أعلن بشكل مفاجئ، الاثنين، عن زيارة لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى دمشق، وأفاد بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية بعد انتهاء المحادثات بأن شويغو أجرى مع الرئيس السوري بشار الأسد جلسة محادثات تناولت الوضع في سوريا في إطار الاتفاقات التي تم التوصل إليها أخيراً مع الجانب التركي للتهدئة في إدلب، فضلاً عن سبل دفع العملية السياسية في البلاد.
وتناولت المحادثات، وفقاً لموسكو، انتهاكات التنظيمات الإرهابية المستمرة لاتفاق الهدنة، وتم التركيز على آليات تنفيذ هذه الاتفاقيات المتضمنة إبعاد الإرهابيين عن طريق حلب – اللاذقية الدولي (إم4) بعمق 6 كيلومترات من كل جانب بما يتيح إعادة العمل به.
وأفادت الرئاسة السورية بأن الطرفين تطرقا خلال اللقاء إلى «الوضع في منطقة الجزيرة واستمرار عملية السطو الأميركية على النفط والثروات السورية، والخطوات التي تتخذها الدولة السورية لاستعادة الأمن والاستقرار في مختلف المناطق السورية، والجهود التي تبذلها القيادة الروسية على الصعيدين الإقليمي والدولي لكسر الحصار ورفع العقوبات والعزل عن الشعب السوري. وكان هناك توافق في الآراء حول السياسات والخطوات المشتركة في المرحلة المقبلة».
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت الاثنين عن تسيير ثاني دورية مشتركة مع الجانب التركي على الطريق الدولي «إم4»، لكنها أشارت إلى اضطرار الطرفين مجدداً إلى تقليص مسار الدورية بسبب استفزازات المتطرفين.
وقال مركز المصالحة الروسي في سوريا إن قوات روسية وتركية قامت للمرة الثانية بتسيير دوريات مشتركة في محيط الطريق الدولية «إم4» الرابطة بين حلب واللاذقية، في إطار تنفيذ اتفاق التهدئة في إدلب والمراقبة المشتركة للوضع، الذي تم التوصل إليه بين الرئيس فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان.
وقال رئيس المركز أوليغ جورافليوف، إن عسكريي البلدين سيّروا الدورية المشتركة في محافظة الحسكة (شمال شرقي سوريا). كما أفاد بأن الشرطة العسكرية الروسية سيّرت دوريات في محافظتي حلب والحسكة، بالإضافة إلى قيام الطيران الحربي الروسي بدورية جوية في مسارين بريف الحسكة.
وجاء في بيان مركز المصالحة: «في الثالث والعشرين من آذار (مارس) في منطقة خفض التصعيد بإدلب، وطبقاً للاتفاق الروسي – التركي، تم تسيير الدورية الروسية – التركية المشتركة الثانية على طريق (إم4)، الذي يربط مدينتي حلب واللاذقية». وأشار البيان إلى تقليص مسار الدورية لضمان أمن عسكريي البلدين.
وأضاف البيان أن الجانب التركي «تعهد باتخاذ إجراءات في أقرب وقت لتصفية الجماعات المتطرفة التي تعيق حركة الدوريات المشتركة على الطريق السريع (إم4) في الممر الآمن».
وزاد البيان أن موسكو تنتظر من الجانب التركي اتخاذ التدابير التي تم التوافق بشأنها. وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قالت في وقت سابق إن موسكو مرتاحة لسير تنفيذ الاتفاقات الروسية – التركية، لكنها حذرت من مساعٍ تقوم بها أطراف أخرى لإفشال الاتفاقات، واتهمت واشنطن بالسعي إلى افتعال أزمة جديدة، مشيرة إلى أن الاتفاق بين روسيا وتركيا بشأن إدلب «يثير انزعاجاً في الولايات المتحدة، وهم (الأميركيون) يستخدمون أي عذر للترويج لهستيريا العداء لروسيا».
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، في بيان الاثنين، بأن الجانبين؛ الروسي والتركي، في اللجنة الروسية – التركية المشتركة لمراقبة نظام وقف إطلاق النار في سوريا، لم يرصدا أي خروقات لنظام وقف إطلاق النار، خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
المصدر: الشرق الأوسط