحزب اتحاد سرياني، من أجل توحيد الصفوف والرؤى والخطاب، فيما يخص مطالبنا القومية ورؤيتنا لسورية المستقبل”.
وعن النقطة التي وصل إليها الحوار السرياني والدعم الأميركي، بعد دعوة من قبل المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، ديفيد برونشتاين، لوفدين من “المنظمة الآثورية الديمقراطية” و”حزب الاتحاد السرياني”، والذي جرى الثلاثاء 25 مايو/ أيار؛ صرّح كورية “الحقيقة حدث اللقاء بناء على دعوة من السيد ديفيد برونشتاين وفدًا من المنظمة الآثورية الديمقراطية وحزب الاتحاد السرياني على خلفية مشاركته بعيد (أكيتو) واستماعه لتقدم الحوارات التي تتم ما بين المنظمة الآثورية الديمقراطية وحزب الاتحاد السرياني، على طريق الوصول لتشكيل تفاهم سياسي ما بين الحزبين اللذين يمثلان لدرجة كبيرة تطلعات السريان الآشورية في سورية، والطرفان محسوبان على المعارضة السورية برغم اختلاف التموضعات بينهما”.
وأردف كورية “استمع السيد ديفيد إلى الرؤية السياسية لكلا الحزبين المقدمة من قبل المسؤولين، واطلع على تقدم الحوار بينهما. في هذا اللقاء أكد دعم الإدارة الأميركية لأحزاب وفعاليات المكون السرياني الآشوري”، مشددا على فكرة دعم الحوارات بين كلّ المكونات ووجهة النظر عن خدمة وحدة المعارضة السورية والمساهمة في الاستقرار، الذي يساهم في بناء عملية حوكمة رشيدة في المنطقة على أساس فاعل من كل المكونات، عرب وكرد وسريان آشوريين، أيضا تم استعراض الموقف والسياسة الأميركية في المنطقة وخصوصا شرق الفرات وهذه كانت الغاية من الاجتماع”.
ومباركة حزب “الاتحاد الديمقراطي” لتأسيس حزب “سورايا الديمقراطي”، جاءت في إطار منافسته للمجلس الوطني الكردي، أحد قوى الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، بعد مرور أشهر على انطلاق الحوار السرياني، ما يضع إشارات استفهام كثيرة حول جدوى تأسيس حزب “سرياني” جديد في المنطقة، في ظل وجود ثلاث قوى كانت تسير في حوار تفاهم لتحقيق تطلعات سريان وآشوري سورية لمستقبلهم السياسي في المنطقة، لا سيما أنّ حزب “الاتحاد الديمقراطي” له سوابق في عرقلة الحوار “الكردي -الكردي”، ما قد ينذر على غرار ذلك بسعي الحزب لعرقلة الحوار السرياني.
يشار إلى أنّ القوى الثلاث المشاركة في الحوار السرياني، هي حزب “الاتحاد السرياني”، و”الحزب الآشوري الديمقراطي”، و”المنظمة الآثورية الديمقراطية”؛ ولهذه القوى خصوصيتها في المشهد السياسي المسيحي في سورية، إذ تلتقي تحت مظلة العامل “السرياني” وتمثيل السريان سياسياً.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى