عملية أمنية وعسكرية لقوات التحالف ضد خلايا تنظيم «الدولة»    … و«قسد» ترسخ سلطتها شرق سورية

هبة محمد

أطلق التحالف الدولي بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» عملية عسكرية وأمنية واسعة النطاق في ريف دير الزور، تصل المناطق الحدودية السورية – العراقية، ضد خلايا تنظيم «الدولة» وذلك لمدة أربعة أيام متتالية، تزامناً مع مواجهات متبادلة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بين «قسد» وفصائل المعارضة المسلحة في ريف مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، وانفجار دراجة نارية ملغمة، ضمن مناطق نفوذ الجيش التركي، ما أدى إلى إصابة شخصين اثنين في ريف حلب.

وقالت مصادر محلية إن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، اندلعت بين الفصائل الموالية لتركيا من جهة، والميليشيات الكردية من جهة أخرى، على محور قرية الدغلباش غربي مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.

في غضون ذلك، أعلن المركز الإعلامي لقوّات سوريا الديمقراطية، عن إطلاق ميليشياتها بدعم من التحالف الدولي عملية عسكرية وأمنية واسعة النطاق في وادي العجيج في ريف دير الزور ضد خلايا تنظيم «الدولة» لمدة أربعة أيام.

وأصدر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية بيانا قال فيه «بدأت قواتنا وقوّات التحالف الدولي لمحاربة داعش صباح اليوم عملية عسكرية وأمنية واسعة النطاق في منطقة وادي العجيج في الريف الشمالي لدير الزور؛ بهدف ملاحقة الخلايا النائمة والنشطة لتنظيم داعش الإرهابي وكشف مخابئ الأسلحة والأوكار التي يستخدمها أعضاء وقادة خلايا التنظيم الإرهابي في المناطق الحدودية مع الجمهورية العراقية. كما تستهدف العملية السيطرة على طرق تهريب الأسلحة والعناصر الإرهابية».

العملية بدأت منذ الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين، بعدّة ضربات صاروخية نفذتها قوّات التحالف بالتزامن مع إطلاق القنابل المضيئة والتحليق المكثف لطائرات الاستطلاع.

وذكرت «قسد» أن «هذه العملية تأتي ضمن الجهود المستمرة المشتركة بين قواتنا وقوّات التحالف في شمال وشرق سوريا بهدف منع تنظيم داعش وباقي التنظيمات الإرهابية الأخرى من إحداث الفوضى وتهديد السلم والأمن في المنطقة ومنع الخلايا الإرهابية من ممارسة نشاطها التخريبي».

وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي عقد أول أمس، اجتماعين منفصلين تناولا الواقع السياسي والعسكري شمال وشمال شرق سوريا، وتحدث خلال اجتماعه مع المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية عن «دعم التحالف لقوات سوريا الديمقراطية والذي سيستمر للقضاء على خلايا داعش كافة وكذلك إعادة الإعمار» كما اجتمع القائد العام مع أعضاء القيادة العسكرية لإقليم الفرات.

وناقش آلية تكثيف القيادات العسكرية الجهود وضرورة رفع جاهزية المقاتلين في المنطقة، وتطرق خلال الاجتماع الوضع السياسي والعسكري للمنطقة.

وذكر الإعلام الحربي لقوات سوريا الديمقراطية أن «القائد العام أكد على التزام قواتنا بحماية أهالي المنطقة والحفاظ على الأمن والاستقرار وتوفير الأرضية المناسبة لتطوير المنطقة من النواحي الخدمية والاجتماعية».

كما قال أثناء حضوره اجتماعاً للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية إنهم يقومون بعمليات مستمرة ضد خلايا تنظيم «الدولة» في مختلف المناطق ورغم انحسار تواجد خلايا التنظيم في بعض المناطق ولكنه يحاول على الدوام إعادة رص صفوفه وهو ما تعمل قوات سوريا الديمقراطية بالتنسيق مع التحالف على منعه.

ووصف آفاق الحل للأزمة السورية بأنها مسدودة، حيث قال «لا حلول سياسية تلوح في الأفق على المدى القريب وهو ما يؤكد عدم قدرة الأطراف المتحاورة سواء في جنيف أو سوتشي أو غيرها على الوصول لحلول منطقية وشاملة للأزمة السورية مضيفاً أنه من الضروري إشراك الإدارة الذاتية في أي محادثات تهدف لإيجاد حل في سوريا».

وإزاء ترسيخ سلطة الإدارة الذاتية شرق البلاد، قال عبدي «سنعمل على ثلاث محاور رئيسية لتطوير الإدارة الذاتية بشكل واسع وفق أسس متينة تضمن تطورًا حقيقيًا وسريعًا للإدارة الذاتية، موضحًا أنهم يركزون على نقاط هامة وهي «دعم هيئات ولجان ومكاتب الإدارة الذاتية بما يضمن توحيد القرارات في مختلف المجالات وتوحيد الأطر والفعاليات الرديفة لهذه الجهات بما يضمن توحيد القرارات ونفاذها، والمرتكز الثاني هو الشفافية كضرورة لبناء مجتمع سوي وخاصة في الجانب القضائي، أما المرتكز الثالث فهو مبدأ التشاركية وترسيخ مبدأ أخوة الشعوب والعمل باستمرار على تمتين العلاقات بين كافة مكونات شمال وشرق سوريا».

وقالت صفحة «عين الفرات» المحلية الإخبارية، إن قوات «قسد» داهمت المعابر النهرية في بلدة الصبحة شرقي دير الزور، كما استهدفت العبارات المائية بالأسـلحة الخفيفة والمتوسطة تزامناً مع تحليق لطيران الاستطلاع التابع للتحالف الدولي بأجواء المنطقة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بطيران التحالف الدولي، داهمت منتصف ليل أمس، عدة منازل في قرية الحوايج في ريف دير الزور الشرقي حيث ألقت قوات سوريا الديمقراطية، القبض على شخص يرجح أنه من خلايا تنظيم «الدولة» أثناء محاولته زرع عبوة ناسفة، على أطراف بلدة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي، قبل أن تقوم قسد بتفجير العبوة في المنطقة.

كما اعتقلت 4 عناصر من خلايا تنظيم «الدولة» في قرية الزر شرقي دير الزور، وسط استمرار الحملة الأمنية وتحليق لطيران التحالف الدولي في الأجواء.

وفي الجانب المقابل، فجّرت خلايا تنظيم الدولة الإثنين، عبوة ناسفة أثناء مرور سيارة عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية، بالقرب من محطة وقود في بلدة الشحيل في ريف ديرالزور الشرقي.

المصدر: «القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى