أكدت تقارير اتساع نطاق العمليات العسكرية الروسية في منطقة البادية السورية خلال اليومين الماضيين. ومع أن موسكو التزمت الصمت ولم تفصح عن تفاصيل بشأن غاراتها في المنطقة، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتسجيل أكثر من 180 غارة شنتها المقاتلات الروسية خلال يومين.
وأفاد تقرير المركز أن القوات الروسية تواصل عملياتها ضمن البادية السورية، محاولة الحد من تحركات ونشاط تنظيم «داعش» المنتشر على مساحات واسعة من البادية. وزاد أن الطائرات الحربية الروسية شنت عشرات الضربات الجوية، مستهدفة مغارات وكهوفاً ومناطق أخرى في كل من محيط جبل البشري عند الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور، ومحاور في ريف حماة الشرقي ولا سيما محيط إثريا، بالإضافة لبادية حمص الشرقية. وزاد أن عدد الغارات التي شنتها المقاتلات الروسية خلال 48 ساعة الفائتة، زاد عن 180 غارة، تسببت بسقوط خسائر بشرية ومادية، إذ تأكد مقتل 13 من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» بالإضافة لتدمير آليات.
وبذلك تكون حصيلة الخسائر البشرية خلال الفترة الممتدة من 24 مارس (آذار) وفقاً لإحصائيات وتوثيقات «المرصد السوري»، 1423 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، من بينهم اثنان من الروس على الأقل، بالإضافة لـ149 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لتنظيم «داعش» في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء وحماة وحلب. كما وثّق المرصد السوري استشهاد 4 مدنيين عاملين في حقول الغاز والعشرات من الرعاة والمدنيين الآخرين بينهم أطفال ونساء في هجمات التنظيم، ووثق كذلك مقتل 950 من تنظيم «الدولة الإسلامية»، خلال الفترة ذاتها.
وكان الناطق باسم القوات الروسية في سوريا قال قبل يومين، أن القوات الحكومية السورية، وبدعم من القوات الروسية، «تمكنت من القضاء على أكثر من 300 إرهابي في سوريا منذ الـ23 من أبريل (نيسان) الماضي». وأوضح أن «الجيش السوري وبدعم من القوات الروسية، يواصل عمليات الاستطلاع والبحث في البادية السورية». ووفقاً للبيان العسكري الروسي، «تم منذ الـ23 من أبريل الماضي، تصفية 338 مسلحاً من الجماعات الإرهابية واعتقال 44 آخرين، وإعطاب 6 عربات لهم وتدمير 38 قطعة سلاح و45 وكراً»، مشيراً إلى أنه «بفضل عمل الجيش، تم إلحاق خسائر فادحة في أفراد ومعدات الإرهابيين، فضلاً تقليص الهجمات الإرهابية ضد المدنيين والجيش السوري».
ورغم تركيز الحديث حول الوضع في البادية، لكن البيانات العسكرية الروسية أشارت خلال الأسابيع الأخيرة، إلى تقليص استخدام الطائرات المسيرة في شن هجمات على قاعدة «حميميم» أو المناطق المحيطة بإدلب.
وكان قائد وحدة الحرب الإلكترونية لمجموعة القوات الروسية في سوريا فاديم ريفين، قال إن «قوات التشويش الإلكتروني تواصل أداء مهامها الخاصة في الجمهورية العربية السورية بنجاح فيما يخص التصدي للوسائل التقنية التابعة للتشكيلات المسلحة غير الشرعية». وأضاف أن قوات التشويش الإلكتروني «تساهم بقسط كبير في الانتصار على الإرهاب الدولي». ورأى أن الاستخدام الفعال لوسائل التشويش «قلصت فرص استخدام العدو لمختلف الوسائل التقنية لاستهداف قاعدة حميميم».
في السياق ذاته، قال قائد وحدة التشويش الإلكتروني للقوات الروسية في طرطوس دينيس كوليكوف، إن أنظمة التشويش شكلت نوعاً من «القبة» للحماية من الطائرات المسيرة التي يطلقها المسلحون. وأضاف أن القوات الروسية استخدمت جهاز «بوليه – 21» ونظام «راتنيك – كوبول» للتشويش على أنظمة التحكم بالطائرات المسيرة، لافتاً إلى «نتائج مهمة» تحققت على هذا الصعيد.
المصدر : الشرق الأوسط