أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري تسجيل ثلاث حالات جديدة في سوريا مصابة بفيروس كورونا، ليصبح العدد الإجمالي للحالات المعترف بها رسمياً، أربعة، وسط توقعات بأن يكون الرقم أعلى من ذلك بكثير.
وأوضحت أن الحالات الثلاث المصابة هي من المجموعة التي كان قد تم وضعها في “الحجر الصحي” في الدوير الأسبوع الماضي، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء النظام “سانا”.
يأتي ذلك في وقت، لفً الغموض طبيعة الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الاثنين، إلى دمشق حيث التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وفيما اكتفت المعلومات الرسمية من كلا الطرفين بالقول إن الرجلين بحثا الهدنة التركية الروسية والتطورات في إدلب وشرق الفرات، كشفت صحيفة “فيدوموستي” الروسية أن هدف الزيارة يرتبط بضرورة ردع تفشي فيروس “كورونا”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من وزارة الدفاع الروسية إشارته إلى أهمية توقيت الزيارة التي استغرقت يومين واختتمت الثلاثاء، وبحث خلالها شويغو مع الأسد الوضع في محافظة إدلب وتنفيذ الاتفاق المبرم بشأنها بين روسيا وتركيا، بالتزامن مع استمرار انتشار الفيروس الجديد في مختلف أنحاء العالم.
وأوضح المصدر أن هدف هذه الزيارة يكمن في “منع أي تصعيد من شأنه أن يصرف جهود روسيا وتركيا وسوريا عن تحديات أكثر خطورة تسبب فيها فيروس كورونا”.
والثلاثاء، كشفت وكالة “رويترز” أن سفينة روسية عسكرية تحمل على سطحها ثلاث سيارات إسعاف عبرت مضيق البوسفور التركي متوجهة إلى سوريا.
تحذيرات حقوقية
وتزامن ذلك، مع تحذير منظمات حقوقية، الأربعاء، من “كارثة” محتملة في حال تفشي فيروس كورونا المستجد في السجون السورية، حيث من شأن الاكتظاظ وانعدام الخدمات الطبية أن يعرّض حياة عشرات الآلاف لخطر داهم.
وقالت الباحثة في منظمة العفو الدولية ديانا سمعان لوكالة “فرانس برس”: “إذا تفشّى الفيروس في الأفرع الأمنية أو في السجون المدنية، سيؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة”، مضيفة أنه “تبيّن في السنوات التسع الأخيرة أن القوى الأمنية ورؤساء الأفرع الأمنية لا يقدمون أي نوع من الرعاية الصحية لأمراض تعد بسيطة مقارنة مع كورونا”.
كما أكدت أنه “من واجب حكومة النظام أن تقدم أي علاج ضروري لمكافحة الأمراض بينها كورونا”.
وتفاقمت المخاوف على مصير السجناء والمعتقلين بعد تسجيل دمشق، أول إصابة بفيروس كوفيد-19، والتي تلتها ثلاث إصابات جديدة، وسط خشية من هشاشة المنظومة الصحية التي استنزفتها تسع سنوات من الحرب، مع دمار مستشفيات وتشريد الطواقم الصحية ونقص التجهيزات.
وقالت الباحثة لدى “هيومن رايتس ووتش” سارة كيالي ل”فرانس برس”: “إصابة واحدة بفيروس كورونا في مراكز الاحتجاز من شأنها أن تكون وستكون كارثية، ليس فقط لأن الفيروس شديد العدوى ومميت في بعض الحالات، ولكن أيضاً لأن حكومة النظام السوري عذّبت المعتقلين وأساءت معاملتهم، ما يجعلهم أكثر عرضة لمخاطر تفشيه”.
وطالبت 43 منظمة حقوقية ومجموعات سورية معارضة في بيان مشترك، النظام “بالإفراج الفوري عن المسجونين والمُحتجزين السياسيين والحقوقيين، وعدم القيام بأي عمليات اعتقال جديدة” للحد من انتقال الفيروس.
وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، أكد أن السوريين معرضون بشدة للإصابة ب”كورونا”، داعيا إلى وقف فوري ل إطلاق النار والإفراج على نطاق واسع عن المحتجزين والأسرى لأسباب إنسانية.
وتعليقاً، اعتبر الائتلاف الوطني السوري المعارض نداء ومناشدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والمبعوث الدولي الأخيرة لوقف إطلاق النار متوافقة مع ما يدعو إليه ومرحب بها.
وقال الائتلاف إن تصريحات بيدرسن عن الأوضاع في سوريا، لم تشِر إلى الطرف المسؤول عن الوضع الاستثنائي في البلاد، وعن تدمير بنيتها التحتية واستهداف منشآتها الطبية، وتهجير أكثر من نصف أبنائها.
واستنكر البيان تفادي المبعوث الأممي تحديد الجهة المسؤولة عن اعتقال وتعذيب مئات الآلاف في ظروف كارثية وتعريض حياتهم للتهديد بشتى الوسائل ومنها اليوم خطر فيروس كورونا. وأضاف” أشار (بيدرسن) إلى الجريمة ولم يذكر الجاني”.
وطالب الائتلاف منظمة الصحة العالمية بتنفيذ تعهداتها للحكومة السورية المؤقتة، وشدد على الخطورة الناجمة عن أي تأخير إضافي في التنفيذ ووصول المساعدات.
المصدر: المدن